طريقة العلماء في التصنيف
المؤلف:
أبو الحسن علي بن عبد الله الأردبيلي التبريزي
المصدر:
الكافي في علوم الحديث
الجزء والصفحة:
ص 675 ـ 676
2025-08-18
397
[طريقة العلماء في التصنيف]:
وللعلماءِ في تصنيفِ الحديثِ طريقان:
أجودهما (1): أنْ يُخرِّج على أبوابِ الفِقه، وينوِّعه أنواعًا بحسب أحكام كلّ بابٍ، كما فَعَلَه البخاريُّ ومُسلِمٌ، فَذَكَر مُطلَق كلّ بابٍ: ما عنده مِن صحيحِ (2) وغيرِه كما فعل البيهقيُّ، أو عَلى شَرْطِه كما فَعَلَه البُخاريُّ (3).
والثاني: أن يُصنِّفَ على المسانيد، ويجمعُ حديثَ كلّ صحابيِّ وَحْدَه ممّا عنده، ثم إن اختارَ أنْ يُرتّبهم على حُروف المعجمِ في أسمائهم، أو أن يرتّبهم على القبائلِ، فيبدأ ببني هاشم، ثم الأقرب فالأقرب نسبًا من رَسُول الله - صلى الله عليه [وآله] وسلم -، و[له](4) أنْ يُرتِّبَ على سَوابقِ الصَّحَابة، فيبدأ بالعَشَرة، ثم بأهْل بَدْر، ثم بأهل صُلح الحُدَيبيةِ، ثم بمَنْ أسْلَم وهَاجر بينَ الحديبيةِ وفتح مكّة (5)، ويختم بأصَاغِر الصَّحابة، كأبي الطفيل ونُظَرائه (6)، ثم بالنّسَاء، فيبدأُ بأمّهاتِ المؤمنين، وهذا حَسَن(7)، والأوّل أسْهلُ (8).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عبارة ابن الصلاح (434): (إحداهما) زاد ابن الملقن (1/ 417) عليها: "قلت: وهي الأجود" والمثبت عبارة النووي (1/ 524) وتبعه ابن جماعة (110) وتبعهما المصنّف.
(2) غير واضحة في الأصل.
(3) هذه عبارة ابن جماعة في "المنهل الروي" (110) وتصرّف بها المصنّف، وعبارة ابن الصلاح والنووي وابن الملقن: "فيذكر في كلّ باب ما حضره فيه". قلت: الأولى أن يقتصر على ما صحَّ أو حسن، فإن جمع الجميع فَلْيُبيّن علَّة الضعيف، قاله السيوطي في "تدريب الراوي" (2/ 154)، نعم، وأيّ خير في حديث اختلط صحيحه بواهيه، وأنتَ لا تفلّيه، ولا تبحث عن ناقليه؟!
(4) سقطت من الأصل، وهي في كلام ابن الصلاح والنووي وابن الملقن، وعبارة ابن جماعة: "وقد ترتّب بالسابقة".
(5) مثّل الخطيب في "الجامع" (1/ 293) على هذا الصنف بخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وأبي هريرة.
(6) كالسائب بن يزيد وأبي شيبة السوائي، ذكرهم الخطيب في "الجامع" (1/ 293) وقال عنهم: "الأصاغر الأسنان الذين رأوا رسول الله - صلى الله عليه [وآله] وسلم - وهم أطفال". قلت: خصّ مسلم في "الطبقات" (1/ 227 - 228/ بتحقيقي) من ولد في حياة النبي - صلى الله عليه [وآله] وسلم - وساق فيه (12) نفسًا.
(7) عبارة ابن الصلاح: "ثم إنّ من أعلى المراتب في تصنيفه: تصنيفه معلّلًا، بأن يجمع..." ولم يغيّرها ابن الملقن في "المقنع" (1/ 417) فأجاد، وعبارة النووي في "الإرشاد" (1/ 525)، "ومن أحسن التصنيف تصنيفه معلّلًا"! وتبعه ابن جماعة في "المنهل الروي" (110) والمصنّف.
(8) كذا في الأصل! وفي "مقدمة ابن الصلاح" ومختصراتها: "أحسن".
الاكثر قراءة في علوم الحديث عند أهل السنّة والجماعة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة