المـوارد القابلـة للنضـوب Exhaustible Resources (مـوارد الطـاقـة)
المؤلف:
د . حمد بن محمد آل الشيخ
المصدر:
اقتصاديات الموارد الطبيعية والبيئة
الجزء والصفحة:
ص66- 70
2025-08-18
321
الفصل الثالث
الموارد القابلة للنضوب
Exhaustible Resources
ـ مقدمة.
ـ موارد الطاقة.
ـ المخزون ومعدل الاستخراج والمخزون المتبقي.
ـ الهدف الاجتماعي من استغلال الموارد.
ـ أنموذج هوتلينج لمدتين.
ـ حالة التكاليف المتزايدة والمدى الزمني.
ـ حالة وجود بديل تقني للمورد الناضب
ـ استخراج المورد لثلاث فترات وأكثر.
ـ تمارين الفصل الثالث.
ـ مراجع الفصل الثالث.
1-3 مقدمة:
يهدف هذا الفصل إلى توضيح الإطار الاقتصادي لتحليل الموارد القابلة للنضوب، ويقدم بعض التعاريف ذات العلاقة بمكونات التحليل الاقتصادي للموارد القابلة للنضوب كالمخزون الابتدائي والمخزون الحالي ومعدل الاستخراج أو الاستخراج وتكلفة الاستخراج كما يحاول الإجابة على الاستفسارات الآتية الخاصة باستغلال الموارد القابلة للنضوب:
1. أنستخرج المورد أم لا؟
2. ما هي الكميات التي من الأمثل أن يتم استخراجها؟
3. متى نقوم باستخراج هذه الكميات من المورد؟
4. ما هي تكلفة الفرصة البديلة لاستغلال المورد الآن مقارنة مع حقب زمنية في المستقبل؟
كما يقدم الفصل أمثلة للموارد القابلة للنضوب كالبترول والغاز الطبيعي ويقدم منهجية نمذجة استغلال الموارد القابلة للنضوب رياضياً أو ما أطلق عليه أنموذج هوتلنج ومن ثم طريقة حلها وحساب الحل الأمثل لاستغلال المورد في حالة حقبتين زمنيتين أو أكثر من ذلك.
كما يقوم الفصل بشرح فروض أنموذج هوتلنج وتوضيح معناها اقتصادياً وكذلك معنى شرطيه الضروري والكافي. كما يوضح الفصل بعض التطويرات أو الإضافات لأنموذج هو تلنج التي تم تقديمها في أدبيات اقتصاديات الموارد.
2-3 موارد الطاقة:
تعد الطاقة Energy عصب الحياة الحديثة والمحرك الرئيس للتقدم الصناعي والتكنولوجي بصفة خاصة والتقدم الاقتصادي بصفة عامة، وتلعب الطاقة دوراً كبيراً بالغ الأهمية بالنسبة للبشرية، فلقد اعتمدت الحضارة الحديثة على الطاقة بمواردها المختلفة؛ لتحويل الموارد الاقتصادية من شكلها الأولي إلى أشكال أخرى متعددة قادرة على إشباع الحاجات والرغبات المتعددة والمتنوعة، كما أنها تعد عاملاً مهماً في تحقيق الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية للإنسان.
ونظراً للدور المهم والحيوي الذي تلعبه الطاقة في الاقتصاديات كافة سواء أكانت متقدمة أم نامية، فقد حظي موضوع الطاقة بالدراسة على مستوى دول العالم بصفة عامة، كما أولته المؤسسات والهيئات العالمية والدولية والإقليمية الكثير من البحث والدراسة. وظهر هذا جلياً في السبعينيات، مع الزيادة الكبيرة التي حدثت في سعر البترول حينئذ؛ والتي أدت إلى زيادة قيمة الواردات البترولية للدول الصناعية بدرجة كبيرة مما أثر في موازين مدفوعاتها، وهذا ما جعلها تعيد النظر في سياسات الطاقة لديها معتمدة في ذلك على ما لديها من تكنولوجيا متطورة وموارد مالية كبيرة. وقد نجحت هذه الدول في تحقيق أهدافها المرجوة ونجحت بالفعل في ترشيد استهلاك الطاقة لديها، وتطوير وتنويع مصادر الطاقة البديلة للبترول من فحم وغاز وطاقة نووية وغيرها من مصادر الطاقة، وزيادة البحث والتنقيب عن مصادر جديدة للبترول في أراضيها وأراض أخرى خارج أراضي الدول المنتجة، ولقد أسفرت هذه الجهود عن نتائج ناجحة في اكتشاف البترول في منطقة ألاسكا، وبحر الشمال وغيرها من المناطق.
وكما تتعدد مصادر الطاقة المستخدمة عالمياً، تتعدد المعايير التي تعبر عن حجم الطاقة، فقد تكون مصادر الطاقة أو مصادر الوقود في شكل سائل Liquid مثل البترول Petroleum أو قد تكون في شكل غاز Gaseous مثل الغاز الطبيعي Natural Gas أو في صورة صلبة Solid مثل الفحم Coal ، بالإضافة إلى الطاقة الكهرومائية والطاقة النووية Hydro and Nuclear energy. وتقاس الطاقة بشكل عام بوحدات قياس تسمى الوحدات الحرارية البريطانية British Thermal Units (BTU)، وهي الوحدة الكافية لرفع درجة حرارة رطل من الماء بدرجة حرارة F01 فهرنهيت (17.22222222 مئوية تحت الصفر)، ويحتوي برميل البترول الخام القياسي على 5.8 مليون وحدة حرارية بريطانية، والبرميل كوحدة لقياس السوائل يساوي 42 جالوناً أو 306 رطل أو 0.19090909 متر مكعب، وهو المقياس الأكثر شيوعاً بالنسبة لإحصاءات الطاقة في الأمم المتحدة.
ويمكن تقسيم موارد الطاقة طبقا لمعايير عدة، فمن ناحية قدرتها على التجدد أو النمو تنقسم مصادر الطاقة إلى مجموعتين:
(أ) مصادر طاقة غير متجددة (قابلة للنضوب)، وهي التي توجد بكميات ثابتة عبر الزمن التخطيطي، وتتناقص كمياتها نتيجة لعملية الاستغلال أو الاستخراج ويؤثر المعدل الذي تستخرج به في الوقت الحاضر على إمكانية إنتاجها في المستقبل، ويتوقف تناقص المخزون من هذه المصادر على معدل الإنتاج السنوي من ناحية وعلى معدل اكتشاف مخزون أو مكامن جديدة لهذه المصادر في العالم من ناحية أخرى ومن أمثلة هذه المصادر البترول والغاز الطبيعي والفحم، ورمال القار.
(ب) مصادر طاقة متجددة، وهي التي تنمو أو تزيد عبر الزمن ولا يؤثر معدل استهلاكها الحالي على معدل إنتاجها مستقبلاً، بل تبقى احتياطاتها قائمة مثل الطاقة الشمسية، والطاقة الهوائية (طاقة الرياح) والحرارة الجوفية (الجيوثيرمال) وطاقة الكتلة الحية، وأمواج المحيطات أو كهرباء المساقط المائية.
كذلك يمكن تقسيم مصادر الطاقة من ناحية درجة استخدامها إلى مجموعتين:
(أ) مصادر طاقة أساسية، وهي مصادر الطاقة التقليدية التي يعتمد عليها بصورة أساسية مثل البترول والفحم والغاز الطبيعي والطاقة النووية وتسهم هذه المصادر بنسبة كبيرة في استهلاك العالم من الطاقة.
(ب) مصادر طاقة بديلة، وهي مصادر الطاقة الحديثة، مثل الطاقة الشمسية والطاقة الهوائية والجرفية وطاقة الأمواج والمد والجزر والزيت الثقيل ورمال القطران والوقود الصناعي، وهذه المصادر قليلة الاستخدام في الوقت الحاضر، ولا تستخدم بصور أساسية، ولكن من المنتظر أن تلعب دوراً كبيراً في توفير الطاقة للعالم أو الإسهام بنسبة جيدة من احتياجات العالم من الطاقة في المستقبل، وذلك لتوافرها ونظافتها على البيئة وعدم خطورتها.
من المتوقع خلال العقدين القادمين أن تبقى دوال الطلب والعرض بالنسبة للطاقة العالمية تحت هيمنة مصادر الطاقة التقليدية التي تسيطر على السوق عالمياً، نظراً لأن وسائل النقل ووحدات الإنتاج والتوزيع في كثير من مناطق العالم مصممة ومجهزة فنياً وتقنياً للعمل على مثل هذه المصادر من الطاقة، وبالطبع فلا بد لنا أن نتوقع بعض التحولات التي قد تكون مهمة في توزيع نمط الطلب من الفحم والغاز الطبيعي والبترول والمصادر الأخرى في المستقبل، إلا أن إجمالي الطلب على الطاقة لن يتأثر بصورة كبيرة جداً، ومن هنا تأتي أهمية دراسة هذه المصادر التقليدية، ولما كان من غير الممكن أن نتناول بالدراسة كل أشكال الطاقة التقليدية فإننا ندرس هنا فقط مصدرين رئيسين هما البترول والغاز الطبيعي على اعتبار أن هذين المصدرين يشكلان في مجموعهما أكثر من 60% من إجمالي مصادر الطاقة العالمية المستهلكة في عام 2005م حيث أسهم البترول بمقدار %36.4 والغاز الطبيعي بمقدار %23.5 (تقرير مؤسسة النقد العربي السعودي، 2006م).
الاكثر قراءة في ألانظمة الاقتصادية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة