كان زكريا عليه السلام من أكابر بني إسرائيل فكان رئيس الأحبار والرهبان

وكان يتولى أمر النذور والهدايا التي ترد إلى بيت المقدس وإلى الهيكل.

وهو مع ذلك من أنبياء بني إسرائيل ذوي القدر والمنزلة والكلمة المسموعة.

إلى أن جاء الزمان بأحداث غيرت عليه بني إسرائيل.

فتحولوا إلى أعداء مناوئين مبغضين.

ففي يوم من الأيام ...

جاءت (حنة) امرأة عمران إلى بيت المقدس.

وكانت تحمل مولودة لها وقد لفتها في خرقة وكانت قد نذرتها الله وهي ما زالت في بطنها بيد أنها كانت تظن حملها ذكرا فلما وضعتها أنثى وليس الذكر كالأنثى

فانها أسمتها (مريم) وعزمت على الوفاء بنذرها.

وعندما دخلت (حنة) إلى المسجد الأقصى فانها قصدت الأحبار وقالت لهم: دونكم هذه المنذورة فخذوها إليكم.

فلما رأوا (حنة) وعرفوا أنها امرأة سيدهم وإمامهم وصاحب قربانهم عمران عليه السلام الذي كان قد وافاه الأجل فانهم تنافسوا على المنذورة وجرى بينهم نزاع شديد وكل منهم يتمنى أن يحظى بها حتى إذا أوغل القوم في المنافسة

فان زكريا عليه السلام قال لهم:

أنا أحق بها، فأنا كبيركم وسيدكم و (إيشاع) أخت (حنة) هي زوجتي وأنا القيم على مثلها.

ولكن بني اسرائيل لم يقبلوا منه وأبوا إلا القرعة على زكريا عليه السلام.

واجتمع الأحبار جميعا.

وكانوا سبعة وعشرين رجلا ومعهم زكريا عليه السلام فانطلقوا إلى نهر الأردن ومعهم الأقلام لاجراء القرعة.

وألقوا أقلامهم في الماء أيهم يكفل مريم فغرقت الأقلام كلها إلا قلم زكريا عليه السلام.

حيث طفا على وجه الماء ورسب ما عداه من الأقلام.

فلم يكن للأحبار بد من ا بد من الرضوخ.

وكفل زكريا عليه السلام مريم المنذورة.

فعين لها مكانا خاصا بالقرب من المحراب وجاء لها بمربية وخادمة ولم يكن يكف عن تفقدها ورعايتها وشدة العناية بها.

إلى أن شبت مريم عليها السلام وأصبحت تقوم بخدمة نفسها وكانت مريم عابدة متبتلة وكانت إذا صلت أضاء المحراب بنورها وكان زكريا عليه السلام كثيرا ما يدخل عليها فكلما دخل عليها المحراب وجد عندها رزقاً فكان يجد عندها فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء فاذا سألها زكريا عليه السلام:

{أَنَّى لَكِ هَذَا} [آل عمران: 37]

فانها كانت تجيب قائلة:

{هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [آل عمران: 37] وكان زكريا عليه السلام شيخا كبيرا ولم يكن له ولد وكانت امرأته عاقرا فطمع في رحمة ربه بعدما رأى عند مريم وزاد رجاؤه في أن تكون له ذرية صالحة هنالك دعا زكريا ربه راغبا في عطائه وكرمه وسخائه ونادى ربه نداءا خفيا

قائلا:

{رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} [مريم: 4] وواصل مناجاته ونداءه وهو يقول:

{وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا} [مريم: 5] وكانت أبواب السماوات مشرعة ...

فاستقبلت النداء النبوي بترحاب وكان زكريا عليه السلام قائما يصلي وقد تبللت عيناه ولحيته بدموع الرهبة والرجاء فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب:

{أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ} [آل عمران: 39] وجلجل صوت الوحي الالهي مبشرا

{يَٰزَكَرِيَّآ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَٰمٍ ٱسۡمُهُۥ يَحۡيَىٰ لَمۡ نَجۡعَل لَّهُۥ مِن قَبۡلُ سَمِيّٗا} [مريم: 7] 

فتعجب زكريا عليه السلام وقال متسائلا:

{رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَٰمٞ وَكَانَتِ ٱمۡرَأَتِي عَاقِرٗا وَقَدۡ بَلَغۡتُ مِنَ ٱلۡكِبَرِ عِتِيّٗا} [مريم: 8] 

مريم: عليه السلام ودوى صوت الوحي الالهي من جديد

{قَالَ كَذَٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٞ وَقَدۡ خَلَقۡتُكَ مِن قَبۡلُ وَلَمۡ تَكُ شَيۡـٔٗا } [مريم: 9] 

فقال زكريا عليه السلام:

{رَبِّ ٱجۡعَل لِّيٓ ءَايَةٗۖ} [مريم: 10] فجاءه الوحي الالهي:

{قَالَ ءَايَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ ثَلَٰثَ لَيَالٖ سَوِيّٗا} [مريم: 10] 

فتسائل زكريا عليه السلام: وكيف يكون ذلك يا رب؟

فصدر الوحي الالهي موضحا     

ص408

{ءَايَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ ثَلَٰثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمۡزٗاۗ } [آل عمران: 41] 

وصدق الوعد الحق

وتمت الآية الالهية لزكريا عليه السلام

ورزقه الله يحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين.

فحقد عليه بنو إسرائيل

وضمروا له الخصام والعداء

ثم ما لبثوا أن زادت نقمتهم على زكريا عليه السلام بعدما جاءت مريم بعيسى عليه السلام

فاتهموها بنبي الله زكريا عليه السلام حيث لم يكن يدخل عليها من الرجال سواه

وكان إبليس اللعين هو الذي يوسوس لهم ويحرضهم ويزين لهم هذه التهمة الشنيعة.

وقويت الظنون عند سفهاء اليهود

لا سيما أن الناس لم يعهدوا امرأة تحمل بلا زوج.

فأشاعوا الفاحشة بحق زكريا عليه السلام

وثبتوها في نفوس السفلة

فأخذوا يلاحقون زكريا عليه السلام حتى اضطر للخروج من بيت المقدس

فلما خرج التحم الشر وتفاقم الأمر واشتدت الفتنة.

حتى اجتمع رأيهم على قتل زكريا عليه السلام.

واشتغل سفهاء بني إسرائيل بالبحث عن زكريا عليه السلام.

فلم يعثروا عليه وكادوا ييأسون فدلهم إبليس اللعين على مكانه فقصدوه وقتلوه في الحال ثم تفرقوا عنه وتركوه وعندئذ بعث الله عزوجل الملائكة فغسلوه وصلوا عليه ثلاثة أيام قبل أن يدفن.

فجاء إليه خيار بني إسرائيل ثم أخذوه ودفنوه..

اخر الاخبار

اخبار العتبة العباسية المقدسة

قسم الشبابيك: تقديم أكثر من 50 ألف وجبة طعام لزائري الأربعين

قسم الشؤون الخدمية يطلق حملة تنظيف لمنطقة باب بغداد بعد انتهاء زيارة الأربعين

قسم الشؤون الفكرية: نحو 5000 مستفيد من خدمات محطة مجمّع سيد الماء الثقافي

مجمع أبي الفضل العباس (عليه السلام): أكثر من 30 ألف مستفيدة من الخدمات الصحية في زيارة الأربعين

المزيد

الآخبار الصحية

"ساعة الذئب" تؤرق الملايين.. حل علمي ينقذ نومك

يخفف الألم.. معجون أسنان مصنوع من الشعر ؟!

كوابيسك ليست عشوائية.. ماذا تحاول أن تخبرك؟

5 مخاطر غير متوقعة لتناول البروتين بكثرة

المزيد

الآخبار التكنلوجية

أندرويد 16 على الأبواب..هاتفك سيصبح وكيلك الذكي !

"غوغل" مهددة ببيع متصفحها الشهير "كروم".. من المشتري؟

"ناسا" و"غوغل" تطوران مساعدا طبيا ذكيا لمرافقة رواد الفضاء

هل تشغيل تكييف السيارة على "الحد الأقصى" ضار؟

المزيد

مواضيع ذات صلة

يا يحيى خذ الكتاب بقوة

زهد يحيى عليه السلام

الآية التي جُعلت لزكريا النبي

البشارة بنبي الله يحيى

دعاء نبي الله زكريا

نذر السيدة حنة

يحيى بن زكريّا عليهما السّلام

زكريّا عليه السّلام

قصَّة يحيى (عليه السلام)

قصَّة طلب الذرّيّة

حديث زكريا ويحيى عليهما السلام

قصة مريم