تخصيصّ عليا بالنصرة اغاض المنافقين
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 5 ص14-16.
2025-08-07
564
تخصيصّ علياً بالنصرة أغاض المنافقين
قال تعالى : { مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ } [الحج : 15].
قال الإمام موسى بن جعفر عليه السّلام : « حدّثني أبي ، عن أبيه - أبي جعفر - ( صلوات اللّه عليهم أجمعين ) : « أن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال ذات يوم : إنّ ربي وعدني نصرته ، وإن يمدّني بملائكته ، وأنه ناصري بهم وبعليّ أخي خاصة من بين أهلي ، فاشتد ذلك على القوم أن خصّ عليا بالنصرة ، وأغاظهم ذلك ، فأنزل اللّه عزّ وجلّ : {مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ }- قال - ليضع حبلا في عنقه إلى سماء بيته يمدّه حتى يختنق فيموت فينظر هل يذهبن كيده غيظه » « 1 » ؟.
وقال علي بن إبراهيم : في معنى الآية : إنّ الظنّ في كتاب اللّه على وجهين : ظنّ يقين ، وظنّ شكّ ، فهذا ظنّ شك . قال : من شكّ أن اللّه لن يثيبه في الدنيا والآخرة : فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ أي يجعل بينه وبين اللّه دليلا ، والدليل على أن السبب هو الدليل ، قول اللّه في سورة الكهف : {وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا} [الكهف : 84، 85] أي دليلا ، وقال : ثُمَّ لْيَقْطَعْ أي يميّز ، والدليل على أن القطع هو التمييز قوله : {وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا} [الأعراف: 160] أي ميّزناهم ، فقوله : {ثُمَّ لْيَقْطَعْ أي يميّز فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ} أي حيلته ، والدليل على أنّ الكيد هو الحيلة قوله : {كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ} [يوسف: 76] أي احتلنا له حتى حبس أخاه ، وقوله يحكي قول فرعون : {فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ } [طه: 64] أي حيلتكم . قال : فإذا وضع لنفسه سببا ، وميّز ، دلّه على الحق ، فأمّا العامة فإنهم رووا في ذلك أنه من لم يصدّق بما قال اللّه ، فليلق حبلا إلى سقف البيت ، ثم ليختنق .
ثمّ ذكر عزّ وجلّ عظيم كبريائه وآلائه فقال : أَلَمْ تَرَ أي ألم تعلم يا محمد {أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ }ولفظ الشجر واحد ومعناه جمع {وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ « 1 ».
____________
( 1 ) تأويل الآيات : ج 1 ، ص 333 ، ح 2.
الاكثر قراءة في فضائل اهل البيت القرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة