النبي إبراهيم اول من سمى المسلمين
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 5 ص59-61.
2025-08-03
626
النبي إبراهيم اول من سمى المسلمين
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77) وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ } [الحج : 77، 78].
1 - قال بريد العجليّ ، قلت لأبي جعفر عليه السّلام قوله تعالى : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَجاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ قال : « إيّانا عنى ، ونحن المجتبون ، ولم يجعل اللّه تبارك وتعالى في الدّين من حرج ، فالحرج أشدّ من الضيق ، مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ إيانا عنى خاصة هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ [ اللّه سمانا المسلمين ] مِنْ قَبْلُ في الكتب التي مضت وَفِي هذا القرآن لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ فرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم الشّهيد علينا بما بلّغنا عن اللّه تبارك وتعالى ، ونحن الشهداء على الناس يوم القيامة ، فمن صدّق يوم القيامة صدّقناه ، ومن كذّب كذّبناه » « 1 ».
وقال أمير المؤمنين ( صلوات اللّه عليه ) : « إنّ اللّه تبارك وتعالى طهّرنا ، وعصمنا ، وجعلنا شهداء على خلقه ، وحجّته في أرضه ، وجعلنا مع القرآن ، وجعل القرآن معنا ، لا نفارقه ولا يفارقنا » « 2 ».
2 - وقال عيسى بن داود : حدثنا الإمام موسى بن جعفر ، عن أبيه عليهما السّلام ، في قول اللّه عزّ وجلّ : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا الآية : « أمركم بالركوع ، والسجود ، وعبادة اللّه ، وقد افترضها عليكم ، وأما فعل الخير ، فهو طاعة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وَجاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ يا شيعة آل محمد وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ قال : من ضيق مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ يا آل محمد ، يا من قد استودعكم المسلمين ، وافترض طاعتكم عليهم وَتَكُونُوا أنتم شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ بما قطعوا من رحمكم ، وضيّعوا من حقّكم ، ومزّقوا من كتاب اللّه ، وعدلوا حكم غيركم بكم ، فالزموا الأرض فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ يا آل محمد ، وأهل بيته هُوَ مَوْلاكُمْ أنتم وشيعتكم فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ » « 3 ».
وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : قال النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : « مما أعطى اللّه أمتي وفضّلهم به على سائر الأمم ، أعطاهم ثلاث خصال لم يعطها إلّا نبيّ ، وذلك أنّ اللّه تبارك وتعالى كان إذا بعث نبيّا ، قال له : اجتهد في دينك ، ولا حرج عليك ، وأنّ اللّه تبارك وتعالى أعطى ذلك أمّتي ، حيث يقول : ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ يقول : من ضيق . وكان إذا بعث نبيا قال له : إذا أحزنك أمر تكرهه فادعني ، أستجب لك ، وأنه أعطى أمتي ذلك ، حيث يقول : {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } [غافر: 60] . وكان إذا بعث نبيا جعله شهيدا على قومه ، وأنّ اللّه تبارك وتعالى جعل أمتي شهداء على الخلق ، حيث يقول : لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ » « 3 ».
__________________
( 1 ) الكافي : ج 1 ، ص 147 ، ح 4 .
( 2 ) الكافي : ج 1 ، ص 147 ، ح 5 .
(3 ) تأويل الآيات : ج 1 ، ص 351 ، ح 41 .
( 4 ) قرب الإسناد : ص 41 .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة