الله تعالى المنعم على خلقه بأنواع النعم
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 5 ص86-87.
2025-07-30
510
الله تعالى المنعم على خلقه بأنواع النعم
قال تعالى : {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (78) وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (79) وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (80) بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ} [المؤمنون: 78 - 81].
قال الشيخ الطبرسيّ ( رحمه اللّه تعالى ) : ثم بين سبحانه أنه المنعم على خلقه بأنواع النعم ، فقال : وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ أي : خلق هذه الحواس ابتداء لا من شيء ، وخص هذه الثلاثة لأن الدلائل مبنية عليها ، ينظر العاقل ، ويسمع ، ويتفكر ، فيعلم قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ أي : يقل شكركم لها ، و قَلِيلًا : منصوب على المصدر ، وتقديره : تشكرون قليلا لهذه النعم التي أنعم اللّه بها عليكم . وقيل : معناه أنكم لا تشكرون رب هذه النعم فتوحدونه . . . وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ أي :
خلقكم وأوجدكم فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ يوم القيامة ، فيجازيكم على أعمالكم .
وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ أي : يحييكم في أرحام أمهاتكم ، ويميتكم عند انقضاء آجالكم . وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ أي : وله تدبيرهما بالزيادة والنقصان . وقيل : وله ملك اختلافهما وهو ذهاب أحدهما ، ومجيء الآخر أَ فَلا تَعْقِلُونَ أي : أفلا تعلمون بأن تفكروا فتعلموا أن لذلك صانعا قادرا ، عالما حيا حكيما ، لا يستحق الإلهية سواه ، ولا تحسن العبادة إلا له .
ثم أخبر سبحانه عن الكفار المكذبين بالبعث ، فقال : بَلْ قالُوا مِثْلَ ما قالَ الْأَوَّلُونَ المنكرون للبعث بعد الموت « 1 ».
______________
( 1 ) مجمع البيان : ج 2 ، ص 202 - 203 .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة