الرد على الدهرية والثنوية
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 5 ص87-89.
2025-07-30
448
الرد على الدهرية والثنوية
قال تعالى : {لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (83) قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89) بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (90) مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } [المؤمنون: 83 - 92].
قال علي بن إبراهيم القمي : ثمّ حكى اللّه عزّ وجلّ قول الدهريّة : قالُوا أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ - إلى قوله - أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ يعني أحاديث الأولين - وقيل أكاذيب الأوّلين - فردّ اللّه عليهم ، فقال : بَلْ أَتَيْناهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ ثمّ ردّ اللّه على الثنوية « 1 » الذين قالوا بإلهين فقال اللّه تعالى : مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ قال : لو كان إلهين - كما زعمتم - لكانا يختلفان ، فيخلق هذا ولا يخلق هذا ، ويريد هذا ولا يريد هذا ، ويطلب كلّ واحد منهم الغلبة لنفسه - وقيل : ولا يستبد كل واحد بخلقه ، وإذا أراد أحدهما خلق إنسان ، وأراد الآخر خلق بهيمة ، فيكون إنسانا وبهيمة في حالة واحدة ، وهذا غير موجود ، فلما بطل هذا ، ثبت التدبير والصنع لواحد ، ودلّ أيضا التدبير وثباته وقوام بعضه ببعض ، على أنّ الصانع واحد ، وذلك قوله : مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ إلى قوله : لَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ ثمّ قال آنفا : سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ « 2 ».
وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام في قوله تعالى : عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ :
« الغيب ، ما لم يكن ، والشهادة : ما قد كان » « 3 ».
_______________
( 1 ) الثّنوية : هم أصحاب الاثنين الأزليين ، يزعمون أن النور والظلمة أزليان قديمان « الملل والنحل : ج 1 ، ص 224 » . والثنوية : فرقة من القدريّة ( المعتزلة ) وهي التي قالت إنّ الخير من اللّه والشرّ من إبليس . « معجم الفرق الإسلامية : ص 75 » .
( 2 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 93 .
( 3 ) معاني الأخبار : ص 146 ، ح 1 .
الاكثر قراءة في فرق واديان ومذاهب
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة