اتباع الذين يدعون من دون الله شركاء معهم
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 3، ص243-244.
2025-07-04
545
اتباع الذين يدعون من دون الله شركاء معهم
قال تعالى : {أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (66) هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} [يونس : 66، 67]
قال الشيخ الطبرسيّ ( رحمه اللّه تعالى ) : لما سلى اللّه سبحانه نبيه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بقوله : وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ فإنهم لا يفوتونني ، بين بعد ذلك ما يدل على صحته ، فقال : أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ يعني العقلاء ، وإذا كان له ملك العقلاء فما عداهم تابع لهم ، وإنما خص العقلاء تفخيما وَما يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكاءَ يحتمل ما ها هنا وجهين :
1 - أن يكون بمعنى أي شيء ، فكأنه قال : وأي شيء يتبع الذين يدعون من دون اللّه شركاء ، تقبيحا لفعلهم .
2 - أن يكون نافية أي : وما يتبعون شركاء في الحقيقة . ويحتمل وجها ثالثا وهو أن يكون ما بمعنى الذي ، ويكون منصوبا بالعطف على مَنْ .
ويكون التقدير : والذي يتبع الأصنام الذين يدعونهم من دون اللّه شركاء ، فحذف العائد من الصلة ، و شُرَكاءَ حال من ذلك المحذوف . وإن جعلت ما نفيا فقوله شُرَكاءَ ينتصب بيد عونه ، والعائد إلى الَّذِينَ الواو في يَدْعُونَ ، ويكون قوله إِنْ يَتَّبِعُونَ مكررا لطول الكلام . وتقف في هذا القول على قوله وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وفي ذلك القول على قوله شُرَكاءَ .
إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ أي : ليس يتبعون في اتخاذهم مع اللّه شركاء إلا الظن ، لتقليدهم أسلافهم في ذلك ، أو لشبهة دخلت عليهم ، بأنهم يتقربون بذلك إلى اللّه تعالى وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ أي : وليسوا إلا كاذبين بهذا الاعتقاد والقول : هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ معناه : إن الذي يملك من في السماوات ، ومن في الأرض ، هو الذي خلق لكم الليل لسكونكم ، ولأن يزول التعب والكلال عنكم بالسكون فيه وَالنَّهارَ مُبْصِراً أي : وجعل النهار مبصرا مضيئا ، تبصرون فيه ، وتهتدون به في حوائجكم بالإبصار إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ أي : لحججا ودلالات على توحيد اللّه سبحانه من حيث لا يقدر على ذلك غيره لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ الحجج ، سماع تدبر ، وتفهم ، وتعقل « 1 ».
_____________
( 1 ) مجمع البيان : ج 5 ، ص 207 - 208 .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة