سبعين رجلا لميقات موسى مع ربه
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 2، ص396-397.
2025-07-01
508
سبعين رجلا لميقات موسى مع ربه
قال تعالى : {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155) وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ } [الأعراف: 155، 156].
قال علي بن إبراهيم القميّ : [ قال عليه السّلام ] : إنّ موسى عليه السّلام لمّا قال لبني إسرائيل : إنّ اللّه يكلّمني ويناجيني ، لم يصدّقوه ، فقال لهم :
اختاروا منكم من يجيء معي حتى يسمع كلامه . فاختاروا سبعين رجلا من خيارهم ، وذهبوا مع موسى إلى الميقات ، فدنا موسى عليه السّلام فناجى ربّه وكلّمه اللّه تبارك وتعالى ، فقال موسى عليه السّلام لأصحابه : اسمعوا واشهدوا عند بني إسرائيل بذلك ، فقالوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فسله أن يظهر لنا . فأنزل اللّه عليهم صاعقة فاحترقوا وهو قوله : {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة : 55، 56] فهذه [ الآية في سورة البقرة ، وهي مع هذه الآية في سورة الأعراف ، فنصف ] الآية في سورة البقرة ، ونصفها في سورة الأعراف ها هنا .
فلما نظر موسى إلى أصحابه قد هلكوا حزن عليهم فقال :{ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا} وذلك أن موسى عليه السّلام ظن أنّ هؤلاء هلكوا بذنوب بني إسرائيل ، فقال إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشاءُ - إلى قوله - وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ فقال اللّه تبارك وتعالى : عَذابِي أُصِيبُ بِهِ - إلى قوله - وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ « 1 ».
وقال أبو جعفر عليه السّلام : « لمّا ناجى موسى عليه السّلام ربّه أوحى إليه : أن يا موسى ، قد فتنت قومك . قال : وبماذا يا ربّ ؟ ، قال : بالسّامريّ ، صاغ لهم من حليّهم عجلا .
قال : يا ربّ إن حليهم لتحتمل أن يصاغ منها غزال أو تمثال أو عجل ، فكيف فتنتهم ؟ قال : صاغ لهم عجلا فخار . فقال : يا ربّ ، ومن آخاره ؟ قال :
أنا . قال عندها موسى : إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشاءُ » « 2 ».
_________
( 1 ) تفسير القمي : ج 1 ، ص 241 .
( 2 ) تفسير العيّاشي : ج 2 ، ص 31 ، ح 85 .
الاكثر قراءة في قصة النبي موسى وهارون وقومهم
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة