سنة الله جارية في الأمم
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 4 ص213-215.
2025-07-01
626
سنة الله جارية في الأمم
قال تعالى : {سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا} [الإسراء : 77].
قال أحدهما عليهما السّلام : « إنّ اللّه قضى الاختلاف على خلقه ، وكان أمرا قد قضاه في علمه كما قضى على الأمم من قبلكم ، وهي السنن والأمثال تجري على الناس ، فجرت علينا كما جرت على الأمم من قبلنا ، وقول اللّه حقّ ، قال اللّه تبارك وتعالى لمحمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : {سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلًا } ، وقال : {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا} [فاطر: 43] ، وقال : {فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ} [يونس : 102] وقال : {لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم : 30].
وقد قضى اللّه على موسى عليه السّلام وهو مع قومه يريهم الآيات والعبر « 1 » ، ثمّ مرّوا على قوم يعبدون أصناما {قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} [الأعراف : 138] واستخلف موسى هارون عليهما السّلام فنصبوا {جْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى} [طه : 88] وتركوا هارون ، فقال : {يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90) قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى} [طه : 90، 91] فضرب لكم أمثالهم ، وبيّن لكم كيف صنع بهم ».
وقال : « إنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لم يقبض حتى أعلم الناس أمر عليّ عليه السّلام ، فقال : من كنت مولاه فعليّ مولاه . وقال : إنّه منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي . وكان صاحب راية رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في المواطن كلّها ، وكان معه في المسجد يدخله على كلّ حال ، وكان أوّل الناس إيمانا به ، فلمّا قبض نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كان الذي كان ، لما قد قضي من الاختلاف ، عمد عمر فبايع أبا بكر ولم يدفن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بعد ، فلمّا رأى ذلك عليّ عليه السّلام ، ورأى الناس قد بايعوا أبا بكر خشي أن يفتتن الناس ففرغ إلى كتاب اللّه وأخذ بجمعه في مصحف ، فأرسل أبو بكر إليه أن تعال فبايع ، فقال عليّ عليه السّلام : لا أخرج حتى أجمع القرآن ، فأرسل إليه مرّة أخرى ، فقال : لا أخرج حتى أفرغ ، فأرسل إليه الثالثة عمر رجلا ابن عمّ له يقال له : قنفذ ، فقامت فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم تحول بينه وبين عليّ عليه السّلام فضربها ، فانطلق قنفذ وليس معه عليّ عليه السّلام ، فخشي أن يجمع عليّ عليه السّلام الناس ، فأمر بحطب فجعل الحطب على باب بيته ، ثمّ انطلق عمر بنار ، فأراد أن يحرق على عليّ عليه السّلام بيته وعلى فاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام ، فلمّا رأى عليّ عليه السّلام ذلك خرج فبايع كارها غير طائع » « 2 ».
وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « هي سنّة محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ومن كان قبله من الرّسل ، وهو الإسلام » « 3 ».
_____________
( 1 ) في « ط » : والمثل .
( 2 ) تفسير العيّاشي : ج 2 وص 306 ، ح 134 .
( 3 ) نفس المصدر : ج 2 ، ص 306 ، ح 135 .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة