شتان بين بين نزل الجنة ونزل النار
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 5 ص156-157.
2025-07-01
601
شتان بين بين نزل الجنة ونزل النار
قال تعالى : {قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا (15) لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا } [الفرقان: 15، 16].
قال الشيخ الطوسيّ ( رحمه اللّه تعالى ) : قال تعالى لنبيه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قُلْ لهم يا محمّد أَ ذلِكَ خَيْرٌ يعني ما ذكره من السعير وأوصافه خير أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ وإنما قال ذلك على وجه التنبيه لهم على تفاوت ما بين الحالين . وإنما قال أَذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ وليس في النار خير ، لأن المراد بذلك أي المنزلين خير ؟ ! تبكتا لهم وتقريعا . وقوله الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ أي وعد اللّه بهذه الجنة من يتقي معاصيه ويخاف عقابه كانَتْ لَهُمْ جَزاءً وَمَصِيراً يعني الجنة مكافأة وثوابا على طاعاتهم ، ومرجعهم إليها ومستقرهم فيها ، و لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ ويشتهون من اللذات والمنافع خالِدِينَ أي مؤبدين لا يفنون فيها كانَ عَلى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُلًا وقيل في معناه قولان :
1 - إن المؤمنين يسألون اللّه عزّ وجلّ الرحمة في قولهم : {رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا} [المؤمنون: 109] ، وقولهم : {وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ} [آل عمران: 194] .
2 - أنه بمنزلة قولك : لك ما تمنيت مني أي متى تمنيت شيئا فهو لك ، فكذلك متى سألوا شيئا ، فهو لهم بوعد اللّه ( عز وجل ) إياهم .
وقيل : ذلك هو الوعد المسؤول في دار الدنيا « 1 ».
_______________
( 1 ) التبيان : ج 7 ، ص 476 .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة