شيعة علي يزفون الى الجنة زفا
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 4 ص329-330.
2025-06-30
510
شيعة علي يزفون الى الجنة زفا
قال تعالى : {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (85) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا} [مريم : 85، 86].
قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « سأل علي عليه السّلام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عن تفسير قوله : يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً قال : يا عليّ إن الوفد لا يكون إلا ركبانا ، أولئك رجال اتّقوا اللّه فأحبّهم ، واختصّهم ورضي أعمالهم ، فسمّاهم اللّه المتقين ، ثم قال : يا عليّ ، أما والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ، إنّهم ليخرجون من قبورهم وبياض وجوههم كبياض الثلج ، عليهم ثياب ، بياضها كبياض اللبن ، عليهم نعال الذهب ، شراكها من لؤلؤ يتلألأ » « 1 ».
وقال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في رواية أخرى : « إنّ الملائكة لتستقبلهم بنوق من نوق الجنّة ، عليها رحائل الذهب مكلّلة بالدرّ والياقوت ، وجلالها الإستبرق والسّندس ، وخطامها جدل الأرجوان ، وأزمّتها من زبرجد ، فتطير بهم إلى المحشر ، مع كلّ رجل منهم ألف ملك من قدّامة ، وعن يمينه ، وعن شماله ، يزفّونهم زفّا حتى ينتهوا بهم إلى باب الجنّة الأعظم .
وعلى باب الجنّة شجرة ، الورقة منها يستظلّ تحتها مائة ألف من الناس ، وعن يمين الشجرة عين مطهّرة مزكيّة ، فيسقون منها شربة . فيطهّر اللّه قلوبهم من الحسد ، ويسقط عن أبشارهم الشعر ، وذلك قوله تعالى : {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا } [الإنسان : 21] من تلك العين المطهّرة ، ثم يرجعون إلى عين أخرى عن يسار الشجرة ، فيغتسلون منها وهي عين الحياة ، فلا يموتون أبدا.
ثم يوقف بهم قدّام العرش ، وقد سلموا من الآفات والأسقام ، والحرّ والبرد أبدا . قال : فيقول الجبّار للملائكة الذين معهم : احشروا أوليائي إلى الجنّة ، ولا توقفوهم مع الخلائق ، فقد سبق رضاي عنهم ، ووجبت رحمتي لهم ، فكيف أريد أن أوقفهم مع أصحاب الحسنات والسيئات ؟ ! فتسوقهم الملائكة إلى الجنة ، فإذا انتهوا إلى باب الجنة الأعظم ضرب الملائكة الحلقة ضربة ، فتصرّ صريرا ، فيبلغ صوت صريرها كلّ حوراء خلقها اللّه وأعدّها لأوليائه ، فيتباشرن إذا سمعن صرير الحلقة ، ويقول بعضهن لبعض : قد جاءنا أولياء اللّه ، فيفتح لهم الباب ، فيدخلون الجنّة . ويشرف عليهم أزواجهم من الحور العين والآدميّات ، فيقلن : مرحبا بكم ، فما كان أشدّ شوقنا إليكم ! ويقول لهنّ أولياء اللّه مثل ذلك.
فقال عليّ عليه السّلام : من هؤلاء ، يا رسول اللّه ؟ فقال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يا عليّ ، هؤلاء شيعتك والمخلصون في ولايتك ، وأنت إمامهم ، وهو قول اللّه عزّ وجلّ {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً }على الرّحائل {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا } « 2 ».
______________
( 1 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 53 .
( 2 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 53 .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة