طاعة الائمة هي الهداية المرجوة
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 4 ص383-384.
2025-06-29
605
طاعة الائمة هي الهداية المرجوة
قال تعالى : {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى } [طه: 123 - 127].
قال علي بن عبد اللّه : سئل أبو عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه عزّ وجلّ : فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى.
قال : « من قال بالأئمة واتّبع أمرهم ولم يجز طاعتهم » « 1 ».
[ وقال الإمام علي عليه السّلام : « واعلموا أن المعيشة الضّنك التي قالها تعالى : فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً هي عذاب القبر » « 2 ».
وقال معاوية بن عمّار : قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام قوله : فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ؟
قال : « هي - واللّه - للنصّاب » قال : جعلت فداك ، قد رأيناهم دهرهم الأطول في كفاية ، حتى ماتوا ، قال : « ذلك - واللّه - في الرّجعة ، يأكلون العذرة » « 3 » ] .
قلت : وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى ؟ قال : « يعني أعمى البصر في القيامة ، أعمى القلب في الدنيا عن ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام - قال - وهو متحيّر في القيامة ، يقول : قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا ، قال : الآيات الأئمّة عليهم السّلام ، فَنَسِيتَها وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى يعني تركتها ، وكذلك اليوم تترك في النار كما تركت الأئمة عليهم السّلام ، فلم تطع أمرهم ، ولم تسمع قولهم » .
قلت : وَكَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقى ؟ قال : « يعني من أشرك بولاية أمير المؤمنين عليه السّلام غيره ، ولم يؤمن بآيات ربه ، وترك الأئمّة معاندة فلم يتّبع آثارهم ولم يتولّهم » « 4 » .
_____________
( 1 ) الكافي : ج 1 ، ص 342 ، ح 10.
( 2 ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج 6 ، ص 96.
( 3) الرجعة للميرزا محمد مؤمن الأسترآبادي : 6 « مخطوط » .
( 4 ) الكافي : ج 1 ، ص 361 ، ح 92 .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة