أهـداف وأهميـة السيـاحـة البـيئيـة
المؤلف:
د . مصطفى يوسف كافي
المصدر:
فلسفة اقتصاد السياحة والسفر
الجزء والصفحة:
ص391 - 397
2025-06-27
503
خامساً: أهداف وأهمية السياحة البيئية
إن السياحة البيئية والسياحة بصفة عامة أسهمت بدور هام وفاعل في الاقتصاد العالمي، حيث يحتل القطاع السياحي نحو 11% من الاقتصاد العالمي، ويعمل به نحو 200 مليون فرد كما وصل عدد السياح إلى 700 مليون سائح يجوبون العالم سنوياً، مؤثرين فيه ومتأثرين به.
فإن السياحة البيئية تكتسب أهميتها الخاصة من كونها تقدمية وتعمل على تحقيق حزمة متكاملة من الأهداف، وهي في الوقت ذاته تستمد أهميتها من ذاتها، كما يظهرها لنا بوضوح الشكل التالي:

فالأهمية الذاتية للسياحة البيئية أهمية متعددة الجوانب، ومن ثم يمكننا التعرف على أهم جوانبها من حيث كونها تعمل على ما يلي:
(1) المحافظة على التوازن البيئي ومن ثم حماية الحياة الطبيعية البرية والبحرية والجوية من التلوث وبالتالي فإنها تستخدم كمنهج للوقاية بدلاً من أساليب المعالجة مما يحافظ على آليات تحقيق التوازن والصحة والبيئة.
(2) وضع ضوابط الترشيد السلوكي في استهلاك المواد أو في استعمالها، أو استخراجها بما يحافظ على الصحة والسلامة العامة وتجدد الموارد وعدم هدرها أو فقدها أو ضياعها وفي نفس الوقت تحقيق أعلى قدر من المحافظة على الطاقة وسلامة المجتمع وحيويته وفاعليته.
(3) توفر السياحة البيئية الحياة السهلة البسيطة البعيدة عن الإزعاج والقلق والتوتر بمنع الضوضاء والانبعاثات الغازية التي تؤثر على كفاءة الإنسان حيث تقترب به إلى الفطرة الطبيعية والحياة البسيطة الغير معقدة.
(4) الأهمية الاقتصادية للسياحة البيئية: لقد ثبت يقيناً أن الاقتصاد هو العلم الذي يبحث في تعظم الاستفادة من الموارد النادرة، وتعد أماكن ممارسة السياحة البيئية من أكثر الموارد ندرة في العالم، ومن هنا كانت للجوانب الاقتصادية أهميتها الكبرى في ممارسة النشاط السياحي البيئي.
كما ترتبط الأهمية الاقتصادية للسياحة البيئية من حيث كونها أداة ووسيلة رئيسية لتحقيق التنمية المستدامة.
ومن هنا فإن للسياحة للبيئية جانبها الاقتصادي ذا الأهمية القصوى، الذي لا يقف كثيراً عند ا حدي لتكلفة والعائد، بل أنه يتعدى هذين الحدين إلى جوانب أخرى بالغة الأهمية يظهرها لنا الشكل التالي:

(5) الأهمية السياسية للسياحة البيئية: تعد قضية التلوث البيئي مــن أهـم القضايا يجب الاهتمام بها وكذا المحافظة على صحة وسلامة البيئة ومن ثم أصبحت السياحة البيئية بحكم ممارستها ذات طابع سياسي يوضحه لنا الشكل التالي:

حيث يتضح لنا من هذا الشكل أن الأمن السياسي لأية دولة يتعرض لمخاطر القلاقل والاضطرابات الناجمة عن عدم رضا الأفراد عن التلوث الذي يحدث في البيئة، أو عن الممارسات الخاطئة الضارة للبيئة، ومن ثم فإن تصحيح هذه الممارسات والمحافظة على سلامة البيئة يعتبران من متطلبات الأمن السياسي للدولة، وهو ما تقوم به السياحة البيئية.
حيث أصبحت البيئة والاهتمام بسلامتها من أهم عناصر البرامج السياسية للأحزاب، وأصبحت اهتمامات ومحاور المحافظة على السلامة والصحة البيئية القطرية، ومعالجة التلوث الذي حدث فيها ضمن مجالات التنافس بين القوى السياسية المتصارعة للفوز بالمقاعد السياسية في البرلمان......
بل لقد أنشئت أحزاب (الخضر) من أجل البيئة الفطرية.... وأصبحت هذه الأحزاب لها قوة، ولها فاعلية في الساحة السياسية.
(6) الأهمية الاجتماعية للسياحة البيئية: الأهمية الاجتماعية للسياحة البيئية حيث تعد السياحة البيئية صديقة للمجتمع حيث تقوم على الاستفادة مما هو متاح في المجتمع من موارد وأفراد حيث تعمل على تنمية العلاقات الاجتماعية وتحقيق وتحسين عملية تحديث المجتمع ونقل المجتمعات المنعزلة إلى مجتمعات منفتحة وتعمل على إبقاء المجتمع في حالة عمل دائم والتقليل من المخاطر الموسمية وما ينشأ عنها من قلق واضطراب اجتماعي. وهو ما يظهره لنا الشكل التالي:

(7) الأهمية الثقافية السياحة البيئية: فالجوانب الثقافية للسياحة البيئية جوانب تفاعلية قائمة عن توسيع مجال الإدراك وزيادة الوعي والفهم لقضايا البيئة، وتعميق الإحساس بالشعور والتعاون وأهمية المشاركة وتنمية المعرفة بالآخرين الذين يعيشون على كوكب الأرض. حيث تكتسب الأهمية الثقافية للسياحة البيئية من كونها تقود عصر التنوير البيئي، ذلك التنوير الذي أظهر أهمية وقف تدهور البيئة الفطرية الطبيعية، وأهمية القضاء على التلوث الذي حدث فيها، وحتمية استعادة التوازن الطبيعي القطري............
ومن هنا كان الدور الثقافي الذي تقوم به السياحة البيئية، والذي يظهر أهم معالمه في الشكل التالي:

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى تعمل السياحة البيئية على الاستفادة من المناهل الثقافية المحلية، خاصة ينابيع الثقافة التي تمتد كلاً من: الفنون الجميلة، والآداب، والتاريخ، والموسيقى وفن الدراما، والرقص التعبيري، والفلكلوري، وسياحة الندوات واللقاءات الثقافية ..... الخ.
(8) الأهمية الإنسانية للسياحة البيئية: تعد السياحة البيئية نشاطاً إنسانياً، يمارسه الإنسان وهو ما يظهره لنا الشكل التالي:

تعمل السياحة البيئية على توفير الحياة الجميلة السهلة للإنسان، حيث يقدم له:
1- العلاج من القلق والتوتر، وتوقير الراحة والانسجام، والابتعاد عن ضغوط الحياة السلبية وعصبيتها، ليتحقق الشعور بالراحة.
2- استعادة الحيوية والدافعية والتوازن العقلي والعاطفي الذي يحتاج إليه الإنسان لمواصلة الحياة.
3 ـ امتلاك القدرة على صفاء النفس وسلامة الوجدان وصحوة ويقظة الحواس الخمسة، وسلامة الضمير، والحس الأخلاقي، وإعلاء شأن المبادئ الحميدة.
الاكثر قراءة في مواضيع عامة في علم الاقتصاد
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة