عقيدة الكافر اوهن من بيت العنكبوت
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 5 ص379-380.
2025-06-23
632
عقيدة الكافر اوهن من بيت العنكبوت
قال تعالى : {وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ (39) فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40) مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [العنكبوت : 39 - 41].
قال علي بن إبراهيم القمي ، في قوله تعالى : {وَقارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهامانَ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَما كانُوا سابِقِينَ} : فهذا ردّ على المجبرة الذين زعموا أن الأفعال للّه عزّ وجلّ ولا صنع لهم فيها ولا اكتساب ، فردّ اللّه عليهم ، فقال : فَكُلًّا أَخَذْنا بِذَنْبِهِ ، ولم يقل بفعلنا به ، لأن اللّه عزّ وجلّ أعدل من أن يعذّب العبد على فعله الذي يجبره عليه . فقال اللّه : فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِ حاصِباً ، وهم قوم لوط وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ ، وهم قوم شعيب وصالح وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنا بِهِ الْأَرْضَ ، وهم قوم هود وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنا ، وهم فرعون وأصحابه .
ثم قال : قال اللّه عزّ وجلّ تأكيدا وردّا على المجبرة : وَما كانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ، ثم ضرب اللّه مثلا فيمن اتّخذ من دون اللّه أولياء ، فقال : مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً ، وهو الذي نسجته العنكبوت على باب الغار الذي دخله رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وهو أوهن البيوت - قال - فكذلك من اتّخذ من دون اللّه أولياء .
- وقال أبو جعفر عليه السّلام : « هي الحميراء » « 1 » - .
ثم قال : {وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ }، يعني آل محمد عليهم السّلام « 2 » . وقال أبو جعفر عليه السّلام في قوله تعالى : وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ : « نحن هم » « 3 ».
_________________
( 1 ) تأويل الآيات : ج 1 ، ص 430 ، ح 7 .
( 2 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 150 .
( 3 ) تأويل الآيات : ج 1 ، ص 430 ، ح 8 .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة