علامات قبل قيام القائم
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 5 ص199-201.
2025-06-20
592
علامات قبل قيام القائم
قال تعالى : {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} [الشعراء: 4].
قال عمر بن حنظلة : سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول : « خمس علامات قبل قيام القائم عليه السّلام : الصّيحة ، والسفيانيّ ، والخسف ، وقتل النّفس الزكيّة ، واليمانيّ ».
فقلت : جعلت فداك ، إن خرج أحد من أهل بيتك قبل هذه العلامات ، أنخرج معه ؟ قال : « لا ».
قال : فلمّا كان من الغد تلوت هذه الآيات : إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ فقلت له : أهي الصّيحة ؟ فقال : « أما لو كانت ، خضعت أعناق أعداء اللّه عزّ وجلّ » « 1 ».
وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « تخضع رقابهم - يعني بني أميّة - وهي الصّيحة من السّماء باسم صاحب الأمر عليه السّلام » « 2 ».
وقال أبو جعفر محمد بن عليّ عليهما السّلام : « سئل أمير المؤمنين عليه السّلام عن قول اللّه عزّ وجلّ : {فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ} [مريم : 37] ، فقال : انتظروا الفرج في ثلاث » .
فقيل : يا أمير المؤمنين ، وما هنّ ؟ فقال : « اختلاف أهل الشام بينهم ، والرايات السود من خراسان ، والفزعة في شهر رمضان ».
فقيل : وما الفزعة في شهر رمضان ؟ فقال : « أو ما سمعتم قول اللّه عزّ وجلّ في القرآن : إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ ، هي آية تخرج الفتاة من خدرها ، وتوقظ النائم ، وتفزع اليقظان » « 3» .
وقال عبد اللّه ابن سنان : كنت عند أبي عبد اللّه عليه السّلام ، فسمعت رجلا من همدان يقول له : إنّ هؤلاء العامة يعيّرونا ، ويقولون لنا : إنكم تزعمون أنّ مناديا ينادي من السماء باسم صاحب هذا الأمر . وكان متّكئا ، فغضب وجلس ، ثمّ قال : « لا ترووه عنّي ، وارووه عن أبي ، ولا حرج عليكم في ذلك ، أشهد أني قد سمعت أبي عليه السّلام يقول : واللّه إن ذلك في كتاب اللّه عزّ وجلّ لبيّن ، حيث يقول : إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ ، فلا يبقى في الأرض يومئذ أحد إلّا خضع ، وذلّت رقبته لها ، فيؤمن أهل الأرض إذا سمعوا الصوت من السماء : ألا إنّ الحق في عليّ بن أبي طالب وشيعته - قال - فإذا كان من الغد ، صعد إبليس في الهواء ، حتى يتوارى عن أهل الأرض ، ثم ينادي : ألا إن الحق في عثمان بن عفان وشيعته ، فإنه قتل مظلوما ، فاطلبوا بدمه - قال - فيثبت للّه الذين آمنوا بالقول الثابت على الحقّ ، وهو النداء الأول ، ويرتاب يومئذ الذين في قلوبهم مرض - والمرض واللّه عداوتنا - فعند ذلك يتبرءون منّا ، ويتناولونا ، فيقولون : إنّ المنادي الأوّل سحر من سحر أهل هذا البيت » . ثمّ تلا أبو عبد اللّه عليه السّلام : {وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ } [القمر: 2] « 4 ».
وقال أبو بصير : سألته أبا جعفر عليه السّلام عن قول اللّه عزّ وجلّ : إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ ، قال : « تخضع لها رقاب بني أمية - قال - ذلك بارز عند زوال الشمس ، وذلك عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ، يبرز عند زوال الشمس ، ونزلت الشمس على رؤوس الناس ساعة حتى يبرز وجهه ، ويعرف الناس حسبه ونسبه » .
ثمّ قال : « أما إنّ بني أميّة ليختبئنّ الرجل إلى جنب شجرة ، فتقول : هذا رجل من بني أمية ، فاقتلوه » « 5 ».
____________
( 1 ) الكافي : ج 8 ، ص 310 ، ح 483 ، ينابيع المودة : ص 426 .
( 2 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 118 .
( 3 ) الغيبة : ص 251 ، ح 8 .
( 4 ) الغيبة : ص 260 ، ح 19 ، والآية من سورة القمر : 2 .
( 5 ) الرجعة : ص 52 « مخطوط » .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة