أصحاب الإمام المهدي "عج" الذين يتحرك بهم من مكة
المؤلف:
الشيخ علي الكوراني
المصدر:
المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي "عج"
الجزء والصفحة:
ص291-293
2025-06-03
684
عدتهم عشرة آلاف إلى خمسة عشر ألفاً
في كمال الدين : 2 / 654 : « سأل رجل من أهل الكوفة أبا عبد الله عليه السلام : كم يخرج مع القائم عليه السلام فإنهم يقولون إنه يخرج معه مثل عدة أهل بدر ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلاً ؟ قال : وما يخرج إلا في أولي قوة ، وما تكون أولوا القوة أقل من عشرة آلاف » .
وفي تفسير العياشي : 1 / 134 : « عن حماد بن عثمان قال أبو عبد الله عليه السلام : لا يخرج القائم في أقل من الفئة ، ولا تكون الفئة أقل من عشرة آلاف » .
وفي الخصال / 424 : « عن العوام بن الزبير قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : يقبل القائم عليه السلام في خمسة وأربعين من تسعة أحياء : من حيٍّ رجل ، ومن حيٍّ رجلان ، ومن حي ثلاثة ومن حي أربعة ، ومن حي خمسة ، ومن حي ستة ، ومن حي سبعة ، ومن حي ثمانية ومن حي تسعة ، ولا يزال كذلك حتى يجتمع له العدد » .
وفي الكافي : 5 / 352 : « عن أبي الربيع الشامي قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : لاتشترِ من السودان أحداً ، فإن كان لابد فمن النُّوبة فإنهم من الذين قال الله عز وجل : وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ . أما إنهم سيذكرون ذلك الحظ ، وسيخرج مع القائم عليه السلام منا عصابة منهم » .
أقول : قد يكون نهي الإمام عليه السلام عن شراء العبيد السود لمصلحة تحريرهم . والنوبة منطقة قرب السودان تمتد على نهر النيل .
حركة الإمام عليه السلام إلى العراق
في بصائر الدرجات / 188 : « عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال أبو جعفر عليه السلام : إذا قام القائم بمكة وأراد أن يتوجه إلى الكوفة ، نادى مناديه ألا لا يحمل أحد منكم طعاماً ولا شراباً ، ويحمل حجر موسى بن عمران ، وهو وقر بعير ، ولا ينزل منزلاً إلا انبعث عين منه ، فمن كان جائعاً شبع ومن كان ظمآن روي ، فهو زادهم حتى ينزلوا النجف من ظهر الكوفة » .
ورواه في الخرائج : 2 / 690 ، وفيه : « ويحمل معه حجر موسى بن عمران التي انبجست منه اثنتا عشرة عيناً ، فلا ينزل منزلاً إلا نصبه فانبعثت منه العيون ، انبعث منه الماء واللبن دائماً ، فمن كان جائعاً شبع ومن كان عطشان روي » .
أقول : يظهر أن الإمام عليه السلام يرسل قائداً من أصحابه مع قواته المتوجهة إلى العراق ، أما هو فيكون عنده برنامج آخر ، ويدخل العراق جوّاً بسبع قباب مضيئة لا يعرف في أيها هو ! فعن الإمام الباقر عليه السلام عن جابر في تفسير قوله تعالى : يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأرض فَانْفُذُوا لاتَنْفُذُونَ إِلا بِسُلْطَانٍ ، وقوله تعالى : هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأمر وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ ، قال : ينزل القائم يوم الرجفة بسبع قباب من نور لا يعلم في أيها هو ، حتى ينزل ظهر الكوفة . وفي رواية : إنه نازل في قباب من نور حين ينزل بظهر الكوفة على الفاروق ، فهذا حين ينزل » . « العياشي : 1 / 103 »
ومضافاً إلى الإعجاز في ذلك فهو يدل على أن الوضع الأمني يوجب على الإمام عليه السلام هذا الاحتياط ، فالوضع العالمي معاد له والعراق لم يتم تطهيره بعد . ويظهر أنه ينزل في النجف ، فينضم إليه جيشه الذي يأتي وراءه من المدينة .
أما الرواية التي تذكر أنه عندما يقصد العراق ينزل في الشقرة ثم في الثعلبية ، وهما مكانان بين الحجاز والعراق ، فالمرجح أن المقصود به جيشه الذي يقصد العراق ، وليس شخصه ، أو المقصود قبل أن يصل إلى العراق .
تجري فيهم سنة أصحاب طالوت عليه السلام
في غيبة النعماني / 316 : « عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن أصحاب طالوت ابتلوا بالنهر الذي قال الله تعالى : قَالَ إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ ، وإن أصحاب القائم عليه السلام يبتلون بمثل ذلك » .
امتحان الإمام المهدي عليه السلام لأصحابه
في الكافي : 8 / 167 : « عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كأني بالقائم عليه السلام على منبر الكوفة عليه قباء ، فيخرج من وريان قبائه كتاباً مختوماً بخاتم من ذهب ، فيفكه فيقرؤه على الناس ، فيجفلون عنه إجفال الغنم ، فلا يبقى إلا النقباء ، فيتكلم بكلام فلا يلحقون ملجأ حتى يرجعوا إليه ، وإني لأعرف الكلام الذي يتكلم به » !
وفي كمال الدين : 2 / 672 : « عن المفضل بن عمر قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : كأني أنظر إلى القائم عليه السلام على منبر الكوفة وحوله أصحابه ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلاً عدة أهل بدر ، وهم أصحاب الألوية ، وهم حكام الله في أرضه على خلقه ، حتى يستخرج من قبائه كتاباً مختوماً بخاتم من ذهب ، عهدٌ معهودٌ من رسول الله صلى الله عليه وآله فيجفلون عنه إجفال النعم البُكم ، فلا يبقى منهم إلا الوزير وأحد عشر نقيباً ، كما بقوا مع موسى بن عمران عليه السلام فيجولون في الأرض ولا يجدون عنه مذهباً فيرجعون إليه ، والله إني لأعرف الكلام الذي يقوله لهم فيكفرون به » !
وفي البحار : 52 / 389 : « عن أبي جعفر عليه السلام قال : يقضي القائم بقضايا ينكرها بعض أصحابه ممن قد ضرب قدامه بالسيف ، وهو قضاء آدم عليه السلام فيقدمهم فيضرب أعناقهم ، ثم يقضي الثانية فينكرها قوم آخرون ممن قد ضرب قدامه بالسيف ، وهو قضاء داود فيقدمهم فيضرب أعناقهم ، ثم يقضي الثالثة فينكرها قوم آخرون ممن قد ضرب قدامه بالسيف ، وهو قضاء إبراهيم عليه السلام فيقدمهم فيضرب أعناقهم ، ثم يقضي الرابعة وهو قضاء محمد صلى الله عليه وآله ، فلا ينكرها أحد عليه » .
أقول : إذا صحت الرواية فهذا امتحان ليقين أصحابه وطاعتهم له ، ليُعرف من آمن به مهدياً من ربه لا ينطق عن الهوى كجده صلى الله عليه وآله . ووقت هذا الامتحان في العراق ، في المرحلة الثانية أو الثالثة من حركته عليه السلام . ومعنى قضائه عليه السلام بقضاء آل داود أي بالواقع الذي طلب داود عليه السلام من ربه أن يريه إياه ، فأراه منه نموذجاً ، لكن مع ذلك أمره أن يقضي بالظاهر ، كما أمر نبينا صلى الله عليه وآله أن يقضي بين الناس بالبينات والأيْمان . أما المهدي عليه السلام فيأمره أن يقضي بالواقع كما يريه ربه ، فلا يتحمل ذلك بعض أصحابه ، فعمله هذا تدريبٌ للناس على تقبل قضائه بالواقع .
الاكثر قراءة في الدولة المهدوية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة