لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 2، ص297-298.
2025-05-25
851
لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ
قال تعالى : {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103) قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ} [الأنعام : 103، 104].
قال هاشم الجعفري : قلت لأبي جعفر عليه السّلام : { لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ }.
فقال عليه السّلام : « يا أبا هاشم ، أوهام القلوب أدقّ من أبصار العيون ، أنت قد تدرك بوهمك السّند والهند والبلدان التي لم تدخلها ولا تدركها ببصرك ، وأوهام القلوب لا تدركه ، فكيف أبصار العيون » « 1 » .
وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : في قوله تعالى : لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ :
« إحاطة الوهم ، ألا ترى إلى قوله : قَدْ جاءَكُمْ بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ ليس يعني بصر العيون فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ليس يعني من البصر بعينه ، وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْها « 2 » ليس يعني عمى العيون ، إنّما عنى إحاطة الوهم ، كما يقال : فلان بصير بالشّعر ، وفلان بصير بالفقه ، وفلان بصير بالدّراهم ، وفلان بصير بالثّياب ، اللّه أعظم من أن يرى بالعين » « 3 » .
______________
( 1 ) الكافي : ج 1 ، ص 77 ، ح 10 .
( 2 ) قال علي بن إبراهيم القميّ : يعني عمى النّفس ، وذلك لاكتسابها المعاصي ، وهو ردّ على المجبرة الذين يزعمون أنه ليس لهم فعل ولا اكتساب . ( تفسير القمي : ج 1 ، ص 212 ) .
( 3 ) الكافي : ج 1 ، ص 76 ، ح 9 .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة