لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 3، ص193-195.
2025-05-25
931
لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ
قال تعالى : { لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (117) وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } [التوبة : 117، 117].
تقدّم عند ذكر غزوة تبوك من رواية علي بن إبراهيم أنّها نزلت في أبي ذر ، وأبي خيثمة ، وعميرة بن وهب ، الذين تخلفوا ثم لحقوا برسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم « 1 » . وقال العالم عليه السّلام : « إنّما أنزل ( وعلى الثلاثة الذين خالفوا ) ولو خلّفوا لم يكن عليهم عيب حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ حيث لم يكلّمهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ولا إخوانهم ولا أهلوهم ، فضاقت عليهم المدينة حتى خرجوا منها ، وضاقت عليهم أنفسهم حيث حلفوا أن لا يكلّم بعضهم بعضا ، فتفرّقوا وتاب اللّه عليهم لمّا عرف من صدق نيّاتهم » « 2 ».
وقد تقدّم ذكر ذلك عند ذكر غزاة تبوك من السورة بزيادة ، وتقدم أن الثلاثة : كعب بن مالك الشاعر ، ومرارة بن الرّبيع ، وهلال بن أميّة الرافعي ، تقدم مستوفى في رواية عليّ بن إبراهيم « 3 » .
وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام لفيض بن المختار : كيف تقرأ عَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا ؟ » قلت : خُلِّفُوا .
قال : « لو كان ( خلّفوا ) لكانوا في حال طاعة ، ولكنّهم خالفوا ، عثمان وصاحباه ، أما واللّه ما سمعوا صوت حافر ولا قعقعة حجر إلّا قالوا أتينا ، فسلّط اللّه عليهم الخوف حتى أصبحوا » « 4 » .
وفي ( نهج البيان ) : روي أنّ السبت في هذه الآية عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه عليه السّلام : « أنّ النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لمّا توجّه إلى غزاة تبوك تخلّف عنه كعب ابن مالك الشاعر ، ومرارة بن الرّبيع ، وهلال بن أميّة الرافعي ، تخلّفوا عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم على أن يتحوّجوا ويلحقوه ، فلهوا بأموالهم وحوائجهم عن ذلك ، وندموا وتابوا ، فلمّا رجع النبيّ مظفّرا منصورا أعرض عنهم ، فخرجوا على وجوههم وهاموا في البريّة مع الوحوش ، وندموا أصدق ندامة ، وخافوا أن لا يقبل اللّه توبتهم ورسوله لإعراضه عنهم ، فنزل جبرئيل عليه السّلام فتلا على النبيّ ، فأنفذ إليهم من جاء بهم ، فتلا عليهم ، وعرّفهم أنّ اللّه قد قبل توبتهم » « 5 » .
وقال أبو جعفر عليه السّلام في قوله : ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا : « أقالهم ، فو اللّه ما تابوا » « 6» .
وقرأ أبو عبد اللّه عليه السّلام : « لقد تاب اللّه بالنبيّ على المهاجرين والأنصار » .
وقال أبان بن تغلب : قلت له : يا بن رسول اللّه ، إنّ العامّة لا تقرأ كما عندك ؟ قال : « وكيف تقرأ ، يا أبان ؟ » .
قال : قلت إنها تقرأ : {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ } [التوبة : 117] .
فقال : « ويلهم ، وأيّ ذنب كان لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حتّى تاب اللّه عليه منه ، إنما تاب اللّه به على أمّته » « 7 » .
____________
( 1 ) تقدم في الحديث من تفسير الآيات ( 44 - 47 ) من هذه السورة .
( 2 ) تفسير القميّ : ج 1 ، ص 297 .
( 3 ) تقدم الحديث من تفسير الآيات ( 44 - 47 ) من هذه السورة .
( 4 ) الكافي : ج 8 ، ص 377 ، ح 568 .
( 5) نهج البيان : ج 2 ، ص 141 ( مخطوط ) .
( 6 ) تفسير العيّاشي : ج 2 ، ص 116 ، ح 154 .
( 7 ) الاحتجاج : 76 .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة