1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تأملات قرآنية

مصطلحات قرآنية

هل تعلم

علوم القرآن

أسباب النزول

التفسير والمفسرون

التفسير

مفهوم التفسير

التفسير الموضوعي

التأويل

مناهج التفسير

منهج تفسير القرآن بالقرآن

منهج التفسير الفقهي

منهج التفسير الأثري أو الروائي

منهج التفسير الإجتهادي

منهج التفسير الأدبي

منهج التفسير اللغوي

منهج التفسير العرفاني

منهج التفسير بالرأي

منهج التفسير العلمي

مواضيع عامة في المناهج

التفاسير وتراجم مفسريها

التفاسير

تراجم المفسرين

القراء والقراءات

القرآء

رأي المفسرين في القراءات

تحليل النص القرآني

أحكام التلاوة

تاريخ القرآن

جمع وتدوين القرآن

التحريف ونفيه عن القرآن

نزول القرآن

الناسخ والمنسوخ

المحكم والمتشابه

المكي والمدني

الأمثال في القرآن

فضائل السور

مواضيع عامة في علوم القرآن

فضائل اهل البيت القرآنية

الشفاء في القرآن

رسم وحركات القرآن

القسم في القرآن

اشباه ونظائر

آداب قراءة القرآن

الإعجاز القرآني

الوحي القرآني

الصرفة وموضوعاتها

الإعجاز الغيبي

الإعجاز العلمي والطبيعي

الإعجاز البلاغي والبياني

الإعجاز العددي

مواضيع إعجازية عامة

قصص قرآنية

قصص الأنبياء

قصة النبي ابراهيم وقومه

قصة النبي إدريس وقومه

قصة النبي اسماعيل

قصة النبي ذو الكفل

قصة النبي لوط وقومه

قصة النبي موسى وهارون وقومهم

قصة النبي داوود وقومه

قصة النبي زكريا وابنه يحيى

قصة النبي شعيب وقومه

قصة النبي سليمان وقومه

قصة النبي صالح وقومه

قصة النبي نوح وقومه

قصة النبي هود وقومه

قصة النبي إسحاق ويعقوب ويوسف

قصة النبي يونس وقومه

قصة النبي إلياس واليسع

قصة ذي القرنين وقصص أخرى

قصة نبي الله آدم

قصة نبي الله عيسى وقومه

قصة النبي أيوب وقومه

قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله

سيرة النبي والائمة

سيرة الإمام المهدي ـ عليه السلام

سيرة الامام علي ـ عليه السلام

سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله

مواضيع عامة في سيرة النبي والأئمة

حضارات

مقالات عامة من التاريخ الإسلامي

العصر الجاهلي قبل الإسلام

اليهود

مواضيع عامة في القصص القرآنية

العقائد في القرآن

أصول

التوحيد

النبوة

العدل

الامامة

المعاد

سؤال وجواب

شبهات وردود

فرق واديان ومذاهب

الشفاعة والتوسل

مقالات عقائدية عامة

قضايا أخلاقية في القرآن الكريم

قضايا إجتماعية في القرآن الكريم

مقالات قرآنية

التفسير الجامع

حرف الألف

سورة آل عمران

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

سورة إبراهيم

سورة الإسراء

سورة الأنبياء

سورة الأحزاب

سورة الأحقاف

سورة الإنسان

سورة الانفطار

سورة الإنشقاق

سورة الأعلى

سورة الإخلاص

حرف الباء

سورة البقرة

سورة البروج

سورة البلد

سورة البينة

حرف التاء

سورة التوبة

سورة التغابن

سورة التحريم

سورة التكوير

سورة التين

سورة التكاثر

حرف الجيم

سورة الجاثية

سورة الجمعة

سورة الجن

حرف الحاء

سورة الحجر

سورة الحج

سورة الحديد

سورة الحشر

سورة الحاقة

الحجرات

حرف الدال

سورة الدخان

حرف الذال

سورة الذاريات

حرف الراء

سورة الرعد

سورة الروم

سورة الرحمن

حرف الزاي

سورة الزمر

سورة الزخرف

سورة الزلزلة

حرف السين

سورة السجدة

سورة سبأ

حرف الشين

سورة الشعراء

سورة الشورى

سورة الشمس

سورة الشرح

حرف الصاد

سورة الصافات

سورة ص

سورة الصف

حرف الضاد

سورة الضحى

حرف الطاء

سورة طه

سورة الطور

سورة الطلاق

سورة الطارق

حرف العين

سورة العنكبوت

سورة عبس

سورة العلق

سورة العاديات

سورة العصر

حرف الغين

سورة غافر

سورة الغاشية

حرف الفاء

سورة الفاتحة

سورة الفرقان

سورة فاطر

سورة فصلت

سورة الفتح

سورة الفجر

سورة الفيل

سورة الفلق

حرف القاف

سورة القصص

سورة ق

سورة القمر

سورة القلم

سورة القيامة

سورة القدر

سورة القارعة

سورة قريش

حرف الكاف

سورة الكهف

سورة الكوثر

سورة الكافرون

حرف اللام

سورة لقمان

سورة الليل

حرف الميم

سورة المائدة

سورة مريم

سورة المؤمنين

سورة محمد

سورة المجادلة

سورة الممتحنة

سورة المنافقين

سورة المُلك

سورة المعارج

سورة المزمل

سورة المدثر

سورة المرسلات

سورة المطففين

سورة الماعون

سورة المسد

حرف النون

سورة النساء

سورة النحل

سورة النور

سورة النمل

سورة النجم

سورة نوح

سورة النبأ

سورة النازعات

سورة النصر

سورة الناس

حرف الهاء

سورة هود

سورة الهمزة

حرف الواو

سورة الواقعة

حرف الياء

سورة يونس

سورة يوسف

سورة يس

آيات الأحكام

العبادات

المعاملات

القرآن الكريم وعلومه : مقالات قرآنية :

طرق وأساليب إيصال التفسير الى الناس

المؤلف:  السيد بدري عباس محمد الاعرجي

المصدر:  كيف تدخل الى تفسير القران

الجزء والصفحة:  ص 68 – 108

2025-05-07

993

أساليب بيان تفسير القرآن الكريم للناس:

إن أسلوب البيان له أهمية كبيرة كما أن المحتوى العلمي له أهمية وهذا كالذي يقوم بخلط اللحم والرز الزعفران والزيت في وعاء غير ملائم فيحصل على طبخ غير جيد رغم أن المواد الأولية جيدة ولكن الناتج غير جيد فإن المطالب والمباحث التفسيرية عالية المحتوى ولكنها تحتاج الى أساليب جيدة وبسيطة لإيصالها الى الناس فإن محتوى القرآن عالي ولكن يحتاج الى أسلوب جيد ومبسط ومن هذه الأساليب ما يلي: الأسلوب الأول: الأسلوب السؤالي: هناك حوالي ألف آية في القرآن الكريم يوجد فيها سؤال ولو قرأنا صفحة واحدة من القرآن الكريم لوجدنا فيها عددا من الأسئلة القرآنية وهذه الأسئلة مبثوثة في كل صفحات القرآن الكريم وهناك حوالي 450 همزة استفهام وحوالي 100 موضع فيه (هل) وهذا يدل على أهمية أسلوب السؤال في البيان القرآني لكي يجعل قارئ القرآن الكريم والسامع لا يمل. وهناك قصة درس هي قصة موسى والخضر عليهما السلام نقلها القرآن الكريم الى الناس لغرض التعليم قال تعالى: {قَالَ لَهُۥ مُوسَىٰ هَلۡ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰٓ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمۡتَ رُشۡدٗا} [الكهف: 66]  وهي محاورة بين أستاذ وتلميذ وأسلوب الاستفهام هو الذي إتبعه موسى مع الخضر عليهما السلام وهذا الدرس يشمتل على سؤال وجواب وقد تطرقنا اليه في الفصل الثالث من هذا البحث وتعد هذه الطريقة وهذا الأسلوب من أفضل الطرق والأساليب في التعليم وفي إظهار البيان القرآني. مثال في قوله تعالى: {يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَهِلَّةِۖ قُلۡ هِيَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلۡحَجِّۗ} [البقرة: 189]  فلو

حذفنا ما تحته خط في هذه الآية الكريمة لكانت الجملة الباقية كاملة المعنى ولكن ما تحته خط منها للبيان والتوضيح والأسلوب الذي نود ايضاحه هنا. ومثال آخر قال تعالى: {قُلۡ إِنَّ ٱلۡمَوۡتَ ٱلَّذِي تَفِرُّونَ مِنۡهُ فَإِنَّهُۥ مُلَٰقِيكُمۡۖ} [الجمعة: 8] لو حذفنا ما تحته خط لكانت الجملة الباقية كاملة المعنى ولكن المحذوف هو الأسلوب البياني.

وينقسم الأسلوب السؤالي على قسمين وهما السؤال الداخلي والسؤال الخارجي:

السؤال الداخلي:

قال تعالى: {قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} [الأنعام: 162]  وهنا نورد عدة أسئلة ونجيب عليها لكي نوضح الموضوع للقارئ الكريم

س1/ ما فائدة كلمة (قل)؟ ج1/ يجب عليكم الاعلام والتبليغ بهذا الشيء وهذا يفيد أن يكون هذا الأمر شعارا ينادى به وتسمى خطاب تشريف من الله تعالى لهذه الأمة.   س2/ لماذا قدم القرآن الكريم صلاتي على باقي الموارد؟ ج2/ لأهمية الصلاة في القرآن الكريم والفرائض والعقيدة. س3/ ما معنى النسك ولماذا أخر عن الصلاة؟

ج3/ النسك هو العبادة كالحج والصيام وقد أخر عن الصلاة في الآية الكريمة لأن النسك لا يكون ملازما للإنسان طول حياته مثل الحج وإن الصلاة هامة وتقدمت على بقية العبادات لأنها تلازم الانسان طيلة حياته وفي جميع الأوقات.

س4/ ما معنى المحيا والممات لله؟

 ج4/ إن كل المحيا والممات وتفاصيلها يجب أن تكون لله سبحانه وتعالى خالصه.

 س5/ لماذا قدم القرآن الكريم محياي على مماتي؟

ج5/ قدم الحياة على الممات لأنها قبل الممات ومن كانت حياته لله قدم الجهاد لأن فيه

س6/ لماذا اقتصر على الموارد الأربعة فقط؟

ج6/ لأن هذه الموارد مشتملة على جميع الأمور المتعلقة بالإنسان وشاملة لجميع تفاصيل التربية وتبدأ بالصلاة والنسك الذي معناه الطاعة والعبادة.

س7/ لماذا وصف الله تبارك وتعالى نفسه برب العالمين؟

ج7/ لأنه مناسب لبحث التربية في الآية الكريمة لأن الرب أصله ربب وهو المالك والمدبر ومن التدبير هي التربية ولذلك وصف الله تعالى نفسه في آخر الآية أنه رب العالمين فهو مربيهم ومدبر أمورهم. كيف تكون الأسئلة:

يجب أن تكون الأسئلة مناسبة لمستوى الدارسين وأن جميع آيات القرآن قابلة للتفسير بهذا الأسلوب وهو أسلوب السؤال ومتى كان البيان والجواب بعد السؤال يقع المعنى في محله. وهذا هو أفضل في طرح الموضوعات وسمي بالسؤال الداخلي لأنه من داخل الآية. ولتطبيق هذا الأسلوب نأخذ عدة آيات ونطرح أسئلة من الآيات نفسها ومن ثم يجيب عليها الدارسون من التفاسير المختلفة وبهذه الطريقة يكون هذا الأسلوب هو الأحسن والأنسب للتدريس.  مثال آخر على السؤال الداخلي: قال تعالى: {ٱلرَّحۡمَٰنُ 1 عَلَّمَ ٱلۡقُرۡءَانَ 2 خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ 3 عَلَّمَهُ ٱلۡبَيَانَ} [الرحمن: 1-4]  س1/ ما معنى الرحمن؟

 ج1/ ما معنى الرحمة العامة.

 س2/ لماذا قدم تعليم القرآن على خلق الإنسان؟

ج2/ لأهمية القرآن من بين النعم وإن التخطيط مقدم على العمل لا من حيث الزمان وإنما من حيث الرتبة كمن يريد بناء بيت يخطط له أولا ثم بعد ذلك يبدأ بالبناء.

س3/ لماذا بدأ القرآن الكريم بالرحمن ولم يستعمل غيره من الأسماء الحسنى؟

ج3/ لأن هذه السورة تشتمل على النعم الواسعة في الدنيا والآخرة.

س4/ ما معنى البيان؟

ج4/ هو القدرة على إظهار ما في الضمير.

س5/ لمن علم القرآن الكريم؟

 ج5/ إن حذف المتعلق يفيد العموم ولأن من يتعلم القرآن فهو يتعلم من الله تعالى ومن الرسول فمن يهتدي من القرآن فكأنما علمه الله (سبحانه وتعالى) وخلاصة القول إن من يتعلم القرآن فهو مرافق لله (سبحانه وتعالى) في التعليم.

س6/ لماذا قال علم ولم يقل ألهم مثلا؟

ج6/ الالهام علم خاص لبعض العباد بينما القرآن علم عام لجميع الناس.

س7/ لماذا ذكر خلق الانسان دون غيره من المخلوقات؟
ج7/ لأنه موضع الامتنان على الانسان دون بقية المخلوقات حيث إن بقية المخلوقات مخاطبة بالقرآن بالتبع وليس بالأصل.

س8/ ما معنى الإنسان ولماذا ذكره؟

ج8/ معنى الانسان هو جميع بني آدم وذكره في القرآن في هذا الموضع في مقام التشريف.

س9/ لماذا ذكر نعمة تعليم البيان من بين النعم واختص البيان بالذكر من غير نعنه على الانسان؟

ج9/ لأ القرآن من جنس البيان والبيان يوصل الانسان الى القرآن فذكر نعمة البيان

هو لشأن القرآن وهو قنطرة يهتدي بها الانسان الى القرآن وهذا كمن لديه خزنه لكن ليس لديه مفتاحها.

س10/ لماذا كرر ذكر التعليم ولم يعطفه على بعضه البعض؟
ج10/ وذلك لتعظيم القرآن ولأهمية القرآن ولأهمية العلم والتعلم.
ملاحظة: تطرح الأسئلة دائما من داخل الآية من حيث اللغة أو المعنى أو التقديم أو التأخير أو المعاني أو الاعراب أو أحكام التلاوة أو نوع الحوار وهذه كلها تصلح أصول للسؤال.

2- أسلوب السؤال الخارجي:

لو ضربنا مثلاكما يلي: إن كل إنسان يطلب المحبة من الآخرين ويطلب رضاهم عنه حتى الذي يقوم بتنظيف الشارع إذا كان يحب الناس تراه يقوم بتنظيف الشارع على أحسن وجه أو يقوم بتنظيف باب بيت من يحبه بأفضل صورة وحسب درجة المحبة بينهما لكي يرضى عنه ويحبه. سؤال إذن كيف نحصل على محبة الله (سبحانه وتعالى) لنا؟ الجواب/ إن الله (سبحانه وتعالى) يحب العبد بمقدار تبعيته للنبي. قال تعالى: {قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ } [آل عمران: 31]  فإتباتع النبي يساوي محبة الله سبحانه وتعالى. والله تعالى يحب العبد بمقدار تبعيته للنبي. إذان مقدار محبة الله للعبد يساوي مقدار تبعية العبد وطاعته للنبي هذا هو السؤال الخارجي وهو ليس جديد عن السؤال الداخلي ولكن يختلف عنه في الأسلوب وهذا الأسلوب مناسب للمجالس القرآنية القصيرة التي تستمر لوقت مناسب من حيث المدة الزمنية ويمكن توجيه السؤال للمخاطب ثم الجواب من القرآن وهذا يؤثر كثيرا في الناس كما أن السقي بالتقطير له تأثير كبير في زماننا الحاضر. ولأن الناس مشغولون في شؤون الحياة وصبرهم قليل ووسائل المدنية أثرت في قلة صبرهم وليست لديهم قابلية على الاستمال لساعات طويلة فيحتاجون الى مواعظ قصيرة المدة ولكنها عالية المضمون. مثال قال تعالى: {وَٱلَّذِينَ يُتَوَفَّوۡنَ مِنكُمۡ وَيَذَرُونَ أَزۡوَٰجٗا يَتَرَبَّصۡنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرۡبَعَةَ أَشۡهُرٖ وَعَشۡرٗاۖ فَإِذَا بَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ فِيمَا فَعَلۡنَ فِيٓ أَنفُسِهِنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ} [البقرة: 234] 

س: ما هي مدة عدة المرأة المتوفى عنها زوجها؟
ج/ مدة عدة المرأة المتوفى عنها: زوجها هي أربعة أشهر وعشرة أيام.

مثال آخر قوله تعالى: {وَلِلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡ عَذَابُ جَهَنَّمَۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ 6 إِذَآ أُلۡقُواْ فِيهَا سَمِعُواْ لَهَا شَهِيقٗا وَهِيَ تَفُورُ} [الملك: 6-7] 

س/ هل لجهنم أصوات؟

ج/ إن لجهنم أصوات رهيبة تخيف من فيها ولعلها نوع من أنواع العذاب. مثال آخر قال تعالى: {وَإِنۡ أَرَدتُّمُ ٱسۡتِبۡدَالَ زَوۡجٖ مَّكَانَ زَوۡجٖ وَءَاتَيۡتُمۡ إِحۡدَىٰهُنَّ قِنطَارٗا فَلَا تَأۡخُذُواْ مِنۡهُ شَيۡـًٔاۚ أَتَأۡخُذُونَهُۥ بُهۡتَٰنٗا وَإِثۡمٗا مُّبِينٗا} [النساء: 20] 

س: هل يجوز للزوج أن يأخذ الصداق (المهر) من الزوجة بعد الطلاق؟
ج/ لا يجوز. وقوله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ تُلۡقُونَ إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ} [الممتحنة: 1] 

س/ هل يجوز الولاية والمودة بين المسلم والعدو؟

 ج/ كلا لايجوز.

وقال تعالى: {وَلَا تَجۡعَلُواْ ٱللَّهَ عُرۡضَةٗ لِّأَيۡمَٰنِكُمۡ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصۡلِحُواْ بَيۡنَ ٱلنَّاسِۚ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٞ} [البقرة: 224] 

س/ هل يجوز اليمين بالله على كل حال؟

ج/ كلا لا يجوز الا في موارد خاصه. وقال تعالى: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةَ وَٱلدَّمَ وَلَحۡمَ ٱلۡخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيۡرِ ٱللَّهِ بِهِۦۖ فَمَنِ ٱضۡطُرَّ غَيۡرَ بَاغٖ وَلَا عَادٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} [النحل: 115] 

 س/ هل يجوز أكل شيء من المحرمات الواردة في الآية الكريمة بغير حال الاضطرار؟ ج/ كلا لا يجوز.
ويمكن في جلسات التلاوة طرح أسئلة قصيرة من الآيات المقروءة نفسها ويكون جوابها في الآيات نفسها ويتم التوضيح في نفس الجلسة وبأسلوب مختصر.  

سؤال/ ما هو الفرق بين أسلوب السؤال الداخلي والسؤال الخارجي؟

جواب/ أ- السؤال الداخلي مناسب للجلسات الطويلة نسبيا بينما السؤال الخارجي يناسب الجلسات القصيرة أو يطرح خلال جلسات تعليم التلاوة.

ب- السؤال الداخلي يكون جوابه من داخل الآية ومن تفاصيلها بينما السؤال الخارجي قد يكون من الآية من غيرها من آيات القرآن أو ما يعرف بالمعنى العام القصير والمباشر.

الأسلوب الثاني: الأسلوب القصصي: إن أهمية القصة معروفة لدى الانسان منذ القدم وهناك حوالي 250 قصة في متن القرآن الكريم. وقصص كثيرة في أسباب النزول وكثير من مراكز العلوم الآن غافلة عن أسلوب القصة كما وأن وراء الأفلام المستوردة ثقافة مادية وفيها أهداف لتشويه صورة عقيدة الحق وكذلك تشويه صورة الدين الإسلامي الحنيف والقرآن العظيم فمثلا هناك فلم يستغرق عرضه أربع ساعات يتحدث عن شخص مجرم ارتكب آلاف الجرائم بحق الأبرياء من الناس وإن معظم مشاهد هذا الفلم هي صور حقيقية وتدور أحداثه حول سيرة حياة هذا الشخص وطرق اجرامه والأساليب التي يتبعها في تنفيذ جرائمه بحق الناس الأبرياء وتستمر أحداث هذا الفلم المرعبة للمشاهد حتى انتهاء مرحلة إجرامه وهروبه من يد العدالة عند اقتراب نزول العقاب بحقه واختفائه في مكان بعيد عن الأنظار ظنا منه أنه يتخلص- عن طريق الهروب والإختفاء- من العقاب الذي ينتظره بسبب جرائمه بحق الأبرياء. ظاهر الفلم ليس فيه شيء غريب سوى إظهار جرائم هذا الشخص ولكن عندما يهرب الى ذلك المكان البعيد عن أعين الناس ويأخذ حاجياته الشخصية ومنها المصحف الخاص به. وهذا المصحف يبدو قديما ومتهرئا من كثرة قرائته فيه

وهذه اللقطات قصيرة جدا عبارة عن بضع دقائق ولكن فيها هدف الفلم وهو أن كل الجرائم التي ارتكبها هذا المجرم مأخوذة من القرآن الذي معه والذي تهرأ واندرس من كثرة قرائته فيه. وفي هذا تشويه لصورة القرآن العظيم ولصورة الإسلام الحنيف. لذا يجب علينا أن نحتفظ بالقصص القرآنية لأن الناس تشتاق الى استماع القصة. ولهذا أكد القرآن الكريم على القصة لأن فيها عبرة. مثل قصة بني إسرائيل المأخوذة من قصة هابيل وقابيل في قوله تعالى: {مِنۡ أَجۡلِ ذَٰلِكَ كَتَبۡنَا عَلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ أَنَّهُۥ مَن قَتَلَ نَفۡسَۢا بِغَيۡرِ نَفۡسٍ أَوۡ فَسَادٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعٗا وَمَنۡ أَحۡيَاهَا فَكَأَنَّمَآ أَحۡيَا ٱلنَّاسَ جَمِيعٗاۚ } [المائدة: 32]  وغيرها من القصص القرآنية والتي تتحدث عن مواضيع تتعلق بأقوام مختلفة ولكن الهدف منها هو مخاطبة القارئ والمستمع لكي يأخذ العبرة والدرس من هذه القصص ويجعلها منهاج عمل لحياته ويتجنب من خلالها المزالق التي تؤدي بالإنسان الى الهلاك الفكري والسلوكي ويتخذ من هذه العبر منهاج عمل في حياته اليومية. إن جميع أنشطة المجتمع في كل عصر ومصر تتضمن إحدى الفقرات مثل: الخطوبة الزواج الحمل الوضع الارضاع الأطفال الصبيان الشباب الذكور والاناث الكهول الشيوخ العائلة كثيرة الافراد العائلة بدون أولاد العائلة الغنية العائلة الفقيرة المريض السليم السجن الغرق القتل البيع الشراء............. الخ.

كل هذه التفاصيل لها قصص في القرآن الكريم وهي تشمل جميع شؤون الحياة وهذه القصص كالمرآة التي نشاهد فيها أنفسنا ونأخذ منها دروسنا.  القسم الثاني من القصص: القصص التي تتحدث عن أسباب نزول آيات القرآن الكريم وهذه القصص تعيننا على تفسير الآيات والسور وهي معبر الى بيان التفسير وهناك أكثر من ألف آية في القرآن الكريم لها أسباب نزول قصصية ومع الاستفادة من أسباب النزول يمكننا أن نبين التفسير مع القصة مثال على ذلك كان هناك في صدر الإسلام فريقان من المسلمين مهاجرين وأنصار يعيشون في المدينة إقتسموا الأرض والزوجات ومستلزمات العيش بينهم وهم مثال واضح على الأخوة في الدين وهذا يدعونا الى التآخي فيما بيننا في كل زمان ومكان اقتداء بالمسلمين الأوائل. قال تعالى: {وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلۡإِيمَٰنَ مِن قَبۡلِهِمۡ يُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَيۡهِمۡ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمۡ حَاجَةٗ مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ} [الحشر: 9]  ومثال آخر أصحاب البستان وما جرى لهم بسبب منعهم لحق الفقراء عند اقتطاف ثمار بستانهم وما كان من عاقبة ذلك على مصير تلك البستان وهذه قصة واقعية جرت مع مجموعة من الأخوة الذين ورثوا ذلك البستان من أبيهم وقد ذكرها القرآن الكريم للعبرة والموعظة لهم ولمن بعدهم قال تعالى: {إِنَّا بَلَوۡنَٰهُمۡ كَمَا بَلَوۡنَآ أَصۡحَٰبَ ٱلۡجَنَّةِ إِذۡ أَقۡسَمُواْ لَيَصۡرِمُنَّهَا مُصۡبِحِينَ 17 وَلَا يَسۡتَثۡنُونَ 18 فَطَافَ عَلَيۡهَا طَآئِفٞ مِّن رَّبِّكَ وَهُمۡ نَآئِمُونَ 19 فَأَصۡبَحَتۡ كَٱلصَّرِيمِ 20 فَتَنَادَوۡاْ مُصۡبِحِينَ 21 أَنِ ٱغۡدُواْ عَلَىٰ حَرۡثِكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰرِمِينَ 22 فَٱنطَلَقُواْ وَهُمۡ يَتَخَٰفَتُونَ 23 أَن لَّا يَدۡخُلَنَّهَا ٱلۡيَوۡمَ عَلَيۡكُم مِّسۡكِينٞ 24 وَغَدَوۡاْ عَلَىٰ حَرۡدٖ قَٰدِرِينَ 25 فَلَمَّا رَأَوۡهَا قَالُوٓاْ إِنَّا لَضَآلُّونَ 26 بَلۡ نَحۡنُ مَحۡرُومُونَ 27 قَالَ أَوۡسَطُهُمۡ أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ لَوۡلَا تُسَبِّحُونَ 28 قَالُواْ سُبۡحَٰنَ رَبِّنَآ إِنَّا كُنَّا ظَٰلِمِينَ 29 فَأَقۡبَلَ بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ يَتَلَٰوَمُونَ 30 قَالُواْ يَٰوَيۡلَنَآ إِنَّا كُنَّا طَٰغِينَ 31 عَسَىٰ رَبُّنَآ أَن يُبۡدِلَنَا خَيۡرٗا مِّنۡهَآ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا رَٰغِبُونَ 32 كَذَٰلِكَ ٱلۡعَذَابُۖ وَلَعَذَابُ ٱلۡأٓخِرَةِ أَكۡبَرُۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ} [القلم: 17-33] 

فوائد وجود القصص في القرآن الكريم: إن تلاوة القرآن فيها ثواب عظيم كما نصت على ذلك الأحاديث والروايات عن المعصومين عليهم السلام ومنها تلاوة آيات القصص بالإضافة الى ثواب التلاوة فإن في القصص القرآنية الفوائد الآتية:

1. إنها تقرب العبد من ربه وتعمق أواصر الارتباط الايماني مع خالق الكون وما فيه قال تعالى: {قَالُوٓاْ أَءِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُۖ قَالَ أَنَا۠ يُوسُفُ وَهَٰذَآ أَخِيۖ قَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡنَآۖ إِنَّهُۥ مَن يَتَّقِ وَيَصۡبِرۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ 90 قَالُواْ تَٱللَّهِ لَقَدۡ ءَاثَرَكَ ٱللَّهُ عَلَيۡنَا وَإِن كُنَّا لَخَٰطِـِٔينَ} [يوسف: 90-91]  وقال تعالى: {رَبِّ قَدۡ ءَاتَيۡتَنِي مِنَ ٱلۡمُلۡكِ وَعَلَّمۡتَنِي مِن تَأۡوِيلِ ٱلۡأَحَادِيثِۚ فَاطِرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ أَنتَ وَلِيِّۦ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۖ تَوَفَّنِي مُسۡلِمٗا وَأَلۡحِقۡنِي بِٱلصَّٰلِحِينَ} [يوسف: 101] 

2-  تلهم المتلقي الصبر على مكاره الدنيا وفتنها قال تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ ٱلسَّعۡيَ قَالَ يَٰبُنَيَّ إِنِّيٓ أَرَىٰ فِي ٱلۡمَنَامِ أَنِّيٓ أَذۡبَحُكَ فَٱنظُرۡ مَاذَا تَرَىٰۚ قَالَ يَٰٓأَبَتِ ٱفۡعَلۡ مَا تُؤۡمَرُۖ سَتَجِدُنِيٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّٰبِرِينَ} [الصافات: 102] 

1- أخذ العبرة والإتعاظ من تجارب السابقين من رجال ونساء وأمم قال تعالى: {لَقَدۡ كَانَ فِي قَصَصِهِمۡ عِبۡرَةٞ لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِۗ} [يوسف: 111]  وقال تعالى: {إِنَّا لَمَّا طَغَا ٱلۡمَآءُ حَمَلۡنَٰكُمۡ فِي ٱلۡجَارِيَةِ 11 لِنَجۡعَلَهَا لَكُمۡ تَذۡكِرَةٗ وَتَعِيَهَآ أُذُنٞ وَٰعِيَةٞ } [الحاقة: 11-12] 

3- التعرف على مناهج الأنبياء عليهم السلام في تبليغ رسالات الله تبارك وتعالى الى أقوامهم والوقوف على التضحيات الجسام التي بذلوها من أجل أداء أماناتهم بتبليغ تلك الرسالات. قال تعالى: {حَتَّىٰٓ إِذَا ٱسۡتَيۡـَٔسَ ٱلرُّسُلُ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُواْ جَآءَهُمۡ نَصۡرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَآءُۖ وَلَا يُرَدُّ بَأۡسُنَا عَنِ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡمُجۡرِمِينَ} [يوسف: 110]  وقوله تعالى: {فَجَآءَتۡهُ إِحۡدَىٰهُمَا تَمۡشِي عَلَى ٱسۡتِحۡيَآءٖ قَالَتۡ إِنَّ أَبِي يَدۡعُوكَ لِيَجۡزِيَكَ أَجۡرَ مَا سَقَيۡتَ لَنَاۚ فَلَمَّا جَآءَهُۥ وَقَصَّ عَلَيۡهِ ٱلۡقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفۡۖ نَجَوۡتَ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ} [القصص: 25] 

4- في القصص نماذج لصبر الرجال والنساء وتمسكهم بمبادئهم والتضحية من أجلها قال تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذۡ نَادَىٰ رَبَّهُۥٓ أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلضُّرُّ وَأَنتَ أَرۡحَمُ ٱلرَّٰحِمِينَ 83 فَٱسۡتَجَبۡنَا لَهُۥ فَكَشَفۡنَا مَا بِهِۦ مِن ضُرّٖۖ وَءَاتَيۡنَٰهُ أَهۡلَهُۥ وَمِثۡلَهُم مَّعَهُمۡ رَحۡمَةٗ مِّنۡ عِندِنَا وَذِكۡرَىٰ لِلۡعَٰبِدِينَ} [الأنبياء: 83-84]  وقال تعالى: {وَيُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ مِسۡكِينٗا وَيَتِيمٗا وَأَسِيرًا 8 إِنَّمَا نُطۡعِمُكُمۡ لِوَجۡهِ ٱللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمۡ جَزَآءٗ وَلَا شُكُورًا } [الإنسان: 8-9] 

وقال تعالى: {وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱمۡرَأَتَ فِرۡعَوۡنَ إِذۡ قَالَتۡ رَبِّ ٱبۡنِ لِي عِندَكَ بَيۡتٗا فِي ٱلۡجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرۡعَوۡنَ وَعَمَلِهِۦ وَنَجِّنِي مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ 11 وَمَرۡيَمَ ٱبۡنَتَ عِمۡرَٰنَ ٱلَّتِيٓ أَحۡصَنَتۡ فَرۡجَهَا فَنَفَخۡنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتۡ بِكَلِمَٰتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِۦ وَكَانَتۡ مِنَ ٱلۡقَٰنِتِينَ} [التحريم: 11-12] 

5- تتضمن الكثير من القصص جوانب علمية تتعلق بالإنسان والحيوان وهي تفتح آفاق البحث العلمي على مصراعيه لمن يريد الولوج فيها قال تعالى: {أَوۡ كَٱلَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرۡيَةٖ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحۡيِۦ هَٰذِهِ ٱللَّهُ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۖ فَأَمَاتَهُ ٱللَّهُ مِاْئَةَ عَامٖ ثُمَّ بَعَثَهُۥۖ قَالَ كَمۡ لَبِثۡتَۖ قَالَ لَبِثۡتُ يَوۡمًا أَوۡ بَعۡضَ يَوۡمٖۖ قَالَ بَل لَّبِثۡتَ مِاْئَةَ عَامٖ فَٱنظُرۡ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمۡ يَتَسَنَّهۡۖ وَٱنظُرۡ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجۡعَلَكَ ءَايَةٗ لِّلنَّاسِۖ وَٱنظُرۡ إِلَى ٱلۡعِظَامِ كَيۡفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكۡسُوهَا لَحۡمٗاۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُۥ قَالَ أَعۡلَمُ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} [البقرة: 259]  وقال تعالى: {حَتَّىٰٓ إِذَآ أَتَوۡاْ عَلَىٰ وَادِ ٱلنَّمۡلِ قَالَتۡ نَمۡلَةٞ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّمۡلُ ٱدۡخُلُواْ مَسَٰكِنَكُمۡ لَا يَحۡطِمَنَّكُمۡ سُلَيۡمَٰنُ وَجُنُودُهُۥ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ 18 فَتَبَسَّمَ ضَاحِكٗا مِّن قَوۡلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوۡزِعۡنِيٓ أَنۡ أَشۡكُرَ نِعۡمَتَكَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَٰلِدَيَّ وَأَنۡ أَعۡمَلَ صَٰلِحٗا تَرۡضَىٰهُ وَأَدۡخِلۡنِي بِرَحۡمَتِكَ فِي عِبَادِكَ ٱلصَّٰلِحِينَ} [النمل: 18-19] 

6- تحتوي القصص القرآنية على جوانب تربوية وإجتماعية يمكن منهجتها والاستفادة منها من قبل المربي والمعلم والأب والأم. قال تعالى: {وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰٓ أُمِّ مُوسَىٰٓ أَنۡ أَرۡضِعِيهِۖ فَإِذَا خِفۡتِ عَلَيۡهِ فَأَلۡقِيهِ فِي ٱلۡيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحۡزَنِيٓۖ إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيۡكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ} [القصص: 7] قال تعالى: {وَأَصۡبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَٰرِغًاۖ إِن كَادَتۡ لَتُبۡدِي بِهِۦ لَوۡلَآ أَن رَّبَطۡنَا عَلَىٰ قَلۡبِهَا لِتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ 10 وَقَالَتۡ لِأُخۡتِهِۦ قُصِّيهِۖ فَبَصُرَتۡ بِهِۦ عَن جُنُبٖ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ 11 ۞ وَحَرَّمۡنَا عَلَيۡهِ ٱلۡمَرَاضِعَ مِن قَبۡلُ فَقَالَتۡ هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰٓ أَهۡلِ بَيۡتٖ يَكۡفُلُونَهُۥ لَكُمۡ وَهُمۡ لَهُۥ نَٰصِحُونَ 12 فَرَدَدۡنَٰهُ إِلَىٰٓ أُمِّهِۦ كَيۡ تَقَرَّ عَيۡنُهَا وَلَا تَحۡزَنَ وَلِتَعۡلَمَ أَنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ 13 وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُۥ وَٱسۡتَوَىٰٓ ءَاتَيۡنَٰهُ حُكۡمٗا وَعِلۡمٗاۚ وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ} [القصص:10- 14]  وقوله تعالى: {فَلَمَّا ٱسۡتَيۡـَٔسُواْ مِنۡهُ خَلَصُواْ نَجِيّٗاۖ قَالَ كَبِيرُهُمۡ أَلَمۡ تَعۡلَمُوٓاْ أَنَّ أَبَاكُمۡ قَدۡ أَخَذَ عَلَيۡكُم مَّوۡثِقٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَمِن قَبۡلُ مَا فَرَّطتُمۡ فِي يُوسُفَۖ فَلَنۡ أَبۡرَحَ ٱلۡأَرۡضَ حَتَّىٰ يَأۡذَنَ لِيٓ أَبِيٓ أَوۡ يَحۡكُمَ ٱللَّهُ لِيۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلۡحَٰكِمِينَ} [يوسف: 80] 

 7- لما كانت إحدى خصائص القصص القرآنية أنها أتت لتقوية قلب الرسول وتطييب نفسه الزكية كما أسلفنا وأن الله تبارك وتعالى أمرنا أن نقتدي ونتأسى به قال تعالى: {وَكُلّٗا نَّقُصُّ عَلَيۡكَ مِنۡ أَنۢبَآءِ ٱلرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِۦ فُؤَادَكَۚ وَجَآءَكَ فِي هَٰذِهِ ٱلۡحَقُّ وَمَوۡعِظَةٞ وَذِكۡرَىٰ لِلۡمُؤۡمِنِينَ} [هود: 120] 
فلنجعل القصص القرآنية ملجأنا في النوائب والشدائد لا سيما وأننا نتعبد بحفظ هذا الكتاب الكريم وتلاوته والذي وردت القصص فيه.

قال تعالى: {وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدۡ كُذِّبَتۡ رُسُلٞ مِّن قَبۡلِكَۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ} [فاطر: 4] 

وقال تعالى: {وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا رَحۡمَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ} [الأنبياء: 107] 

وقال تعالى: {وَٱصۡبِرۡ لِحُكۡمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعۡيُنِنَاۖ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ} [الطور: 48] 

 

الأسلوب الثالث: الأسلوب التمثيلي:

ورد في سورة (ص) المباركة قوله تعالى: {وَهَلۡ أَتَىٰكَ نَبَؤُاْ ٱلۡخَصۡمِ إِذۡ تَسَوَّرُواْ ٱلۡمِحۡرَابَ} [ص: 21] هذه مسرحية غير واقعية حيث تمثل الملائكة بهيئة البشر في بيان مطلب معين وهو طرح موضوع تخاصم شخصين حول قضية عدد النعاج للطرفين المتخاصمين وسؤالهم لنبي الله دواد (عليه السلام)حول الحكم وكان اختبارا له من قبل الله سبحانه وتعالى عن طريق الملائكة الذين تسوروا على محرابه حيث كان لا يدخل عليه أحد في هذا المكان وهذا المطلب يتضح من خلال الحوار بين داود (عليه السلام)والملائكة بأسلوب تمثيلي واضح. ومثال آخر قال تعالى: {يَوۡمَ يُكۡشَفُ عَن سَاقٖ وَيُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ 42 خَٰشِعَةً أَبۡصَٰرُهُمۡ تَرۡهَقُهُمۡ ذِلَّةٞۖ وَقَدۡ كَانُواْ يُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ وَهُمۡ سَٰلِمُونَ} [القلم:42- 43]  حيث تبين هذه الآيات حال الانسان الكافر في القيامة بأسلوب تمثيلي رائع يقرب الصورة الى عالم الدنيا لكي يتعظ القارئ والسامع ويصلح حاله مادام في دار الدنيا. مثال آخر قال تعالى: {كَلَّآ إِذَا بَلَغَتِ ٱلتَّرَاقِيَ 26 وَقِيلَ مَنۡۜ رَاقٖ 27 وَظَنَّ أَنَّهُ ٱلۡفِرَاقُ 28 وَٱلۡتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ 29 إِلَىٰ رَبِّكَ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡمَسَاقُ} [القيامة: 26-30] 

 تمثل هذه الآيات حال الانسان في ساعة الاحتضار وقرب نزول الموت به ويأسه من الدنيا وعدم وجود منقذ أو طبيب يدفع عنه الموت وهذه للعبرة والاتعاظ.

مثال آخر قوله تعالى: {فَكَيۡفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرۡتُمۡ يَوۡمٗا يَجۡعَلُ ٱلۡوِلۡدَٰنَ شِيبًا} [المزمل: 17]  ففي هذه الآية تمثيل رائع لهول يوم القيامة وشدته. وقال تعالى: {يَوۡمَ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ سِرَاعٗا كَأَنَّهُمۡ إِلَىٰ نُصُبٖ يُوفِضُونَ} [المعارج: 43]  في هذه الآية تمثيل عن خروج الناس في يوم القيامة. ومثال آخر على هذا الأسلوب عن طريق التمثيل حيث أن الإمام علي (عليه السلام) مثل حالة الأموات ووصق حالهم حالة الأحياء بعدهم وخاطب الأموات بأسلوب تمثيلي عملي ثم خاطب الأحياء بشكل مؤثر وهذا الأسلوب يبين الهدف المطلوب من الناس بالزهد في الدنيا وعدم الركون اليها والسعي للآخرة والتفكير بحالة الأموات الذين سبقوهم ووصفهم الامام علي (عليه السلام) للأحياء الذين كانوا معه. ففي الروايات عن الامام علي عليه السلام: عندما رجع من صفين فأشرف على القبور بظهر الكوفة فقال: يا أهل الديار الموحشة والمحال المقفرة والقبور المظلمة يا أهل التربة يا أهل الغربة يا أهل الوحدة يا أهل الوحشة أنتم لنا فرط سابق ونحن لكم تبع لا حق أما الدور فقد سكنت وأما الأزواج فقد نكحت وأما الأموال فقد قسمت هذا خبر ما عندنا فما خبر ما عندكم ثم التفت الى أصاحبه فقال أما {والله} لو أذن لهم في الكلام لأخبروكم أن خير الزاد التقوى. وهذا أنموذج لبيان طلب عن طريق التمثيل.

كيف نبين تفسير القرآن للناس بواسطة الأسلوب التمثيلي؟

يحتاج هذا الأسلوب الى خبرة عملية لتطبيقه وإيصاله الى الناس وذلك بإعداد مجموعة من الأشخاص الذين يتقنون نصوص آيات الحوار في القرآن على إختلافها ويتبادلون الحوار فيما بينهم أمام الناس لتوضيح المطالب بطريقة مؤثرة في المجتمع تجسد حالة الحوار التي تجري في القرآن بأسلوب عملي سهل ومفهوم وتنقل الناس من حالة قراءة الحوار النظري الى حالة الحوار العملي المؤثر أكثر مما هو في حالة الحوار النظري مع اختلاف حالات الحوار التي تطرقنا الى أنواعها سابقا.

الأسلوب الرابع أسلوب المقارنة بين الآيات القرآنية:

من المروف أن الأشياء تعرف بأضدادها وآيات القرآن تتقارن مع بعضها وبنتج من هذه المقارنة بين الآيات مقارنة في المعنى وهذه المقارنة قد تكون بين آيتين أو أكثر وهذا هام جدا ويعد أحد خواص المقارنة والقياس بين الآيات القرآنية.

سؤال/ كيف يمكن السيطرة على أسلوب المقارنة؟

الجواب/ إن الإطلاع الكلي والمعرفة الواسعة بمعاني ومدلولات الآيات القرآنية لها أهمية كبيرة في تطبيق هذا الأسلوب والوصول الى النتائج المطلوبة وتطبيقه بشكل جسيد وإن كثيرا من آيات القرآن لها مثيلات أو أشباه أخرى في مواضع مختلفة من القرآن قد تكون مشابهة لها تماما أو تختلف عنها بعض الشيء.

ملحوظة: معنى كلمة مثاني أن بعض آيات القرآن لها آيات أخرى تشابهها وهذا التشابه قد يكون كلي أوجزئي وإن ضم آيتين متشابهتين الى بعضهما يعطي معنى آخر وليس صحيح أن نأخذ آية واحدة دون النظر الى الآيات الأخرى. وقد تطرقنا الى ذلك في موضوع التكرار في القرآن في الفصل الأول.

مثال على التشابه في الآيات قوله تعالى: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةَ وَٱلدَّمَ وَلَحۡمَ ٱلۡخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ بِهِۦ لِغَيۡرِ ٱللَّهِۖ فَمَنِ ٱضۡطُرَّ غَيۡرَ بَاغٖ وَلَا عَادٖ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ} [البقرة: 173] 

وقوله تعالى: {حُرِّمَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةُ وَٱلدَّمُ وَلَحۡمُ ٱلۡخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيۡرِ ٱللَّهِ بِهِۦ وَٱلۡمُنۡخَنِقَةُ وَٱلۡمَوۡقُوذَةُ وَٱلۡمُتَرَدِّيَةُ وَٱلنَّطِيحَةُ وَمَآ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيۡتُمۡ وَمَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ وَأَن تَسۡتَقۡسِمُواْ بِٱلۡأَزۡلَٰمِۚ ذَٰلِكُمۡ فِسۡقٌۗ ٱلۡيَوۡمَ يَئِسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمۡ فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ وَٱخۡشَوۡنِۚ ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ فَمَنِ ٱضۡطُرَّ فِي مَخۡمَصَةٍ غَيۡرَ مُتَجَانِفٖ لِّإِثۡمٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ } [المائدة: 3]  وقوله تعالى: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةَ وَٱلدَّمَ وَلَحۡمَ ٱلۡخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيۡرِ ٱللَّهِ بِهِۦۖ فَمَنِ ٱضۡطُرَّ غَيۡرَ بَاغٖ وَلَا عَادٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} [النحل: 115]  المقارنة بين آيتين: قال تعالى: {فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ} [إبراهيم: 4]  هذا النص ظاهره يفيد الجبر ولكن إذا قارناه بآية أخرى نستنتج اختلاف المطلب ويتضح المعنى كما في قوله تعالى: {فَمَنِ ٱهۡتَدَىٰ فَلِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيۡهَاۖ } [الزمر: 41]  ومن خلال المقارنة بين هذين النصين نستنتج أن الانسان حر في اختيار عقيدته وهذا واضح من خلال جمع النصين وإن كثيرا من الآيات توجد بينها روابط معلومة وهذه الروابط تعيننا على فهمها أكثر وإستنتاج المعاني بصورة أدق وأحسن. قال تعالى: {وَإِذَا رَأَوۡاْ تِجَٰرَةً أَوۡ لَهۡوًا ٱنفَضُّوٓاْ إِلَيۡهَا وَتَرَكُوكَ قَآئِمٗاۚ قُلۡ مَا عِندَ ٱللَّهِ خَيۡرٞ مِّنَ

 ٱللَّهۡوِ وَمِنَ ٱلتِّجَٰرَةِۚ وَٱللَّهُ خَيۡرُ ٱلرَّٰزِقِينَ} [الجمعة: 11]  وقوله تعالى: {رِجَالٞ لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةٞ وَلَا بَيۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ يَخَافُونَ يَوۡمٗا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلۡقُلُوبُ وَٱلۡأَبۡصَٰرُ} [النور: 37]  هاتين الآيتين الأولى فيها ذم لمن يترك الصلاة ويترك النبي قائما للصلاة بينما الآية الثانية فيها مدح للرجال الذين يتركون التجارة في سبيل مرضاة الله ويتركون البيع والشراء في سبيل ذلك إن هاتين الآيتين توجد مقارنة بين الحالتين. ومثال آخر في قوله تعالى: {وَسِيقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًاۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتۡ أَبۡوَٰبُهَا وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُهَآ أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ رُسُلٞ مِّنكُمۡ يَتۡلُونَ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِ رَبِّكُمۡ وَيُنذِرُونَكُمۡ لِقَآءَ يَوۡمِكُمۡ هَٰذَاۚ قَالُواْ بَلَىٰ وَلَٰكِنۡ حَقَّتۡ كَلِمَةُ ٱلۡعَذَابِ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ} [الزمر: 71]  وقوله تعالى: {وَسِيقَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ رَبَّهُمۡ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ زُمَرًاۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتۡ أَبۡوَٰبُهَا وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُهَا سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡ طِبۡتُمۡ فَٱدۡخُلُوهَا خَٰلِدِينَ} [الزمر: 73]  فإن بينهما مقارنة وقياسا بين مصير الكافرين ومصير المؤمنين في يوم القيامة. ومثال آخر قال تعالى: {وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَآ أَشۡرَكُواْۗ وَمَا جَعَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ حَفِيظٗاۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيۡهِم بِوَكِيلٖ} [الأنعام: 107] 

ظاهر هذا النص أنه يفيد الجبر. وفي قوله تعالى: {وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ لَأٓمَنَ مَن فِي ٱلۡأَرۡضِ كُلُّهُمۡ جَمِيعًاۚ أَفَأَنتَ تُكۡرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤۡمِنِينَ} [يونس: 99]  فلو قارنا بين هاتين الآيتين لإستنتجنا أن الأولى تفيد الجبر أما الثانية فإنها تفيد الإختيار حيث أن الله تعالى يريد الاختياري الذي يتناسب مع التكليف ولا يريد الايمان الاضطراري لأنه ينافي التكليف. المقارنة بين مجموعة من الآيات: إن هذه النوع من المقارنة يتم بأخذ مجموعة من الآيات القرآنية وضمها الى بعضها البعض لكي تكون النتيجة واضحة من حيث المعنى بالمقارنة في ما بينها وكما في الأمثلة التي سنوضح بها المقارنة بين الآيات التي تصف المؤمن والآيات التي تصف الكفار والمنافقين: -

وهناك أمثلة وهي:

في قوله تعالى: {إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱفۡتَرَىٰٓ إِثۡمًا عَظِيمًا} [النساء: 48] 

وقوله تعالى: {إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلَۢا بَعِيدًا} [النساء: 116] 

 وقوله تعالى: {قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ 53 وَأَنِيبُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ وَأَسۡلِمُواْ لَهُۥ مِن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلۡعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ 54 وَٱتَّبِعُوٓاْ أَحۡسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلۡعَذَابُ بَغۡتَةٗ وَأَنتُمۡ لَا تَشۡعُرُونَ} [الزمر: 53-55] 

 ومن خلال إعادة النظر والتدقيق في النصوص السابقة نستنتج أن العفو الإلهي والغفران مشروط بالتوبة والرجوع الى الله تعالى قبل حلول الموت بالإنسان وإن الشرك مستثنى من العفو والمغفرة إلا إذا تاب المشرك وآمن بالله قبل الموت وإن من مات على الشرك لا يغفر له وهذه الآيات المباركة تبقي العبد بين الخوف والرجاء وهذه سنة إلهية جارية. مثال آخر قال تعالى: {وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ قُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} [لقمان: 25]  وقوله تعالى: {وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ قُلۡ أَفَرَءَيۡتُم مَّا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ إِنۡ أَرَادَنِيَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ هَلۡ هُنَّ كَٰشِفَٰتُ ضُرِّهِۦٓ أَوۡ أَرَادَنِي بِرَحۡمَةٍ هَلۡ هُنَّ مُمۡسِكَٰتُ رَحۡمَتِهِۦۚ قُلۡ حَسۡبِيَ ٱللَّهُۖ عَلَيۡهِ يَتَوَكَّلُ ٱلۡمُتَوَكِّلُونَ} [الزمر: 38]

وقوله تعالى: {وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡعَلِيمُ} [الزخرف: 9] 

وقوله تعالى: {وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۖ فَأَنَّىٰ يُؤۡفَكُونَ} [العنكبوت: 61] 

وبمقارنة هذه الآيات المباركة مع بعضها نستدل على أن معرفة الله تبارك وتعالى أمر فطري مغروس في طبيعة البشر من جهة؟ ومن جهه أخرى تدل على أن المشركين كانوا مقرين بأن خالق السماوات والأرض هو الله تبارك وتعالى ولم يقولوا إن معبوداتهم من الأصنام تخلق شيئا إلا موارد نادرة.

ومن جانب ثالث فإن هذا الأعتراف يعتبر أساس متين لإبطال عبادة الأصنام لأن مستحق العباده هو خالق الكون ومدبره وليست الأصنام التي لا تخلق شيئا.

وإن اعتراف المشركين بأن الله تبارك وتعالى خالقا دليل قاطع على بطلان عبادة الأصنام وفساد هذا المعتقد ون الاعتقاد الحق هو توحيد الله تبارك وتعالى.

الأسلوب الخامس: أسلوب المثل في القرآن:

المثل: هو عبارة عن صورة حية ماثلة لمشهد واقعي أو خيالي ويكون بكلمات معبرة وموجزة يؤتى بها لتقريب ما يضرب له من طريق المجاز أو الكناية أو التشبيه مع وجود المشابهة بين الحالتين ويكون متداولا بين الناس.

آيات المثل في القرآن:

لقد تناول القرآن كثيرا من آيات الأمثال لكثير من الموضوعات العقائدية والاجتماعية والاقتصادية قال تعالى: {وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ مِن كُلِّ مَثَلٖ فَأَبَىٰٓ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ إِلَّا كُفُورٗا} [الإسراء: 89] 

فالأمثل متعددة ومنتشرة في القرآن الكريم. وقد جعل القرآن من المثل القرآني أسلوبا تربويا لبلوغ أهدافه لبناء الانسان بناء تربويا وسلوكيا وفق ما يرتضيه الله سبحانه وتعالى أو يتيح للإنسان فرصة التأمل والتفكر فنرى أن القرآن يتدرج بالمثل من المحسوس الى اللامحسوس. ومن القريب الى البعيد ومن الصورة المعاشة الى غيرها أو من مشهد واقعي الى متخيل ومن الأدنى الى الأعلى فيهدف من كل ذلك الى تثبيت عقائد المؤمنين وضرب المثل أوقع على النفس نفعا ووعيا في توضيح المبهم البعيد بالواضح القريب والخفي بالجلي والشاهد بالغائب.

معنى المثل القرآني:
(المثل يعني الشبه والنظير والمثل (بفتحتين) الشبه والنظير والصفة والعبرة والحجة والآية والحديث والمثال والحذو والشاخص).

وللمثل القرآني ألفاظ تدل على أغراض مختلفة إستخدمها القرآن الكريم لدلالتها في الاستعمال القرآني وحددت وجوه المثل القرآني بأربعة وجوه هي:

1- الوجه الأول: (تعني شبه كقوله تعالى: {وَتِلۡكَ ٱلۡأَمۡثَٰلُ نَضۡرِبُهَا لِلنَّاسِۖ} [العنكبوت: 43]  يعني الأشباه نصفها وكقوله تعالى: {وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا} [النحل: 76]  يعني وصف شبيها وقال: {ذَٰلِكَ مَثَلُهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِۚ وَمَثَلُهُمۡ فِي ٱلۡإِنجِيلِ } [الفتح: 29]  يعني شبههم)

2- الوجه الثاني: مثل يعني السيرة أو السنة فذلك قوله تعالى: { أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَأۡتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلِكُمۖ} [البقرة: 214]  يعني سير الذين {خَلَوۡاْ مِن قَبۡلِكُمۖ } [البقرة: 214] من الملأ يعني مؤمني الأمم الخالية.

3- الوجه الثالث: مثل: يعني عبره وذلك في قوله تعالى: {فَجَعَلۡنَٰهُمۡ سَلَفٗا وَمَثَلٗا لِّلۡأٓخِرِينَ} [الزخرف: 56]  أي لمن بعدهم وكقوله تعالى في وصفه لعيسى عليه السلام: {إِنۡ هُوَ إِلَّا عَبۡدٌ أَنۡعَمۡنَا عَلَيۡهِ وَجَعَلۡنَٰهُ مَثَلٗا لِّبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ} [الزخرف: 59]  يعني عبره لبني إسرائيل.  4- الوجه الرابع: مثل: يعني عذابا وذلك قوله تعالى: {وَكُلّٗا ضَرَبۡنَا لَهُ ٱلۡأَمۡثَٰلَۖ وَكُلّٗا تَبَّرۡنَا تَتۡبِيرٗا} [الفرقان: 39]  يعني وصفنا له العذاب فإنه نازل بهم في الدنيا أي في الأمم الخالية نظيرها في سورة إبراهيم (عليه السلام)في قوله تعالى: {وَضَرَبۡنَا لَكُمُ ٱلۡأَمۡثَالَ} [إبراهيم: 45]  ليخوف كفار مكة وأسلوب القرآن في ضربه للأمثال مشتف من الضر المعنى اللغوي العام المعروف (وهو إيقاع الشيء على شيء) ويتعدى بالسيف والرمح والسوط والعصا وأبرز مصاديقه قوله تعالى: {فَقُلۡنَا ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡحَجَرَۖ فَٱنفَجَرَتۡ} [البقرة: 60]  أهداف المثل القرآني: هناك ثلاثة أهداف من ضرب المثل في القرآن:

1- الأول: التذكير: وهو مرحلة مرور حقيقة الخطاب الإلهي في الذهن وقد دلت عليه الآية المباركة من سورة إبراهيم (عليه السلام) بعد ما شبه الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة فيقول

في آخرها: {وَيَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡأَمۡثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ} [إبراهيم: 25] إبراهيم:25

2- الثاني: التفكر وهو مرحلة التفكير في موضوع المثل والحكمة وقد دلت عليه الآية الكريمة في قوله تعالى: {لَوۡ أَنزَلۡنَا هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ عَلَىٰ جَبَلٖ لَّرَأَيۡتَهُۥ خَٰشِعٗا مُّتَصَدِّعٗا مِّنۡ خَشۡيَةِ ٱللَّهِۚ وَتِلۡكَ ٱلۡأَمۡثَٰلُ نَضۡرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَفَكَّرُونَ} [الحشر: 21] 

بعد ما يشبه بعض القلوب التي هي كحجارة الجبل في قساوتها بل أقسى منها حيث لو أنزل هذا القرآن على هذا الجبل لرأيناه خاشعا ومتصدعا من خشية الله ولكن قلوب بعض البشر لا تخشع ولا تتصدع ولا تنفعل لهذا الخطاب المنزل عليهم يقول تعالى في آخر هذه الآية: {وَتِلۡكَ ٱلۡأَمۡثَٰلُ نَضۡرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَفَكَّرُونَ} [الحشر: 21] 

 3- الثالث: التعقل: وهو مرحلة إدراك وفهم الحقائق وقد دل عليه قوله تعالى: {مَثَلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡلِيَآءَ كَمَثَلِ ٱلۡعَنكَبُوتِ ٱتَّخَذَتۡ بَيۡتٗاۖ وَإِنَّ أَوۡهَنَ ٱلۡبُيُوتِ لَبَيۡتُ ٱلۡعَنكَبُوتِۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ} [العنكبوت: 41]  بعد ما يشبه الذين اتخذوا أولياء من دون الله كالعنكبوت التي إتخذت بيتا من أوهن البيوت والتي لا تقيه من الأخطار كالأصنام التي لا تضر ولا تنفع ويقول في نهاية الآية: {وَتِلۡكَ ٱلۡأَمۡثَٰلُ نَضۡرِبُهَا لِلنَّاسِۖ وَمَا يَعۡقِلُهَآ إِلَّا ٱلۡعَٰلِمُونَ } [العنكبوت: 43] 

وتبعا لهذه الأهداف الثلاثة فإن المثل القرآني خاطب ثلاثة أقسام من الناس منهم المتذكرون ومنهم المتفكرون ومنهم العالمون فإن كل هدف من هذه الأهداف قد إختص بقسم من الناس.

أمثلة على أسلوب المثل في القرآن الكريم:

لقد ذكر القرآن أكثر من خمسين آية من آيات الأمثال التي عالجت الكثير من الأغراض والأهداف وسنذكر بعضا منها ليطلع القارئ الكريم عليها ليستفيد مما ترمي اليه وليوسع من أفقه الثقافي والقرآني.

1- قال تعالى: {مَثَلُهُمۡ كَمَثَلِ ٱلَّذِي ٱسۡتَوۡقَدَ نَارٗا فَلَمَّآ أَضَآءَتۡ مَا حَوۡلَهُۥ ذَهَبَ ٱللَّهُ بِنُورِهِمۡ وَتَرَكَهُمۡ فِي ظُلُمَٰتٖ لَّا يُبۡصِرُونَ} [البقرة: 17]  ذكر القرآن الكريم في هذه الآية المباركة المنافقين وشبههم بمن استوقد نارا لتنير له الطريق بعد أن ضل في الصحراء فأذهب الله نورهم وتركهم في ظلمات حائرين لم ينفعهم استيقاد النار. وهذا حال المنافقين الذين لا يستفيدون من الهداية لقساوة قلوبهم التي لا ينفذ إليها نور الايمان.

 قال تعالى: {مَّثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنۢبَتَتۡ سَبۡعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنۢبُلَةٖ مِّاْئَةُ حَبَّةٖۗ وَٱللَّهُ يُضَٰعِفُ لِمَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 261]  يضرب القرآن الكريم في هذه الآية المباركة مثالا في ثواب الانفاق في سبيل الله غير المرئي بشيء مرئي وملموس كحبة الحنطة التي أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف هذا العدد لمن يشاء. وهذا يعني أن الذي ينفق دينارا في سبيل الله سيعوضه الله تعالى بدل إنفاقه بسبع مئة ضعف بدليل قوله تعالى: {مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقۡرِضُ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا فَيُضَٰعِفَهُۥ لَهُۥٓ} [البقرة: 245] وهذا هو الانفاق الإيجابي الذي يثيب الله فاعله.

3- قال تعالى: {مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هَٰذِهِ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا كَمَثَلِ رِيحٖ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتۡ حَرۡثَ قَوۡمٖ ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فَأَهۡلَكَتۡهُۚ وَمَا ظَلَمَهُمُ ٱللَّهُ وَلَٰكِنۡ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ} [آل عمران: 117]  يضرب القرآن الكريم في هذه الآية المباركة مثلا في الانفاق السلبي الذي يقوم به الكافرون ويشبهه بزرع لقوم ظالمين أصابها ريح فيها برد فيجف ويحترق ولا يستفاد منه شيئا لأن الله تعالى قد محق خيره وبركته فلم يحصلوا من إنفاقهم الا على الحسرة والندامة.
4- قال تعالى: {أَوَمَن كَانَ مَيۡتٗا فَأَحۡيَيۡنَٰهُ وَجَعَلۡنَا لَهُۥ نُورٗا يَمۡشِي بِهِۦ فِي ٱلنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُۥ فِي ٱلظُّلُمَٰتِ لَيۡسَ بِخَارِجٖ مِّنۡهَاۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلۡكَٰفِرِينَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} [الأنعام: 122]  يضرب القرآن الكريم في هذه الآية المباركة مثلين عن الكفر والايمان فشبه الايمان بالحياة والكفر بالموت والنور بالحياة والكفر بالظلمات فالمؤمن يمشي بنوره بين الناس والكافر يتخبط بظلامه ولا يستطيع أن يبلغ ما يريد وما ينوي فعله.

5- قال تعالى: {وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّتِي نَقَضَتۡ غَزۡلَهَا مِنۢ بَعۡدِ قُوَّةٍ أَنكَٰثٗا تَتَّخِذُونَ أَيۡمَٰنَكُمۡ دَخَلَۢا بَيۡنَكُمۡ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرۡبَىٰ مِنۡ أُمَّةٍۚ إِنَّمَا يَبۡلُوكُمُ ٱللَّهُ بِهِۦۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ مَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ} [النحل: 92]  تتناول هذه الآية الكريمة إيمان المسلمين الذين آمنوا ثم ترددوا عن إيمانهم لكثرة الضغوط التي تحيط بهم من المشركين ومن عوائلهم فتشبههم الآية كالتي نقضت غزلها وهي امرأة حمقاء من أهل مكة كانت تغزل طوال اليوم ثم تأتي على غزلها فتنقضه. فالقرآن الكريم يقول لهم: لا ترتدوا كافرين ولا تجعلوا أيمانكم ذريعة للمماطلة في بيعتكم مع الله سبحانه ولا تتخذوا قلتكم وكثرة المشركين ذريعة لنقضها.

6- قال تعالى: {وَٱضۡرِبۡ لَهُم مَّثَلَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا كَمَآءٍ أَنزَلۡنَٰهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَٱخۡتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلۡأَرۡضِ فَأَصۡبَحَ هَشِيمٗا تَذۡرُوهُ ٱلرِّيَٰحُۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ مُّقۡتَدِرًا 45 ٱلۡمَالُ وَٱلۡبَنُونَ زِينَةُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَٱلۡبَٰقِيَٰتُ ٱلصَّٰلِحَٰتُ خَيۡرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابٗا وَخَيۡرٌ أَمَلٗا} [الكهف:45- 46]  شبه القرآن الكريم في هذه الآية الكريمة الحياة الدنيا بماء المطر والذي بنزوله ينبت الزرع وتحيى الأرض بعد موتها وتعشوشب بالنبات والخير. وسرعان ما يتغير ذلك الزرع من الخضرة الى الاصفرار والجفاف وهذه الآية تلفت النظر الى قصر الحياة الدنيا وزوالها وتدعو الى عدم التشبث بها وترك الاطمئنان إليها والعمل فيها لما بعدها وهي الحياة الآخرة. وإن المال والبنين هما زنية لها وسرعان ما يفارقها الانسان بالموت والانتقال من الحياة الأخرى وكما قال الشاعر: وما المال والأهلون إلا ودائع                ولا بد يوما أن ترد الوادئع

وإن البقاء هو للأعمال الصالحة وهو الرصيد الذي يعول عليه عند لقاء الله تعالى.

7- قال تعالى: {ضَرَبَ لَكُم مَّثَلٗا مِّنۡ أَنفُسِكُمۡۖ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُم مِّن شُرَكَآءَ فِي مَا رَزَقۡنَٰكُمۡ فَأَنتُمۡ فِيهِ سَوَآءٞ تَخَافُونَهُمۡ كَخِيفَتِكُمۡ أَنفُسَكُمۡۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ} [الروم: 28] 

لقد ضرب القرآن الكريم في هذه الآية الكريمة مثلا يتضمن سؤالا للمشركين الذين جعلوا لله شركاء من دونه والسؤال هو: هل من عبيدكم الذين تملكونهم شركاء معكم في ما عندكم من أموال؟ وأنتم وهم متساوون فيه لا تستطيون التصرف بهذه الأموال لأنكم تخافونهم.

وهذا المثل يحثهم على التفكر إذا لم ترضوا هذا لأنفسكم فكيف ترضون ذلك لله سبحانه وتعالى الذي له ملك السماوات والأرض وهو الرزاق العليم.

8- قال تعالى: {فَمَا لَهُمۡ عَنِ ٱلتَّذۡكِرَةِ مُعۡرِضِينَ 49 كَأَنَّهُمۡ حُمُرٞ مُّسۡتَنفِرَةٞ 50 فَرَّتۡ مِن قَسۡوَرَةِۭ} [المدثر: 49-51]  يشبه القرآن الكريم في الآية المباركة حال المشركين الذين أعرضوا عن سماع الحق والهدى بالحمر الفارة من صوت الأسد وهو تشبيه ومثل جميل وهم يفرون من الدعوة الى الله سبحانه كفرار الحمير من الأسد.

9- قال تعالى: {مَثَلُ ٱلَّذِينَ حُمِّلُواْ ٱلتَّوۡرَىٰةَ ثُمَّ لَمۡ يَحۡمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلۡحِمَارِ يَحۡمِلُ أَسۡفَارَۢاۚ بِئۡسَ مَثَلُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ} [الجمعة: 5]  الآية المباركة ضرب المثل باليهود الذين عندهم التوراة التي بشرت بنبوة الرسول محمد لكنهم تجاهلوا هذه البشارة فمثلهم كالحمار الذي حمل كتبا وأسفارا لا يمكنه الاستفادة منها.

10- قال تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٞ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥٓۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَن يَخۡلُقُواْ ذُبَابٗا وَلَوِ ٱجۡتَمَعُواْ لَهُۥۖ وَإِن يَسۡلُبۡهُمُ ٱلذُّبَابُ شَيۡـٔٗا لَّا يَسۡتَنقِذُوهُ مِنۡهُۚ ضَعُفَ ٱلطَّالِبُ وَٱلۡمَطۡلُوبُ} [الحج: 73]  هذه الآية الكريمة ضربت مثلا في تصوير ضعف وعجز الأصنام التي يعبدونها من دون الله عن خلق ذبابة وكذلك عجز من يعبدونها أيضا ولو سلبهم الذباب شيئا لا يستطيعون إسترجاعه منه لضعفهم وعدم قدرتهم على ذلك فضعف الطالب والمطلوب وهو الصنم ومن يعبده وضعف الذباب الذي هو المطلوب.

11- قال تعالى: {أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا كَلِمَةٗ طَيِّبَةٗ كَشَجَرَةٖ طَيِّبَةٍ أَصۡلُهَا ثَابِتٞ وَفَرۡعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ 24 تُؤۡتِيٓ أُكُلَهَا كُلَّ حِينِۭ بِإِذۡنِ رَبِّهَاۗ وَيَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡأَمۡثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ} [إبراهيم:24- 25]  ضرب الله سبحانه وتعالى مثلا وشبه الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة وهي النخلة والكلمة الطيبة هي (شهادة أن لا إله إلا لله) فقد ضرب الله بهذه الشجرة الطيبة التي هي مرئية وشاخصة أمام الأنظار والتي تؤتي ثمارها كل وقت وكل حين ولا ينقطع أكلها خلال العام. وكلمة الايمان تعمل عملها في القلوب المؤمنة فتعطب خيرها في كل الأوقات وكما يقول أمير المؤمنين عليه السلام: المؤمن خيره مأمول وشره مأمون فتسمو هذه الكلمة الطيبة بالقلوب الواعية الى السماء ثابتة لا تبدل ولا تغير كثبوت النخلة التي فرعها في السماء وخيرها وثمرها مأمول في أغلب أوقات السنة وهي زاكية ونامية راسخة أصولها في الأرض.

12- قال تعالى: {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٖ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ٱجۡتُثَّتۡ مِن فَوۡقِ ٱلۡأَرۡضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٖ} [إبراهيم: 26] . وضرب الله مثلا بالكلمة الخبيثة التي هي كلمة (الكفر) والشرك أو أي كلمة تطلق في معصية الله سبحانه فشببها بالشجرة الخبيثة وهي غير نامية وغير زاكية وهي شجرة الحنظل فهي لعدم ثبوتها في الأرض تنقلع لأبسط هبة ريح فليس لها قرار ولا ثبات ولا بقاء إضافة الى خبث طعمها وقصر عمرها ولا ينتفع من ثمرها الشديد المرارة.

وبعد هاتين الآيتين يأتي قوله تعالى: {يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلۡقَوۡلِ ٱلثَّابِتِ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّٰلِمِينَۚ وَيَفۡعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ} [إبراهيم: 27]  وتأتي هذه الآية المباركة كتحصيل حاصل لما يترتب على الكلمة الطيبة والكملة الخبيثة فيثبت الله المؤمنين بكلمة التوحيد في الحياة الدنيا حتى لا يزلوا ولا يضلوا عن طريق الحق وطريق الجنة. ويضل الله الكافرين باختيارهم الكلمة الخبيثة التي هي (كلمة الكفر والشرك) التي ليس لها قرار ولا ثبات في الدنيا وقرارها في جهنم وبئس القرار. الأسلوب السادس القسم في القرآن: ذكر القرآن الكريم صيغة القسم في مواضع عديدة منه عند تعرضه للحقائق الهامة للتأكيد عليها. والقسم يؤدي بدروه الى حركة الفكر وخصوصا القسم المرتبط بالموضوع المطروح والذي قد يرتبط بالزمان أو بالمكان أو بالعلاقات أو بالأشخاص أو غيرها من موارد القسم. وفي حديث عن الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام) قولهما: (إن لله تعالى أن يقسم بما يشاء من  خلقه. وليس لخلقه أن يقسموا إلا به) وسبب ذلك أنه سبحانه وتعالى يقسم بخلقه للتنبيه على موضع العبرة فيه لأن القسم يدل على عظيم شأن المقسم به. ويتضمن القسم ثلاثة موارد وهي: أداة القسم والمقسم به جواب القسم. ومثال على ذلك تعالى: {وَٱلشَّمۡسِ وَضُحَىٰهَا 1 وَٱلۡقَمَرِ إِذَا تَلَىٰهَا 2 وَٱلنَّهَارِ إِذَا جَلَّىٰهَا 3 وَٱلَّيۡلِ إِذَا يَغۡشَىٰهَا 4 وَٱلسَّمَآءِ وَمَا بَنَىٰهَا 5 وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا طَحَىٰهَا 6 وَنَفۡسٖ وَمَا سَوَّىٰهَا 7 فَأَلۡهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقۡوَىٰهَا 8 قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا 9 وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّىٰهَا} [الشمس: 1-10] 

وقوله تعالى: {لَآ أُقۡسِمُ بِيَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ 1 وَلَآ أُقۡسِمُ بِٱلنَّفۡسِ ٱللَّوَّامَةِ} [القيامة: 1-2]  وقوله تعالى: {لَآ أُقۡسِمُ بِهَٰذَا ٱلۡبَلَدِ 1 وَأَنتَ حِلُّۢ بِهَٰذَا ٱلۡبَلَدِ 2 وَوَالِدٖ وَمَا وَلَدَ 3 لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ فِي كَبَدٍ} [البلد: 1-4]  وقوله تعالى: {لَعَمۡرُكَ إِنَّهُمۡ لَفِي سَكۡرَتِهِمۡ يَعۡمَهُونَ} [الحجر: 72]

EN