مشقة النبي وحرصه على اصلاح قومه
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 2، ص264-265.
2025-05-07
454
مشقة النبي وحرصه على اصلاح قومه
قال تعالى : {وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35) إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36) وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الأنعام: 35، 37].
قال علي بن إبراهيم ، في رواية أبي الجارود : قال أبو جعفر عليه السّلام ، في قوله : وَإِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْراضُهُمْ . « كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يحبّ إسلام الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف ، دعاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وجهد به أن يسلم ، فغلب عليه الشّقاء ، فشقّ ذلك على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فأنزل اللّه وَإِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْراضُهُمْ إلى قوله : نَفَقاً فِي الْأَرْضِ يقول : سربا ».
وقال علي بن إبراهيم : في قوله تعالى : نَفَقاً فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّماءِ : إن قدرت أن تحفر الأرض أو تصعد السّماء ، أي لا تقدر على ذلك . ثمّ قال : وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى أي جعلهم كلّهم مؤمنين .
ثمّ قال في قوله تعالى : فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجاهِلِينَ مخاطبة للنبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم والمعنى للناس ، ثمّ قال : إِنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ يعني يعقلون ويصدّقون وَالْمَوْتى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ أي يصدّقون بأنّ الموتى يبعثهم اللّه وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ أي هلّا أنزل عليه آية ؟ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قادِرٌ عَلى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ قال : لا يعلمون أنّ الآية إذا جاءت ولم يؤمنوا بها لهلكوا .
وقال أبو جعفر عليه السّلام في قوله : إِنَّ اللَّهَ قادِرٌ عَلى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً :
« وسيريكم في آخر الزّمان آيات ، منها : دابّة الأرض ، والدّجّال ، ونزول عيسى بن مريم عليه السّلام ، وطلوع الشّمس من مغربها » « 1 ».
_________________
( 1 ) تفسير القميّ : ج 1 ، ص 197 - 198 .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة