معنى قوله تعالى : إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 3، ص212-213.
2025-04-23
534
معنى قوله تعالى : إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا
قال تعالى : {إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ} [يونس : 4].
قال الشيخ الطبرسيّ ( رحمه اللّه تعالى ) : { إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً } المرجع يحتمل معنيين أحدهما : أن يكونا بمعنى المصدر الذي هو الرجوع . والآخر : أن يكون بمعنى موضع الرجوع أي : إليه موضع رجوعكم يكون إذا شاء وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا أي : وعد اللّه تعالى ذلك عباده ، وعدا حقا صدقا { إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ } أي : يبتدئ الخلق ابتداء ، ثم يعيدهم بعد موتهم { لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ } أي : ليؤتيهم جزاء أعمالهم بِالْقِسْطِ أي : بالعدل ، لا ينقص من أجورهم شيئا { وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ } أي : ماء حار قد انتهى حره في النار { وَعَذابٌ أَلِيمٌ وجيع بِما كانُوا يَكْفُرُونَ } أي : جزاء على كفرهم.
أما وجه اتصال هذه الآية بما قبلها : أنه قال : أكان للناس عجبا ؟ قالوا :
وكيف لا نعجب ، ولا علم لنا بالمرسل ؟ فقال : إن ربكم اللّه ، ويجوز أن يكون على أنه لما قال أكان للناس عجبا ، وكان هذا حكما على اللّه سبحانه ، فكأنه قال : أفتحكمون عليه وهو ربكم .
قال الأصم : ويحتمل أن يكون هذا ابتداء خطاب للخلق جميعا ، احتج اللّه بها على عباده بما بين من بدائع صنعه في السماوات والأرض ، وفي أنفسهم « 1 ».
__________
( 1 ) مجمع البيان : ج 5 ، ص 156 .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة