1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : معلومات عامة :

الاستعمار الغذائي

المؤلف:  السيد حسين نجيب محمد

المصدر:  الشفاء في الغذاء في طب النبي والأئمة (عليهم السلام)

الجزء والصفحة:  ص14ــ20

2025-04-21

60

عندما يسمع الإنسان بكلمة (الاستعمار) يتبادر إلى ذهنه الاستعمار العسكري والاقتصادي والسياسي والأخلاقي والثقافي وما أشبه، وقد فات الكثير أنَّ الاستعمار العسكري لم يدخل إلى بلادنا إلا بعد الاستعمار الغذائي.

فقد كان الصحابة الكرام والأولياء رضوان الله عليهم وأجدادنا رحمهم الله تعالى يأكلون القليل من الطعام الصحي ويتمتعون بأجساد قوية، وعقول نيرة، وأرواح طاهرة، فكانت حياتهم بركة في كلّ شيء.

قال الشيخ البهائي رحمه الله: (إنَّ آباءنا وأجدادنا في جبل عامل كانوا دائماً منشغلين بالعمل والعبادة والزهد، أصحاب كرامات ومقامات ونُقل عن الشيخ شمس الدين في يوم من الأيام نزل ثلج عظيم بديارنا ولم يكن في منزل جدنا ما يقوت عياله، وكان الأطفال يبكون من الجوع فقال جدنا لجدتا: سكتي الأطفال لندعو الله كي يطعمهم وإيَّانا، فأخذت الجدة شيئاً من الثلج وذهبت به إلى التنور وقالت: هذا الخبز أطبخه لكم، وجعل جدنا يدعوا الله تعالى فلم تمضي ساعة إلا وصار الثلج رغيفاً يُؤكل)(1).

وقد أدرك الاستعمار الغربي أن مفتاح الدخول إلى بلاد الإسلام هو تغيير العادات الغذائية فبدأوا بإمداد المسلمين بالأغذية المصنعة المضرة بالأرواح والعقول والأجسام، فأرسلوا السكر الأبيض ليسكروا العقول وأرسلوا الخمر ليطفئوا نور القلوب، وأشاعوا المواد الكيماوية ليقضوا على الأجساد فتكثر الأمراض وتنتشر البلايا والمصائب، وها هو شعبنا يطعم الأطفال الحليب المجفف بدل الرضاعة الطبيعية لينشأ الولد وقد ضعفت بنيته وعقله.

ومن هنا حذر الإمام علي (عليه السلام) بالقول: ((لا تزال هذه الأمة بخير ما لم يلبسوا لباس العجم ويطعموا أطعمة العجم، فإذا فعلوا ذلك ضربهم الله بالذل))(2).

يروى عن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) أنَّ رسول الله أتاهم (أهل الصفة)(3) ذات يوم فمنهم من يخصف نعله، ومنهم من يرقع ثوبه، ومنهم من يتفلى، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يرزقهم. مُدّا من التمر في كل يوم، فقام رجل منهم فقال: يا رسول الله! التمر الذي ترزقنا قد أحرق بطوننا!

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما أني لو استطعت أن أطعمكم الدُّنيا لأطعمتكم، ولكن من عاش منكم بعدي فسيُغدى عليه بالجِفان ويُراح عليه بالجفان، ويغدو أحدكم في قميص ويروح في أخرى، وتنجدون بيوتكم كما تنجد الكعبة.

فقام رجل فقال: يا رسول الله! أنا إلى ذلك الزمان بالأشواق! فمتى هو؟

قال (صلى الله عليه وآله): (زمانكم هذا خير من ذلك الزمان، إنكم إن ملأتم من الحلال توشكون أن تملأوها من الحرام)(4).

قال د. الشبلي: ((أركّز على أقوى سر في العالم وهو حبة القمح، والتي بنيت عليها الحضارات حيث هناك سر ينقلنا إلى التناغم مع الأجداد من خلال هذه الحبة بالذات كونها مصدراً لنسبة كبيرة من غذائنا اليومي وكونها قامت عليها حضاراتنا القديمة، ومن نفس الحبة تغذى أجدادنا وأنبياؤنا وأولياؤنا على هذه الأرض وبهذا المكان.

فكل حبة قمح لها ذبذبة أثيرية كهرومغناطيسية معينة تحمل في طياتها ذبذبة وأثير الأنبياء والأجداد الذين عاشوا في منطقتنا وهنا يكمن السر، ألا وهو سر التواصل مع الأنبياء والأجداد من خلال الغذاء وخصوصاً حبة القمح.

عندما يأخذ الفلاح بِذاره ويُخزِّنه إلى العام المقبل ليعود ويزرع منه، يا سَعدَ من حافَظَ على هذه البركة في بيته أي على نفس الذبذبة الأثيرية التي ظلت مستمرة من آلاف السنين إلى الآن، فحُكماً توجد هنا بركة الأنبياء والأجداد مع نفس القوَّة الأثيرية التي تحملها كل حبة، لأنَّ هذا الأثير قوي جداً ويظل مستمراً لآلاف السنين.

ومن هنا، ومن هذا العلم بالذات جاءت الهندسة الوراثية التي نشطت بها أمريكا والتي نشرها بعض المُتشيطنين وبقيادة الصهيونية العالمية، جاؤوا إلينا ليُحلّوا بذورهم ودسائسهم في مزروعاتنا ومنتجاتنا، فلم يضعوا السم في الدسم فقط بل حرمونا من خلال هذا العلم (الدَّنيء الغاية) من التواصل مع بركات الأنبياء والأولياء والأجداد.

إنَّ هذه نزعة قديمة قد استُمدت من علوم سرية عندهم تهدف إلى حرمان المسلمين من التواصل مع نبيهم وحرمان المسيحيين من التواصل مع مسيحهم، وبالتالي ستنقطع هذه الذبذبة الأثيرية المستمرة عبر الأجيال. ومن سينتصر؟ في زعمهم أنَّهم هم المنتصرون. إلا أنَّهم نسوا أنَّ هناك قوانين أخرى أدق وأعمق من الأثير نفسه هي، التي ستعمل.

إنَّ مَن فَقَدَ بركة أنبيائه وأجداده فقد خسر كرامته، وهذا هو الحال الذي نحن عليه الآن وليس هذا فقط بل يتبجح أحد العنصريين قائلاً:

سأدمر أكبر برجين في العالم العربي وهما برجا: القمح والشعير.

وتصور أن هناك علماً أثيرياً خطيراً خلف كلامه هذا، فتأمل في هذا الموضوع !!!.

منذ 20 سنة كانت فرنسا تحتفل بإزالة آخر بيت بلاستيكي لديها، بينما كنا في نفس الوقت نستورد بيوتهم البلاستيكية المنسقة. كذلك كانت أوروبا تحتفل من 10 سنوات بإنهاء استعمال وصنع الفضة، حشوات الأسنان الزئبقية (الأملغم) التي يختلط فيها الزئبق وأقفلت أضخم المعامل المنتجة لها بالعالم ونحن نستقبل بقايا صناعاتهم المنسَّقة، لماذا؟

ويقول: ((اعلم يا أخي أنَّه قد تمَّت تنقيته ـ أي السكّر الأبيض - وتكريره وتبييضه وإضافة مواد كيمائية له حتى أصبحت ذبذبته الأثيرية شبيهة بذبذبة جزيء الكوكائين، لاختبار ذلك جرب واحرم أطفالك منه وانظر ماذا سيحدث سوف يُصابون بنوبة مثل التي تصيب مدمني المخدرات، لأنه قد سبَّب لهم الإدمان واعلم أنك لن تتخلص من آثار السكر المكرر إلا بعد أشهر طويلة، وما السكر وغيره من سموم مكررات ومصنعات إلا أساس انحراف الـ DNA الشيفرة المورثية المحمولة على صبغيات الخلايا وبالتالي السرطان. ولا تقتصر خطورة السكر على ذلك، فلمعرفة المزيد راجعوا كتاب Sugar Blues الذي يَعدو السكر أساس العديد من الأمراض بشكل مباشر وغير مباشر.

مَن لديه أمراض جلدية أو مشاكل معدية أو نوبات دماغية أو فرط حركة عند أطفاله فليمنع عنهم السكر ويرى بعد فترة النتائج.

ومن يريد صَفاء جسمه وفكره ونفسه فليبتعد عن هذه المواد، واعلم أن الخمر أساسه عنب ولكنه أصبح بهذا الشكل الأقرب للأثيري، فتحول إلى مادة خطرة على الصحة وكذلك مفعول السكر على جسم الإنسان. هناك مقولة خطيرة لوزيرة الخارجية الصهيونية (غولدا مائير) أنَّها قد سبت الحكومات العربية بحينها فقيل لها: إنَّهم سيتكتلون عليكم ويتوحدون ضدكم، فلا تصرحي بتصريحات كهذه، فماذا كان جوابها؟ قالت: منذ أن نجحنا بنشر السكر الأبيض بينهم لم نعد نخافهم، فقد سكروا. وفعلاً فإنَّ السكر من الناحية العلمية الآن مُسكّر حيث أنَّ ذبذبته الأثيرية منحرفة باتجاه التخدير وبالتالي الإدمان.

إنَّ تناول السكر يُماثل تماماً شُرب الكحول... نعم، بدليل أن هناك اختباراً دموياً خاصاً، يتم فيه أخذ عينة من الدم، ثم يتناول المريض 100 غرام من السكر على معدة خاوية، ثم يتم أخذ عينة أخرى من الدم بعد ساعة، ويقيم هذا الاختبار مستوى الكحول في الدم قبل وبعد تناول السكر، لأنَّ الفطريات وبعض الجراثيم يمكنها إن تُحوّل السكر إلى كحول بسرعة في الأمعاء.

فما بالك بالمشروبات الغازية وما فيها من ملونات ومنكهات وأن كأساً واحدة من هذه المشروبات تحتوي على 4 ملاعق من السكر، ليس هذا فقط بل لا تنسَ المنكهات والملونات والمواد الحافظة والتعليب في علب الألمنيوم الذي يؤدي انحلاله وتراكمه إلى تكدسه في الخلايا العصبية، وبالتالي الخرف المبكر وقلة الفطنة والنَّباهة والذكاء ولا تنسوا العُلب البلاستيكية والتي من خلالها تنحرف كل أشكال الحياة البيئية والنباتية والحيوانية.

لقد طال قَرْنُ الشيطان من خلال رُكوبه على الإنسان الذي يعتقد أنَّه يعبد الرحمن وقد ترك عبادة الأصنام والأوثان، وها هو يعبدها بصيغة أُخرى الآن.

إنَّ العبادة ليست إلا الانسجام مع القانون والنظام، وهل في الوجود أسمى وأرفع من القانون الطبيعي والذي هو تجسد مباشر للألوهية على الأرض؟

هل إزالة هذه المواد، ستضرُّ باقتصاد بلدنا؟ أم ستضر ببعض بالعي أموال الناس بالحرام، هل نبيع الدين بالتين؟

هل مُقابل مرابِح زهيدة نتوهم أنها مرابح نؤجّل اتخاذ خطوة جريئة باتجاه توعية الناس من الأضرار البالغة التي تسببها هذه المواد؟ إنَّ ما نَربحه من هذه الصناعات تصرفه الحكومة مباشرة على أمراض الناس(5).

____________________________

(1) تاريخ العلماء، ص 171.

(2) بحار الأنوار، ج 66 ، ص 323.

(3) هم ضيوف رسول الله (صلى الله عليه وآله)، كانوا قد هاجروا من أهاليهم وأموالهم إلى المدينة فأسكنهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) صفة المسجد وهم أربعمائة رجل وكان يأتيهم ويسلم عليهم بالغداة والعشي.

(4) مستدرك الوسائل، النوري، المجلد الثاني، ص334.

(5) نظم الكون الدقيقة، ص40. 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي