أوعية التكاليف  

رغم دقة مدخل الأنشطة وفقاً لما توصلنا إليه في النقطة السابقة، ورغم التقدم في استخدام الحاسبات الألية فقد انتقد البعض تعدد المسببات وبالتالي تعدد معدلات التحميل لتعدد الأنشطة، ويتوقف عدد الأنشطة عموما في أي وحدة اقتصادية علي درجة تعقيد العمليات الفنية، ونتوقع أنه كلما زادت درجة التعقيد في العمليات والمهام الفنية المتخصصة كلما زاد عدد الأنشطة المسببة لوجود التكاليف. ونظراً إلى التطور الكبير في العمليات الفنية خصوصاً في مجالات التصنيع في ظل بيئة الأعمال المعاصرة خلال العقد الأخير من القرن العشرين وخصوصاً مع زيادة شدة المنافسة، فقد زاد عدد الأنشطة المسببة لوجود التكاليف زيادة ملموسة، وبطبيعة الحال سيكون هناك تفاوت أو اختلاف كبير في درجة الإستفادة من هذه الأنشطة، وقد أدى ذلك إلى بروز فكرة تحديد أوعية للتكاليف على أساس نسب استهلاك الخدمات المؤداة من موارد الأنشطة المختلفة بالمنشأة.

ويتم تحديد أوعية التكاليف بتحديد نسب استهلاك كل نشاط من تلك الأنشطة للموارد الاقتصادية المتاحة، ووفقاً لتلك النسب يتم تحديد وعاء (مجمع) لتكاليف الأنشطة التي يكون لها نفس نسب استهلاك النشاط ثم يتم استخدام أحد مسببات التكلفة لأي نشاط بالوعاء وبحيث يتم إعداد معدل تحميل لكل وعاء بقسمة مجموع تكاليف الأنشطة المكونة للوعاء على مسبب التكلفة المختار ثم يتم توزيع التكلفة على الخدمات المؤداة باستخدام معدلات تحميل الأوعية في ضوء مدى استفادتها من عدد أحداث أو عمليات مسبب التكلفة المختار ، ويتضح ذلك من خلال الخطوات التالية: 

الخطوة الأولى: تحديد نسب استهلاك الخدمات من الأنشطة.

الخطوة الثانية: تحديد أوعية التكاليف

وفقاً لنسب الاستهلاك السابق تحديدها في الخطوة السابقة يمكن تجميع تكلفة الأنشطة ذات النسب المتماثلة في وعاء واحد يسمى الوعاء الأول وبالمثل يتم إيجاد باقي أوعية التكاليف، ولأغراض التبسيط وتوضيح الفكرة نجد في المثال الحالي وعاء فقط يشمل الوعاء الأول تكاليف كل من النشاط المرتبط بالعمل وأوامر الشغل وإدارة المكتب والتسهيلات العامة، بينما يشمل الوعاء الثاني تكاليف كل من النشاط المرتبط بالحاسب وشئون الأفراد.

وعلى ذلك فان تكلفة الوعاء الأول تتمثل في مجموع تكلفة الأنشطة المكونة له والتي تتفق في نسب الاستهلاك وتحسب كما يلي:

بينما تتمثل تكلفة الوعاء الثاني في مجموع تكلفة باقي الأنشطة ويتم تحديدها على النحو التالي:

ونلاحظ أن التكلفة الكلية لكل من الوعاء الأول والوعاء الثاني هي محصلة مجموع تكلفة كل أنشطة بالمنشأة وتعبر عن مجموع التكلفة الإضافية بالمنشأة وقدرها

535000 جنيه + 65000 جنيه =  600000 جنيه.

الخطوة الثالثة : تحديد معدلات تحميل أوعية التكاليف

يمكن استخدام أي مسبب تكلفة لأي نشاط من الأنشطة المكونة للوعاء الأول كأساس لإعداد معدل تحميل الوعاء الأول ، كذلك يمكن استخدام أي مسبب تكلفة لأي نشاط من الأنشطة المكونة للوعاء الثاني كأساس لإعداد معدل تحميل الوعاء الثاني، وبفرض أنه تم اختيار أساس ساعات العمالة الفنية المتخصصة بالنسبة للوعاء الأول بينما تم اختيار أساس ساعات عمل الحاسب بالنسبة للوعاء الثاني فانه يمكن إعداد معدل تحميل لكل وعاء بقسمة مجموع تكاليف الأنشطة المكونة للوعاء على مسبب التكلفة المختار على النحو التالي: 

الخطوة الأخيرة: توزيع التكاليف على الخدمات 

بعد إعداد معدل تحميل لكل وعاء من أوعية التكاليف باستخدام مسببات التكلفة المختارة وفقاً لما تم في الخطوة السابقة يتم توزيع التكلفة الإضافية على الخدمات المؤداة باستخدام معدلات تحميل الأوعية في ضوء مدى استفادة تلك الخدمات من عدد أحداث أو عمليات مسببات التكلفة المختارة بالنسبة لكل وعاء وذلك على النحو الموضح في الجدول التالي:

ونلاحظ أن استخدام مدخل تكاليف الأنشطة سواء من خلال التعامل مع كل نشاط منها على حدة أو من خلال تجميعها في أوعية قد أدى إلى توزيع تكاليف إضافية قدرها 1178.3 جنيه تقريباً لوحدة الخدمة المؤداة من س1 كما أدى إلى تخصيص تكاليف إضافية قدرها 1232.5 جنيه لوحدة الخدمة المؤداة من س2 في كلا الحالتين، وبالتالي تكمن الأهمية الحقيقية لعملية تحديد الأوعية في تجميع تكاليف الأنشطة المتماثلة من حيث نسب الاستهلاك في وعاء واحد مما يؤدي الي توفير الجهد وتخفيض العبء الإداري خاصة في حالة تعدد عدد الأنشطة.

وبناءاً على ذلك يمكن أن نستخلص مفهوم مدخل التكلفة على أساس النشاط ABC من أكثر من زاوية حيث أنه يعتبر بمثابة نظام محاسبي يقوم على جمع البيانات المالية والمتعلقة بالتشغيل في ضوء طبيعة الأنشطة المتاحة، كما أنه يمثل وسيلة تساعد على فهم أفضل لسلوك التكلفة لأنه يتعرف على سبب التكلفة غير المباشرة ثم يقوم بتتبع التكلفة إلى الخدمات أو المنتجات وفقاً للأنشطة التي استفادت منها هذه الخدمات أو تلك المنتجات، كما أنه يسعى لتحقيق دقة أفضل في مجال احتساب التكلفة من خلال تحليل الأنشطة وتجميع وتشغيل التكلفة حيث أن الأنشطة تستخدم الموارد المتاحة في حين أن الخدمات المنجزة أو الوحدات المنتجة تستهلك هذه الأنشطة.

وفي ضوء ذلك يمكن القول أن هذا المدخل يعتبر إطار منظم لمحاسبة التكاليف يركز على الأنشطة بدلاً من المنتجات وبالتالي يساعد على تركيز الاهتمام بالأنشطة. وتدعيم الأنشطة التي تضيف إلى القيمة.  

مواضيع ذات صلة

مـثـال تطبيقـي لتـحليـل انـحراف هامـش الربــح

تـقييـم أداء النـشاط البيـعـي

نظام التكاليف المعيارية (مثال تطبيقي لتحليل انحراف عناصر التكاليف الصناعية)

درجـة التفصيـل فـي التقاريـر (مثال تطبيقي لتقرير الأداء)

درجـة التفصيـل فـي التقاريـر (تضخيـم معلومـات تـقاريـر الأداء ــ مثال تطبيقـي)

محاسبـة المسئوليـة والمحاسبـة الإداريـة وتـقاريـر الأداء

محاسبة المسئولية والقياس المتوازن للأداء (نظام محاسبة المسئولية ومراكز المسئولية)

احتمال الفشل في تصحيح انحراف التكالـيف

الاحـتمـال الحـرج لانحـرافات التـكاليـف

استخدام نظرية القرار في رقابة انحرافات التكاليف

أمثلة تـطبيـقـيـة لتوضيح انحراف التـكاليـف وتـبويـبـها

خـريطـة الـرقابـة الإحصـائـيـة للـتكالـيـف