القضاء والقدر عند الامام علي عليه السلام
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 6 ص303-304.
2025-01-02
1186
القضاء والقدر عند الامام علي عليه السلام
قال تعالى : {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ} [ص: 27].
دخل رجل من أهل العراق على أمير المؤمنين عليه السّلام ، فقال : أخبرنا عن خروجنا إلى أهل الشام : أبقضاء من اللّه وقدر ؟ فقال له أمير المؤمنين عليه السّلام : « أجل - يا شيخ - فو اللّه ما علوتم تلعة ، ولا هبطتم بطن واد إلا بقضاء من اللّه وقدر » .
فقال الشيخ : عند اللّه أحتسب عنائي ، يا أمير المؤمنين . فقال : « مهلا - يا شيخ - لعلك تظن قضاء حتما ، وقدرا لازما ، لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب ، والأمر والنهي ، والزجر ، ولسقط معنى الوعد والوعيد ، ولم يكن على مسيء لائمة ، ولا لمحسن محمدة ، ولكن المحسن أولى باللائمة من المذنب ، والمذنب أولى بالإحسان من المحسن ، تلك مقالة عبدة الأوثان ، وخصماء الرحمن ، وقدرية هذه الأمة ومجوسها.
يا شيخ ، إن اللّه عزّ وجلّ كلّف تخييرا ، ونهى تحذيرا ، وأعطى على القليل كثيرا ، ولم يعص مغلوبا ، ولم يطع مكرها ، ولم يخلق السماوات والأرض وما بينهما باطلا ، ذلك ظنّ الذين كفروا ، فويل للذين كفروا من النار ».
قال : فنهض الشيخ ، وهو يقول :
أنت الإمام الذي نرجو بطاعته * يوم المعاد من الرحمن غفرانا
أوضحت من ديننا ما كان ملتبسا * جزاك ربك عنا فيه إحسانا
فليس معذرة في فعل فاحشة * قد كنت راكبها فسقا وعصيانا
لا لا ولا قائلا ناهيك واقعة * فيها عبدت إذن يا قوم شيطانا
ولا أحب ولا شاء الفسوق ولا * قتل الولي له ظلما وعدوانا
أنى يحب وقد صحت عزيمته * ذو العرش أعلن ذاك اللّه إعلانا
قال ابن بابويه : لم يذكر محمد بن عمر الحافظ في آخر هذا الحديث إلا بيتين من هذا الشعر ، من أوّله.
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة