الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الولادة ومستحباتها
المؤلف: السيد علي عاشور العاملي
المصدر: تربية الجنين في رحم أمه
الجزء والصفحة: ص271ــ274
2024-12-21
61
بعد مرحلة الحمل ومعاناة الأم طيلة التسعة أشهر، تأتي المرحلة الحاسمة، وهي مرحلة مفرحة من ناحية ومؤلمة من ناحية أُخرى.
هي مفرحة للأم لأنها سترى ذلك المولود الذي انتظرته طيلة فترة الحمل، لكن في نفس الوقت فإن مرحلة الولادة مرحلة صعبة ومؤلمة فإن هناك روحاً ستخرج من روح كما يقال.
كيفية خلق الإنسان
قال الإمام زين العابدين: ((ثُمَّ أَنْشَأْتَنِي خَلْقَاً آخَرُ...)) قال الجزائري شــارحــا: وهـو صورة البدن ونفخ الروح فيه، وهذا إشارة إلى قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون: 12 - 14] وتفصيل ابتداء الخلق إلى الكمال ما روي عنهم (عليهم السلام) من أن الله تعالى إذا أراد أن يخلق النطفة التي أخذ عليها الميثاق في صلب آدم أوقعها في الرحم وبعث ملكاً فأخذ من التربة التي يدفن فيها فماثها في النطفة فلا يزال قلبه يحن إليها فيكون أربعين يوماً نطفة ثم تصير علقة أربعين يوماً ثم تصير مضغة أربعين يوماً فإذا كمل أربعة أشهر بعث الله ملكين خلاقين فيقتحمان في بطن المرأة من فم المرأة فيصلان إلى الرحم وفيها الروح القديمة المنقولة في أصلاب الرجال وأرحام النساء فينفخان فيها روح الحياة والبقاء ويشقان له السمع والبصر وسائر الجوارح ثم يوحي إلى الملكين اكتبا عليه قضائي وقدري واشترطا لي البدا فيما تكتبان فيرفعان رؤوسهما فإذا اللوح يقرع جبهته وفيه صورته ورؤيته وأجله وميثاقه شقياً أو سعيداً وجميع شأنه فيملي أحدهما على صاحبه فيكتبان جميع ما في اللوح ويختمان الكتاب ويجعلانه بين عينيه ثم يقيمانه قائماً في بطن أمه وربما عتاً فانقلب ولا يكون إلا في عات أو مارد فإذا بلغ أوان خروجه تاماً أو غير تام أوحى الله إلى ملك يقال له زاجر فيزجره زجرة يفزع منها فينقلب فيخرج باكياً من الزجرة وينسى الميثاق.
وعن أبي جعفر (عليه السلام): إن النطفة تتردد في بطن المرأة تسعة أيام في كل عرق ومفصل منها وللرحم ثلاثة أقفال قفل في أعلاها مما يلي أعلى السرة من الجانب الأيمن والقفل الآخر وسطها والقفل الآخر أسفل الرحم فيوضع بعد تسعة أيام في القفل الأعلى فيمكث فيه ثلاثة أشهر فعند ذلك يصيب المرأة خبث النفاس والتهوع ثم ينزل إلى القفل الأوسط فيمكث فيه ثلاثة أشهر وسرة الصبي فيها مجمع العروق عروق المرأة كلها منها طعامه وشرابه من تلك العروق ثم ينزل إلى القفل الأسفل فيمكث فيه ثلاثة أشهر فذلك تسعة أشهر ثم تطلق المرأة فكلما طلقت انقطع عرق من سرة الصبي فأصابها ذلك الوجع ويـده علـى سـرته حتى يقع على الأرض ويـده مبسوطة.
أقول: في هذا الحديث دلالة على أنه يخرج مبسوط اليد وفي غيره من الأخبار أنها تخرج مقبوضة ومن ثم قال مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام):
وفي قبض كف الطفل عند ولاده دليل على الحرص المركب في الحي
وفي بسطها عند الممات مواعظ ألا فانظروني قد خرجت بلا شي
ودفع التناقض بما هو المشاهد من القبض بعد البسط فيكون ذلك البسط خوفاً من زجرة الملك لأن الأعضاء تسترخي حال الخوف(1).
لتسهيل الولادة
ورد في التعاليم الإلهية لأهل البيت (عليهم السلام) ما يسهل على الحامل الولادة نذكر منها:
عوذة للحوامل من الإنس والدواب
أبو يزيد القناد قال: حدثنا محمد بن مسلم عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: تكتب هذه العوذة في قرطاس أو رق للحوامل من الإنس والدواب (بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله . الله
بسم الله {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح: 5، 6] ، يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر، ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون، وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ويهيئ لكم من أمركم مرفقاً، ويهيئ لكم من أمركم رشداً، وعلى الله قصد السبيل ومنهاجاً، ولو شاء لهداكم أجمعين، ثم السبيل يسره، أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون، فاعتدت به مكاناً قصياً فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سرياً وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً فكلي واشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحداً فقولي إني نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسياً فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئاً فرياً يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغياً فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبياً قال: إني عبد الله أتاني الكتاب وجعلني نبياً وجعلني مباركاً أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً والـسـلام عـلـي يـوم ولدت ويــوم أموت ويوم أبعث حياً ذلك عيسى ابن مريم ، والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون، أولم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلّا الله إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون) كذلك أيها المولود أخرج سوياً بإذن الله عز وجل.
ثم تعلق عليها فإذا وضعت نزع منها فاحفظ الآية أن لا تترك منها بعضها أو تقف على بعض منها حتى تتمها وهو قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا} [النحل: 78] فإن وقفت هاهنا خرج المولود أخرس وإن لم تقرأ {وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل: 78] لم يخرج الولد سوياً(2).
________________________
(1) نور الأنوار في شرح الصحيفة السجادية: 318.
(2) طب الأئمة (عليهم السلام) : 98.