الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
رسالة الى ابن مرزوق
المؤلف: أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة: مج6، ص:403-404
2024-12-11
145
رسالة الى ابن مرزوق
ذلك ما خاطب به شيخه الخطيب سيدي أبا عبد الله ابن مرزوق ،
راش زماني وبرى نبله فكنت لي من وقعها جنه
ولو قهرت الموت أمنتني منه وأدخلتني الجنه
فكيف لا أنشرها منة قد عرفتها الإنس والجنة
بماذا أخاطب به تلك الجلالة ، فيتيسر الخطاب وتحصل الدلالة ، بأسيدي والحق ويشركني فيه ، من قال لا إله إلا الله بفيه ؟ أو بروح حياتي ، ومقدم ماهية ذاتي وذخري الكبير الكثير ، لا بل فلكي الأثير ، وهو تضييق على الولد والأهل . وتعدي المراتب المحدودة من الجهل ، فلم يبق إلا الإشارة الخارجة عن وظائف اللسان ، وهي بعض دلالات الإنسان ، أفدت الإكسير ، وجبرت الكسير ، ورويت يا أبا العلا التيسير ، وغمرت بالكرم وأمن حمام الحرم الظعن والمسير ، فمن رام شكر بعض أياديك فلقد شد حقائب الرحال ، إلى نيل المحال ، أن نكل جزاك ، لمن جعل إلى المجد اعتزاك ، ونولي شكرك وثناك ، إلى من عمر بما يرضيه من الرفق بالخلق وإقامة الحق إنتاك ، وندعو منك بالبقاء إلى الروض المجود ، وغمام الجود ، وإمام الرُّكَّع السجود ، لا بل لنور الله تعالى المشرق على التهائم والنُّجود ، ورحمته المبثوثة أثناء هذا الوجود . وليعلم سيدي أن النفس طماعة جماعة ، وسراب آمالها بحاره لماعة ، فلا تفيق من كد ، ولا تقف عند حد ، سيما إذا لم يهذبها السلوك والتجريد ، ولم يسر منها في عالم الغيب البريد ، ولا تجلت لها السعادة التي يجذب بها المراد ويشمر لها المريد ، إلى أن يتأتى عما دون الحق المحيد ، ويصح التوحيد ، 403
وقد مثلت الآن خصماً، توسع ظهر استظهاري بالتسليم قصماً ، وتقول :
عند القيمة ، وطبيبي في الأحوال السقيمة ، وهو نتيجة كدي عند
المال عديلي . الأقيسة العقيمة ومن استخلصني على شرفي إذا تفاضلت الجواهر ، وتبينت للحق المظاهر ، وتعينت المراتب التي يقتعدها على رأي البراهمة النور الاصفهندي والنور القاهر ، فخلاص المال طوع يديه، وهو كما قال الله تعالى أهون عليه ، فألاطفها ، حتى تلين معاطفها ، وأخادعها ، حتى تلوي أخادعها ، وأقول : قد وقع الوعد ، وأشرق السعد ، ولان الجعد ، وسكن الرعد ، والله تعالى الأمر من قبل ومن بعد ، فتجيبني : العمر المنام ، وأيام الجاه والقدرة قد يحق لها الاغتنام ، وهم العاقل إلى وقته الحاضر مصروف ، و « إذا لم يغير حائطه » مثل معروف ، وفي الوقت زبون يرجى به استخلاص الحقوق ، ويستبعد وقوع العقوق ، فإن رأي مولاي أن يشفع المنة ، ويقرع باباً ثانياً من أبواب الجنة ، قبل أن يشغل شاغل ، أو يكدر الأكل والشرب وارش" أو واغل ، أو يثوب للمتعدي نظر في اللجاج ، أو يدس له ما يحمله على الاحتجاج ، – و ( أو ) متسع مناطها ، فسيح استنباطها ، كثير هياطها ومياطها. فهو تمام صنيعته التي لم ينسج على منوالها الأحرار، ولا اهتدت إلى حسنتها الأبرار، ولا عرف بدر مجدها السرار، فإليه كان الفرار، والله تعالى ثم له خلص الاضطرار ، ويستقر تحت دخيله القرار، وتطمئن الدار، فإنَّ ما ابتدأ به من عزّ ضَرَبَ على الأيدي العادية منه حكم الحكام، وفارع الهضاب والآكام ، على ملء ومجمع ، وبمرأى من الخلق ومسمع ، يقتضي اطراد قياس العزة القعساء ، وسعادة الإصباح والإمساء ، وظهور درجات الرجال على النساء ، فهو جاه حارت فيه الأوهام وهذه أذياله ، ومن ركب حقيقة أمرها هان عليه خياله ، والمال ماله ، والعيال عياله ، والوجود سريع زياله ، والجزاء عند الله تعالى مكياله،
404
وعروض المغصوب باقية الأعيان ، مستقلة الشجر قائمة البنيان ، تمنع عن شرائها قاعدة الأديان ، وغيرها من مكيل وموزون ، بين مأكول ومخزون ، والكتب ملقاة بالقاع ، مطرحة بأخبث البقاع ، فإن تأتى الجبر، وإلا فالصبر، على أن وعد عمادي لا يفارق الإنجاز ، ومكرمته التي طوقها قد بلغت الشام والحجاز ، وحقيقة التزامه تباين المجاز ، وآية مجده تستصحب الإعجاز ، ولله در إبراهيم بن المهدي يخاطب المأمون، لما أكذب في العفو عنه
الظنون وهبت مالي ولم تبخل علي به وقبل ذلك ما إن قد وهبت دمي 2 وقد كانت هذه المنقبة غريبة فعززتها بأختها الكبرى، وفريدة فجئت، وشفعت وترا، أبقاك الله تعالى لتخليد المناقب ، وإعلاء المراتب ، وجعل أخمص نعلك تاجاً للنجم الثاقب ، وتكفل لك في النفس والولد بحسن بأخرى العواقب:
آمين آمين لا أرضى بواحدة حتى أضيف إليها ألف آمينا
وأما تنبيه سيدي على إنشاء رزق، وتقرير رفد ورفق، فلا أنبه حاتماً وكعباً ، أن يملا قعباً ، لمن خاض بحراً أو ركب صعباً ، هذا أمر كفانيه الكافي، وداء كوخز، الأشافي، أذهبه الشافي، والسلام »