الكذب على الله بلي اللسان
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج ١، ص354-355.
2024-10-30
980
الكذب على الله بلي اللسان
قال تعالى : {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 78] .
أقول : « يلوي » من اللي وهو الإمالة ، ولوى لسانه كناية عن الكذب .
هذه الآية تؤكد ما بحثته الآيات السابقة بشأن خيانة اليهود « وهي شبيهة بها في سبب نزولها » تقول : إن فريقا من هؤلاء يلوون ألسنتهم عند تلاوتهم الكتاب . وهذا كناية عن تحريفهم كلام اللّه . وتضيف : إنّهم في تحريفهم هذا من المهارة بحيث إنّكم تحسبون ما يقرأونه آيات أنزلها اللّه ، وهو ليس كذلك {لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتابِ وَما هُوَ مِنَ الْكِتابِ }.
ولكنّهم لا يقنعون بذلك ، بل يشهدون علانية بأنّه من كتاب اللّه ، وهو ليس كذلك { وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ }.
مرّة أخرى يقول القرآن : إنّهم في عملهم هذا ليسوا ضحية خطأ ، بل هم يكذبون على اللّه بوعي وبتقصّد ، وينسبون إليه هذه التهم الكبيرة وهم عالمون بما يفعلون { وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }.
وقال علي بن إبراهيم : كان اليهود يقولون شيئا ليس في التوراة ، ويقولون هو في التوراة فكذّبهم اللّه « 1 » .
__________
( 1 ) تفسير القمي : ج 1 ، ص 106 .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة