من تراث المرتضى: أدب الإمام علي ( عليه السّلام )
المؤلف:
المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
المصدر:
أعلام الهداية
الجزء والصفحة:
ج 2، ص239-240
4-5-2022
2984
لقد تعرّفنا على مجموعة من النصوص المنثورة والمنظومة التي اثرت عن الإمام ( عليه السّلام ) في نهج البلاغة أو غيره من الكتب التي اهتمّت بتراث الإمام ( عليه السّلام ) ، ولا حظنا القمّة الشاهقة التألّق التي بلغها الإمام سواء في ميدان الخطابة أو الكتب والرسائل أو الكلمات الحكمية والمواعظ أو ميدان الشعر ، ولا نبالغ إذا قلنا - كما قال متخصّصو الأدب - إنّ أجود نتاج أدبي عرفه التأريخ فنّا وعمقا وفكرا هو نتاج الإمام عليّ ( عليه السّلام )[1].
ونختار نماذج منظومة من أدبه ( عليه السّلام ) في مختلف المجالات ، علما بأنّ هناك ديوان شعر منسوبا إليه ، وقد اعتمده بعض المؤرّخين واستشهدوا بنماذج أدبيّة من نصوصه[2].
قال ( عليه السّلام ) في رثاء أبيه أبي طالب رضوان اللّه تعالى عليه :
أبا طالب عصمة المستجير * وغيث المحول ونور الظلم
لقد هدّ فقدك أهل الحفاظ * فصلّى عليك وليّ النعم
ولقّاك ربّك رضوانه * فقد كنت للمصطفى خير عمّ[3]
وجاء عن الجاحظ والبلاذري : أن عليّا أشعر الصحابة وأفصحهم وأخطبهم وأكتبهم ، وممّا قاله يوم بدر :
نصرنا رسول اللّه لمّا تدابروا * وثاب اليه المسلمون ذوو الحجى
ضربنا غواة الناس عنه تكرّما * ولمّا يروا قصد السبيل ولا الهدى
ولما أتانا بالهدى كان كلّنا * على طاعة الرحمن والحقّ والتقى
وممّا أورده سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص قوله ( عليه السّلام ) :
للناس حرص على الدنيا بتدبير * وصفوها لك ممزوج بتكدير
لم يرزقوها بعقل حينما رزقوا * لكنّما رزقوها بالمقادير
لو كان عن قوّة أو عن مغالبة * طار البزاة بأرزاق العصافير
وعنه ( عليه السّلام ) :
داؤك فيك وما تشعر * وداؤك منك وما تبصر
وتحسب أنّك جرم صغير * وفيك انطوى العالم الأكبر
[1] تأريخ الأدب العربي في ضوء المنهج الإسلامي للدكتور محمود البستاني : أدب الإمام علي ( عليه السّلام ) .
[2] راجع : في رحاب أئمّة أهل البيت ( عليهم السّلام ) للسيد محسن الأمين : 2 / 301 - 313 .
[3] راجع : الغدير : 3 / 106 و 7 / 378 و 379 .
الاكثر قراءة في التراث العلوي الشريف
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة