المدن العربية الإسلامية - تدني مدن العالم العربية
المؤلف:
علي سالم الشواورة
المصدر:
التخطيط في العمران الريفي والحضري
الجزء والصفحة:
ص 110- 111
19-2-2022
2185
تدني مدن العالم العربية
ومع حلول القرن ال 16م، دخلت فيه المدن العربية الإسلامية مرحلة العصـور المظلمة التي دخلتها من قبـل مـدن القارة الأوروبية. ويعزى ذلك إلى تحول طرق التجارة والمواصلات، من سواحل الوطن العربي على البحر المتوسط إلى رأس الرجاء الصالح. هذا بجانب التدمير البرتغالي لبعض المدن العربية، على ساحل إفريقيـة الشرقي مثل دار السلام وممبسا. كما فتكت الأوبئة بالعديد من الأنفس البشرية التي أدت بدورها إلى هبوط عدد سكان القاهرة في عام 1800م، إلى ما يقارب من ربع مليون نسمة. كما هبط عدد سكان الإسكندرية إلى عدة آلاف .
وعليه، نجد أن العديد من المدن العربية قد تقلصت في الحجـم، واندثر بعضـها اندثاراً كاملاً، في الوقت الذي بدأ فيه مشعل التحضـر ينتقل إلى مدن غربي أوروبا (لشبونة وباريس ولندن وامستردام)، ومنها إلى المستعمرات الجديدة في كل من أفريقية وآسيا والأميركتين. كما تأثرت بحكم الموقع المدن الإيطالية، كالبندقية وجنـوة ونابلي وميلانو التي انكمشت انكماشـاً كبيراً بتحـول طريق التجـارة عـن شـواطئ البحـر المتوسط.
ومن هنا نجد أن الموقع الجغرافي، تعـزى أهميتـه للطـرق المؤدية إليـه ولـيس بالعكس، فتحول طرق التجارة لجنوب أفريقية، انعكس سلباً على المدن العربية، سواء التي تقع على سواحل البحر المتوسط أو المدن الواقعة على طرق القوافل، على حواف البوادي بالداخل كالبتراء ودمشق وتدمر وحلب.
الاكثر قراءة في جغرافية التخطيط
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة