لفظ السورة والآية ووجه التسمية بهما
المؤلف:
الشيخ علي أكبر السيفي المازندراني
المصدر:
دروس تمهيدية في القواعد التفسيرية
الجزء والصفحة:
ج2 ، ص 84-85
14-06-2015
3435
لفظ " السُّور " في أصل اللغة بمعنى حائط المدينة وحصنها ، كما جاء في كلمات أهل اللغة ، وحرف التاء في " السورة " للوحدة . ولفظ الآية في اللغة بمعنى العلامة ، كما صرح به الخليل والجوهري وابن فارس وغيرهم .
وقد جاءت لفظة " سورة " في عشرة آيات قرآنية بمعنى قطعة من القرآن ومجموعة من آياته .
قال شيخ الطائفة : " أما السورة - بغير همز - فهي منزلة من منازل الارتفاع ، ومن ذلك سور المدينة . سمّي بذلك الحائط الذي يحويها ؛ لارتفاعه عما يحويه ، غير أنّ سور المدينة لم يجمع سُوَراً . وسورة القرآن تجمع سُوَراً . وهذه أليق بتسمية سور القرآن سورة " (1) .
وأما دليل تسمية الآية بهذه اللفظة ، فقد احتمل الشيخ الطوسي له وجهين :
أحدهما : كون كلّ آيةٍ علامة على استقلال المطلب وتحديد الجملة بدءاً وختماً ، وانفصالها منفصلة عما قبلها وعمّا بعدها . وذلك لأنّ لفظة " الآية " في أصل اللغة بمعنى العلامة .
ثانيهما : أنّها حاوية ومفيدة لبيان رسالة إلهية أو قصّة أو حكم على حدة .
قال (قدس سره) : " وتسمية الآية بأنها آية ، يحتمل وجهين :
أحدهما : علامة يعرف بها تمام ما قبلها ، ومنها قوله تعالى : {أنزِل علينَا مآئدة منَ من السمَاء تَكُونُ لنَا عِيداً لأوَّلِنَا وآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ } يعني علامة لاجابتك دعائنا .
والآخر : أن الآية القصة والرسالة ، قال كعب بن زهير :
ألا أبلغا هذا المُعرِض آية أيقظان قال القول إذ قال ؟ أم حلم ؟
يعني رسالة ، فيكون معنى الآيات القصص ، قصة تتلو قصة " (2) .
ولا يخفى أنّ الوجهين المذكورين ليسا على نحو الترديد المانع من الجمع ؛ حيث لا منافاة بينهما في لحاظهما معاً في وجه تسمية الآية .
____________________
1. تفسير التبيان : ج1 ، ص 19 .
2. تفسير التبيان ، ج1 ، ص 19-20 .
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة