ترتيب النزول وجمع القرآن
المؤلف:
الشيخ علي أكبر السيفي المازندراني
المصدر:
دروس تمهيدية في القواعد التفسيرية
الجزء والصفحة:
ج2 ، ص 106-107
14-06-2015
2717
إن لترتيب نزول سور
القرآن وآياته دوراً كثيراً في تفسير الآيات القرآنية . وذلك لأن آيات القرآن كلها
من متكلم واحد . فكيف يكون ذيل كلام المتكلم الواحد يفسر صدره ويكون آخر كلامه
قرينة على بيان المراد من أوله ؟ فكذلك الآيات القرآنية . ومن هنا قالوا : إن ما
تأخر نزوله من الآيات تنسخ آياتها المتقدمة إذا لم يمكن الجمع بينهما بأيّ وجه وفي
صورة امكان الجمع تقيّد مطلقات الآيات المتقدمة وتخصّص عموماتها وتبين مجملاتها .
أقسام الترتيب ومقتضى
التحقيق
يمكن تصوير ترتيب
السور والآيات بدواً الى أربعة أقسام :
1. ترتيبها على حسب
النزول .
2. ترتيبها على حسب
الجمع الأوّل الصادر عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) .
3. ترتيبها على حسب
الجمع الثاني المعروف بالجمع العثماني .
4. ترتيبها على حسب
مدلول الاخبار الخاصّة الصادرة عن أهل البيت (عليهم السلام) ، كما التزمه علي بن
إبراهيم ؛ بدعوى تنقُّل كثير من الآيات وتغييرها عن الترتيب الأصلي بدلالة
الروايات (1) . وقد نقلنا نصّ كلامه في الحلقة الأولى من هذا الكاتب (2) وبينا
هناك مخالفة الشيخ له .
ولكن الذي يقتضيه
التحقيق أنه ليس في البين ، إلا الترتيبان الأوّلان .
أما الجمع العثماني
فسيأتي أنه لم يكن على ترتيب خاص غير ما رُتب بأمر النبي (صلى الله عليه وآله
وسلم) ، بل كان تجميع المصاحف المتجزئة المتشتتة في مصحف واحد بقراءة واحدة وجمع
الناس على قراءة إمام واحد ، من دون تغيير في الترتيب .
وأما ما التزمه علي
بن إبراهيم فهو محمول على حسب ترتيب النزول ، فلا ينافي الترتيب الفعلي ، اللهم
إلا أن يكون مدعاه عروض التنقل والتغيير على جمع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
، فالمتبع على أيّ حال النص الصحيح لو لم يكن مخالف الاجماع .
فعلى أيّ حال لا يكون
في البين إلا ترتيبان :
أحدهما : الترتيب على حسب النزول .
ثانيهما : الترتيب على حسب ما جُمع بأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) .
____________________
1. تفسير القمي : ج1
، ص12 .
2. راجع الحلقة
الأولى من كتابنا القواعد التفسرية : ص26-27 .
الاكثر قراءة في نزول القرآن
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة