يرى الكثيرون أن عبارة (صافة مراعية للأخلاقيات) تنَاقُض لفظي من نفس فئة جَمْبَرِي ضخم واستخبارات عسكرية في مجموعة نقاشية على الإنترنت للصحفيين،
تهكم مراسل يرصد أخبار الشرطة على التساؤلات الأخلاقية معتبراً إياها استمناء عقليٍّا لأناسٍ يريدون الحصول على درجة الماجستير إنه ليس الصحفي الوحيد الذي لديه فهم خاطئ عن الأخلاقيات. لعل أكثر المفاهيم الخاطئة شيوعًا هي التالية:
- البعض يتصور الأخلاقيات فقط كقائمة من القواعد التي تحدد بوضوح ما يمكنهم وما لا يمكنهم فعله: لا تقبل المنح، لا تنخرطْ في أنشطة قد تخلق تضارباً في المصالح، لا تنتحل أفكار وتعابير شخص آخر، إلى آخره.
- يخشى آخرون أنه إذا أفرط المراسلون في انشغالهم بالأخلاقيات، فسوف ينتجون صحافةً باهتةً يعتريها التردد: سوف يكونون بالغي القلق بشأن إيذاء مشاعر شخص ما أو ارتكاب خطأ حتى إنهم لن يسعوا سعياً نضاليٍّا إلى الحقيقة.
- والبعض يعتبر الأخلاقيات مجرد حيلة من حيل العلاقات العامة لجعل الناس يحبون المراسلين. فكما يقولون، فليس من المفترض أن يكون المراسلون محبوبين.
من المفترض أن يقدموا تقارير إخبارية.
بيد أن الأخلاقيات أرحب مما يدرك هؤلاء الناس. وكما سيتناول الفصل الثاني، ينظر غالبية الفلاسفة إلى الأخلاق على أنها دراسة الفوارق بين الصواب والخطأ، ُّ والطهر والفساد، والنفع والضرر. تفرض المهن مطالب أخلاقية أكثر تحديدًا على كاهل ممارسيها, فالمحامون، مثلًا، مُطالبون بأن يدافعوا عن موكليهم أفضل دفاع ممكن حتى وإن كانواُّ يشكون في براءتهم، والأطباء يقسمون أنهم لن يتسببوا في ضرر لمرضاهم، والكهنة والأخصائيون النفسيون ملزمون بعدم تكرار ما يجري اطلاعهم عليه أثناء الاعتراف أو الاستشارة.
تماما مثلما أن المحامين والأطباء والكهنة لديهم مسئوليات خاصة، الصحفيون أيضًا لديهم التزامات تعرف مهنتهم. ورغم أن البعض قد يعترض على هذه القائمة، فإن غالبية الصحفيين الأمريكيين سيوافقون على أنهم يتقاسمون هذه الأهداف:
- أن يطلعوا العامة بالوقائع والتوجهات والتطورات بشأن المجتمع والحكومة. الصحفيون ملزمون بجمع معلومات بأفضل ما بوسعهم وأن يقولوا الحقيقة حسبما يجدونها. ويجب أن يكونوا غير متهيبين في سعيهم إلى الحقيقة ولا يعوقهم تضارب المصالح.
- أن يعاملوا الناس — سواء أولئك الذين يدخلون ضمن قاعدتهم الجماهيرية وأولئك الذين يصنعون الخبر — بإنصافٍ واحترامٍ، بل وبتعاطفٍ. لن يفيد الصحفيين النضالُ من أجل الحقيقة لو كان عدد كبير من الناس لا يصدقون التقارير الإخبارية لأنهم لا يثقون في الإعلام الإخباري أو لا يحترمونه.
- أن يرعوا العملية الديمقراطية؛ فلكي يحكم الناس أنفسهم، ينبغي أن يكونوا مطلعين على قضايا وإجراءات حكومتهم. وسائل الإعلام الإخبارية هي المزود الرئيسي لتلك المعلومات.
الاكثر قراءة في اخلاقيات الاعلام
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة