صفوان بن يحيى أبو محمد البجلي الكوفي بياع السابري
المؤلف:
الشيخ عباس القمي
المصدر:
منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة:
ج2,ص412-413.
19-05-2015
4271
ثقة، جليل، عابد، زاهد، ورع، نبيل، فقيه، ضليع، ذو منزلة عند الامام الرضا (صلوات اللّه و سلامه عليه) و لا يسع المقام لذكر فضائله و وصف جلالة شأنه .
قال صاحب مجالس المؤمنين: ذكر في كتاب الخلاصة و كتاب ابن داود [انّ صفوان] ثقة ثقة عين، روى أبوه عن الصادق و كان له عنده منزلة شريفة، توكل للرضا و لأبي جعفر (عليهما السّلام) و سلم مذهبه من الوقف .
و قال النجاشي في الفهرست: انّه ثقة، ثقة عين .
قال أبو عمرو الكشي: أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصح عن صفوان بن يحيى بيّاع السابري و الاقرار له بالفقه ، و كان شريكا لعبد اللّه بن جندب و عليّ بن النعمان، و كان كلّ منهم يصلّي إحدى و خمسين ركعة و تعاهدوا على أن من بقي منهم يصلّي عن الماضي صلاته ويزكي زكاته و يصوم صومه، فتأخر صفوان عنهما فصار يصلّي كل يوم مائة و ثلاثة وخمسين ركعة، و يصوم في السنة ثلاثة اشهر، و يزكي زكاته ثلاث دفعات، وكلّ ما تبرع لنفسه يعمل لهما مثله، و استأذن جمّاله في استيداع دينارين لبعض أصحابه ورعا .
يقول المؤلف: لقد اقتدى بصفوان بن يحيى في هذا العمل الشيخ الاجل العالم الرباني و المحقق الصمداني المرحوم الآخوند ملا احمد الأردبيلي النجفي الذي بلغ في الورع و التقوى و الزهد والقدس و الفضل، الغاية القصوى حتى قال عنه العلامة المجلسي: انّي لم أر نظيرا له في المتقدمين و لا في المتأخرين جمع اللّه بيننا و بينه و بين الأئمة الطاهرين (عليهم السّلام) .
حكي انّه استأجر حمارا ليذهب من الكاظمين إلى النجف الاشرف، فأعطاه شخص من أهل بغداد رقعة يوصلها إلى النجف، فأخذ الرقعة و ذهب إلى النجف ماشيا من دون أن يركب الحمار و ذلك لعدم كون صاحب الحمار معه و لم يكن استأذنه في حمل هذه الرقعة .
يقول المؤلف: انّ هذه الحكاية كما تدلّ على شدّة احتياط المحقق المذكور و شدّة ورعه، تدلّ أيضا على كثرة اهتمامه لقضاء حوائج المؤمنين و الاخوان في الدين، إذ كان يمكنه أن يعتذر من قبول الرقعة لكنّه أراد أن لا تفوت عنه هذه الفضيلة، و قد روي عن الامام الصادق (عليه السلام) انّه قال: قضاء حاجة المؤمن أفضل من طواف و طواف حتى عدّ عشرا .
و روي أيضا انّ عابد بني اسرائيل كان إذا بلغ الغاية في العبادة صار مشّاء في حوائج الناس عانيا بما يصلحهم و بالجملة فقد روي عن معمّر بن خلاد انّه قال: قال أبو الحسن (عليه السلام) : ما ذئبان ضاريان في غنم قد غاب عنها رعاؤها بأضرّ في دين المسلم من حبّ الرئاسة.
ثم قال (عليه السلام) : لكن صفوان لا يحبّ الرئاسة ؛ و قال الشيخ الطوسي: روى صفوان عن أربعين رجلا من اصحاب أبي عبد اللّه (عليه السلام) ، و له كتب كثيرة مثل كتب الحسين بن سعيد و له مسائل عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) و روايات .
و قال الشيخ الكشي: و مات صفوان بن يحيى في سنة عشر و مائتين بالمدينة، و بعث إليه أبو جعفر الجواد (عليه السلام) بحنوطه و كفنه و أمر اسماعيل بن موسى بالصلاة عليه .
الاكثر قراءة في قضايا عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة