مكة بعهد احمد بن سعيد بن زيد للمرة الثانية
المؤلف:
احمد السباعي
المصدر:
تاريخ مكة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع
الجزء والصفحة:
ج2، ص 501- 502
22-11-2020
1071
احمد بن سعيد بن زيد للمرة الثانية :
وعلى أثر هذا دخل احمد بن سعيد مكة ظافرا ونودي بامارته فيها في ٢٣ جمادي الثانية عام ١١٨٤ وأمر بأن يحرق دار الهناء ونزل آل بركات لاعتقاده أن عبد الله بن الحسين أمر باحراق دار السعادة وقد أحرقت دار آل بركات ونهب الناس ما فيها وزادوا فحرقوا كثيرا من دور المقربين من آل بركات وأتباعهم.
وفر العسكر المصري الى وادي فاطمة ثم انتقلوا الى جدة وتحصنوا فيها وراء المتاريس والمدافع فجرد الشريف احمد سرية عسكرية فيها بعض القبائل فسارت في طريقها الى جدة حتى عسكرت في «غليل» (١) بالقرب من جدة ثم تواطأوا مع أهل جدة حتى مكنوهم من الهجوم عليها في الباب اليماني وبذلك استولوا عليها في آخر جمادي الآخرة ١١٨٤ وقتلوا بعض المتحصنين وفر البعض الباقي الى ينبع من طريق البحر ثم غادروها الى مصر على رأسهم الشريف عبد الله وقد أقام عبد الله في مصر ثم ارتحل الى تركيا فمات فيها.
وباحتلالهم جدة هاجم المحتلون بيوت التجار ومخازنهم فنهبوها فأثر ذلك في تموين البلاد واشتد غلاء الأسعار وعم الكرب معظم البوادي حتى أكل بعض أهل البادية الهررة وشربوا الدم المسفوح من شدة الجوع ودام ذلك الى نهاية عام ١١٨٤ ثم انقشعت الكروب في أوائل عام ١١٨٥ بورود الغلال من شتى الجهات وعادت العلاقة بين مكة والعثمانيين الى سابق عهدها (٢).
وظل أمر احمد بن سعيد على هذا الى أواخر عام ١١٨٦ ثم ثار عليه ابن أخيه سرور بن مساعد بن سعيد بن زيد (3)
ذكروا ان أحمد بن سعيد أراد ان يعزل وزيره في جدة يوسف قابل فكتب كتابا بالعزل سلمه الى أحد الأشراف وأمره بالذهاب الى جدة للقبض على يوسف وغله بالسلاسل وكان سرور بن مساعد في المجلس فلما علم بذلك اصر على اغتنام الفرصة لفائدة نفسه.
وكان سرور اذ ذاك شابا لم يتجاوز الثامنة عشر من عمره وكان شديد الثقة بنفسه كثير الطموح وكانت له على سنه منزلة في بني قومه تمتاز بنفاذ الكلمة.
أصر سرور على اغتنام الفرصة فركب ناقة مسرعة وتوجه الى جدة فوصلها قبل ان يصلها مندوبو العزل فنزل بدار يوسف قابل واتفق معه على أن يتصدى سرور لاعلان الثورة وان يمونها يوسف قابل بأمواله.
ولما وصل المندوبون وجدوا سرورا عنده وقد تصدى لمنعهم عنه فطلبوا اليه أن يصحبهم ويوسف قابل لمقابلة الشريف أحمد فخرجوا جميعا من جدة فلما كانوا في بعض الطريق عرج سرور ويوسف قابل الى وادي فاطمة حيث اجتمع سرور بمن يليه من رجال البادية ثم أرسل يستدعي بعض القبائل من عتيبة فوافوه طائعين.
وعلم احمد بالأمر فندب من يسوي الامر بينه وبين ابن اخيه فأبى سرور الا أن يجلي أحمد عن مكة فاستعد أحمد للدفاع.
واجتمع الثائرون في وادي فاطمة ثم انتقلوا الى العابدية (4) ثم زحفوا الى المنحنى بأعلى مكة حيث اشتبك مع عمه في قتال مرير لم يدم الا ساعتين انهزم في نهايتها أحمد بن سعيد ففر الى وادي نعمان (5).
__________________
(١) غليل كفر بير : واد يصب في الرغامة شرق جدة ، والرغامة : حوز الجبال من الخبث من ناحية جدة الشرقية. (ع)
(٢) خلاصة الكلام للسيد احمد زيني دحلان ٢٠٦
(3) تذييل شفاء الغرام للصديقي ٣١١
(4) العابدية عين جنوب غربي عرفة على بعد كيلو واحد منها تقريبا
(5) وادي نعمان شرقي عرفة
الاكثر قراءة في مكة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة