مكة بعهد سعيد بن سعد للمرة الثانية (وبعض ولاة مكة)
المؤلف:
احمد السباعي
المصدر:
تاريخ مكة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع
الجزء والصفحة:
ج2، ص 452- 453
20-11-2020
1162
سعيد بن سعد للمرة الثانية :
وما استقر الامر لسعيد حتى كتب القاضي ووجهاء الاشراف الى استامبول بما حدث طالبين تأييده فأبطأ وصول التأييد وفر محسن الى المدينة وأثار بعض من فيها ولكنه لم ينجح، ثم ما لبث أن تم بينه وبين سعيد الصلح على ان يتناول لقاء ذلك حصة خاصة من غلة البلاد.
وفي جمادي الاولى من السنة نفسها ١١٠٣ ورد كتاب من صاحب مصر بموافقته على ما جرى وانه كتب الى استامبول بذلك وينتظر التأييد ثم اردفه
بكتاب آخر في جمادي الثانية يقول فيه: ان السلطنة ولت امر مكة الى سعد ابن زيد والد سعيد المذكور (١) المقيم في تركيا وذلك قبل وصول خطابنا ويطلب اعتماد ذلك وفي طيه المرسوم الخاص بذلك وأن يكون سعيد نائبا عن ابيه ومساعدا له.
سعد بن زيد للمرة الثانية:
وأهل موسم الحج عام ١١٠٣ فأهل معه موكب الامير الجديد سعد بن زيد واحتفل بتأييده في المسجد على جري العادة وتغنى الشعراء والمهنئون أمامه (٢) بالمديح التقليدي المعتاد.
وهي الولاية الثانية له بعد ان تغيب عن مكة نحوا من ٢١ سنة ودخل مكة في ذي الأروام، فقد لبس عمامته على «قاووق» وكان يغلب على لسانه بعض ألفاظ اهل والشام ، ثم ما لبث أن لبس عمامة الحجاز ، وما كاد يستقر حتى جاءت الاخبار من جنوب البلاد بان احمد بن غالب هاجم القنفذة واحتلها ثم هاجم الليث وانه في طريقه الى مكة فاستعد لملاقاته الا ان احمد ما لبث ان كتب اليه يستأذنه في سكنى مكة بدون قتال فاذن له فأقام ببستانه في الركاني قريبا من مكة (٣).
وفي عهد الشريف سعد عصت بعض قبائل حرب فقاتلها فانتصرت عليه فعاد الى مكة ثم استأنف قتالها في السنة الثانية فانتصر عليها.
وفي عهده خرج عليه جماعة من ذوي عبد الله ـ أشراف العبادلة ـ واعترضوا القوافل في طريق الليث فاضطرب الا من وعاث المتلصصون في مكة حتى اضطر الى مشاركة العسس في حراسة البلاد ثم ما لبث ان سلم العصاة انفسهم.
وظل الشريف سعد في امارته نحو ثلاث سنوات وكان على بره بكثير من الاشراف اذا استثنينا ما ذكرنا وعلى اتفاقه مع الاهالي لا يميل الى ملاينة رؤساء المصالح من الاتراك لديه. وكان شديد الخلاف بنوع خاص مع صنجق جدة محمد باشا ولعل ذلك نتيجة كرهه لموظفي الاتراك المتسلطين.
وقد سعى ضده سنجق جدة لدى دار الخلافة واستطاع ان يستصدر أمرا بعزله وتولية الشريف عبد الله بن هاشم من ذوي بركات فامتنع سعد عن تسليم الامارة فحاصره عسكر صنجق جدة وساعد عليه عساكر أمراء الاتراك ونصبت المدافع عند باب العتيق (4) وفى المسعى وقد مات بفعلها اكثر من مائة شخص ونهب عبيد سعد كثيرا من بيوت الاتراك كما نهبوا رباطا بسوق الليل وبعض دور مكة ثم ثبت للشريف سعد انه لا يستطيع الدفاع فاجلى عن مكة الى الحسينية في جنوب مكة ثم الى اليمن وظل بها يتحين الفرص للانقضاض (5).
__________________
(١ و ٢) تذييل شفاء الغرام للشيخ عبد الستار الصديقي ٣٠٧
(٣) افادة الانام «مخطوطة»
(4) كان منزل سعد فى دار الشفاء من باب العتيق ولعل قاعة الشفاء سميت باسم داره
(5) افادة الأنام «مخطوطة»
الاكثر قراءة في مكة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة