مكة في عهد عجلان واخوانه
المؤلف:
احمد السباعي
المصدر:
تاريخ مكة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع
الجزء والصفحة:
ج1، ص 313-315
10-11-2020
1541
عجلان بن رميثة واخوانه :
تولى أمر مكة بعد ذلك عجلان بن رميثة في جمادي الآخرة عام ٧٤٦ وشعر أن اخويه سند ومغامس يتطلعان الى مشاركته فأبعدهما الى وادي نخلة ثم ما لبث أن الحق بهما اخاه الثالث ثقبة (١).
وتولى في هذا العام ٧٤٦ سلطان المماليك الكامل شعبان فكتب الى مكة يؤيد عجلان ويخبره أن اخوانه وصلوا الى مصر فاعتقلوا فيها فأمر عجلان بتزيين الأسواق وكان والده رميثة مريضا فما لبث أن توفي أيام الزينة فطيف بنعشه وقت صلاة الجمعة حول الكعبة ودفنوه بالمعلاة في ذي القعدة من العام المذكور (٢).
وفي سنة ٧٤٧ أطلق الاخوان الثلاثة من مصر واعطوا مرسوما بالموافقة على اشتراكهم في امارة مكة مع أخيهم عجلان على أن تكون لهم نصف البلاد ولأخيهم عجلان النصف الباقي وحده (٣).
وفي هذا ما يدل دلالة قاطعة على أن المماليك الأتراك كان لا يعنيهم استقرار الأمر في مكة بقدر ما يعنيهم أن تبقى الخطبة باسمهم والا فأي معنى لأطلاق الاخوة الثلاثة وتزويدهم بمرسوم يخولهم حق الشركة، ولست أعرف بالضبط معنى لشركة أشخاص اربعة في محيط أضيق من أن يتحمل الشركة.
انني لا ارتاب في ان الرؤوس المفكرة في دولة المماليك كانت ـ وهي تشعر أن الأشراف يتنافسون على حكم البلاد ـ لا يعنيها أن تعالج هذا التنافس بشيء من الحكمة بقدر ما يعنيها أن تحتكر الدعاء لاسمها.
أو انها كانت تعجز عن علاجه وتخشى ان تساعد شريكا آخر فيخونه التوفيق فتفقد استحقاقها للدعاء في الخطبة في نظر الغالب لهذا نراها لا تتصرف ضد المشاغبين لحاكم مكة الا في نطاق محدود وهي اذا تصرفت فأسرت المشاغبين أو أبقتهم لديها في مصر فانها تحاول أن ترضيهم ما وسعها ذلك وأن تقبل أياديهم وتحلهم في الصدارة في جميع مجالسها.
ذلك لانها تشعر أن أسراها اليوم لم يفقدوا كل آمالهم في الحكم وأنه لا بد أن يبلغهم أو ذراريهم اليوم الذي يقبضون فيه على زمام مكة وعند ذلك يثأرون لأنفسهم مما نالهم فيربطون علاقاتهم مع حكومة اخرى من حكومات الاسلام ويعلنون اسمها على منابرهم.
لهذا فهي تتصرف في نطاق محدود فلا عجب أن تمسك اخوان عجلان لتحول دون وصولهم الى مكة حتى اذا شعرت أنها أساءت اليهم وانهم باتوا ساخطين خشيت عاقبة السخط واطلقتهم ، وقد ترى نفسها مضطرة لأن تمنحهم مثل التأييد الذي منحته للحاكم في مكة ثم تتركهم ليتدبروا امورهم ويعالجوا قضاياهم بسيوفهم اذا قدروا او باسباب اخرى من أساليبهم العديدة التي ألفوها وتظل هي في مكانها ترقب الميدان لتتدخل بقدر ولا تضيع على نفسها استحقاقها في الدعاء باسمها.
وهكذا اطلقت الاخوة الثلاثة وتركتهم يمضون الى مكة فيناوئون صاحبها ويشهرون السلاح ضده.
وقد استطاعوا ان يجلوه عن مكة في عام ٧٤٨ فشدّ رحاله الى مصر ليبقى فيها مدة ثم يعود مقاتلا ليظفر بالامارة في شوال ٧٥٠ ويجلي اخوانه عنها فيولون شطر اليمن (4).
_________________
(١) خلاصة الكلام للسيد أحمد زيني دحلان ٣١
(٢) منائح الكرم السنجارى «مخطوط»
(٣) افادة الانام «مخطوط»
(4) شفاء الغرام ٢ / ٢٠٥
الاكثر قراءة في مكة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة