استشهاد بعض من اصحابه
المؤلف:
الشيخ عباس القمي
المصدر:
منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة:
ج1,ص510-511.
8-04-2015
3780
جاء الفتيان الجابريان- سيف بن الحارث بن سريع، و مالك بن عبد بن سريع، و هما ابنا عم و اخوان لأمّ- فأتيا الحسين (عليه السلام) فدنوا منه و هما يبكيان.
فقال : أي بني أخي ما يبكيكما، فو اللّه انّي لأرجو أن تكونا ساعة قريريّ العين.
قالا : جعلنا اللّه فداك لا واللّه ما على انفسنا نبكي ولكنّا نبكي عليك، نراك قد أحيط بك ولا نقدر ان نمنعك.
فقال : جزاكما اللّه يا ابني أخي بوجدكما من ذلك ومواساتكما اياي بأنفسكما، أحسن جزاء المتقين.
ثم و دعا الحسين (عليه السلام) و قاتلا حتى قتلا.
وجاء حنظلة بن اسعد الشباميّ، فقام بين يدي الحسين (عليه السلام) يقيه السهام والرماح و السيوف بوجهه و نحره و أخذ ينادي: {يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ * مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ * وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ* يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } [غافر: 30 - 33] «يا قوم لا تقتلوا الحسين فيسحتكم اللّه بعذاب و قد خاب من افترى» .
وقد أشار بهذا الى نصائح مؤمن آل فرعون الى قومه.
وفي بعض المقاتل انّ الحسين (عليه السلام) قال: يا ابن أسعد رحمك اللّه انّهم قد استوجبوا العذاب حين ردوا عليك ما دعوتهم إليه من الحق ونهضوا إليك ليستبيحوك وأصحابك فكيف بهم الآن وقد قتلوا اخوانك الصالحين.
قال: صدقت جعلت فداك أفلا نروح الى الآخرة و نلحق باخواننا.
فقال : بلى رح الى ما هو خير لك من الدنيا وما فيها و الى ملك لا يبلى.
فقال : السلام عليك يا ابا عبد اللّه صلى اللّه عليك وعلى أهل بيتك وعرف بيننا وبينك في جنته، فقال : آمين آمين، فاستقدم وقاتل قتال الابطال وصبر على احتمال الأهوال حتى قتل، عليه رحمة المتعال .
يقول المؤلف : كان حنظلة بن أسعد من وجوه الشيعة والشجعان والفصحاء و قيل فيه شبامي لأنّ أصله ينتهى الى شبام (على وزن كتاب موضع بالشام) وبنو شبام بطن من قبيلة همدان (بسكون الميم).
الاكثر قراءة في استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة