الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
بحر المضارع
المؤلف:
ابن الدماميني
المصدر:
العيون الغامزة على خبايا الرامزة
الجزء والصفحة:
ص158-159
24-03-2015
5896
...أقول: قال الخليل: سمي بذلك لمضارعته المقتضب في أن أحد جزأيه مفروق الوتد. وقيل: لأنه ضارع الهزج في أنه مجزوء وأن وتده المجموع تقدم على سببيه. وقال الزجاج: لمضارعته المجتثَّ في حال قبضه. وهذا البحر مبني في الدائرة من ستة أجزاء على هذه الصورة: مفاعيلن فاع لاتن مفاعيلن، مفاعيلن فاع لاتن مفاعيلن قال:
لماذا دعاني مثل زيدٍ إلى ثنا
فإن تدن منه شبراً أذكر إليه ذا
أقول: اللام من قوله ((لما)) إشارة إلى أن هذا البحر هو الثاني عشر من البحور، والميم ملغاة والألف منه إشارة إلى أن له عروضاً واحدة، والألف من قوله ((ذا)) إشارة إلى أن له ضرباً واحداً. فالعروض مجزوءة صحيحة وضربها مثلها، وبيته:
دعاني إلى سعادٍ
دواعي هوى سعادِ
فقوله ((لا سعادن)) هو العروض، وقوله ((واسعادي)) هو الضرب، وزن كل منهما فاع لاتن وهي مفروقة الوتد لما علمته. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((دعاني)). وبين ياء مفاعيلن ونونها في هذا البحر مراقبةٌ كما تقدم، فلا يثبتان معاً ولا يحذفان معاً، والواجب حذف أحدهما لا على التعيين. والبيت المتقدم شاهد على الكف وهو حذف النون من مفاعيلن. وبيت القبض:
وقد رأيت الرجالَ
فما رأى مثل زيد
وفيه أيضاً شاهدٌ على كف العروض. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((مثل زيد)). ويدخل الجزء الأول من هذا البحر الشَّتْرُ والخرب. فبيت الشتر:
سوف أُهدى لسلمى
ثناءً على ثناء
فقوله ((سوف أه)) وزنه فاعلن. دخله الشتر وهو اجتماع الخرم والقبض وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((ثنا)). وبيت الخرب:
إنْ تدن منه شبراً
يُقربك منه باعا
فقوله ((إن تدن)) وزنه مفعول، اجتمع الخرم والكف، وهو المسمى بالخرب، فيصير مفاعيلن على فاعيل فينقل إلى مفعول. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((فإن تدن منه شبرا)). ((تنبيه)) زعم بعض العروضيين أنه يجوز في هذا البحر تركُ المراقبة، وأنشد على ذلك:
بنو سعدٍ خير قومٍ
لجاراتٍ أو معان
ولا حجة فيه لأن قائله مولّد. هكذا قالوا. وحكى الجواهري اجتماع القبض والكف فيه، وأنشد:
أشاقك طيفُ ما مهْ
بمكة أم حمامهْ
مجزوء الأول والثالث مقبوضان مكفوفان، ولا حجةَ فيه لجواز أن يكون من مشكول المجتث، أو من العروض المجزوءة المقطوفة التي حكاها الأخفش للوافر. وأنكر الأخفش أن يكون المضارع والمقتضب من شعر العرب وزعم أنه لم يسمع منهم شيء من ذلك. قلت وهو محجوج بنقل الخليل. قال الزجاج: هما قليلان حتى إنه لا يوجد منهما قصيدة لعربي، وإنما يروى من كل واحد منهما البيت والبيتان، ولا يُنسب بيت منهما إلى شاعر من العرب ولا يوجد في أشعار القبائل.
الاكثر قراءة في العروض
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
