الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
رواة الشعر
المؤلف:
جرجي زيدان
المصدر:
تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة:
ج1، ص410
22-03-2015
2918
هناك طبقة من الرواة غلبت عليهم رواية الشعر على ما سواه من علوم العربية، فاشتغلوا بجمع شعر عرب الجاهلية وغيرهم ودونوه او حفظوه. وهم غير الذين يختص كل راو منهم بشاعر فيكون راويته .. وقد علمت من كلامنا عن شعراء الجاهلية انهم كانوا كثيرين، عددنا منهم مائة وبعض المائة، وهم أكثر من ذلك لضياع اخبار الباقين منهم في اثناء ظهور الإسلام، بسبب كثرة من قتل منهم ومن رواتهم في الحرب والغزو على عهد الرسول والراشدين.
فلما احتاج المسلمون في صدر الإسلام الى معرفة معاني الالفاظ في التفسير والقراءة، عمدوا الى جمع اشعار العرب وأمثالهم واقوالهم بلا تخصيص. ثم غلب على بعضهم جمع الشعر، وعلى البعض الآخر شواهد النحو، او الامثال، او رواية اللغة. فاخذوا يطلبونها في اماكنها وينقلونها عن اصحابها او من سمع عنهم. والمشهور ان اخبار الجاهلية لم يدون منها شيء قبل الإسلام. ثم ظهر ان بعض ذلك كان مدونا في صحف عند اهل الحيرة من ايام المناذرة.
وأول من اشتغل بجمع الشعر بعد الإسلام ممن بلغ الينا خبره: حمادة الراوية المتوفى سنة 156، وقد عاصر الدولتين الاموية والعباسية وعاصر ابا عمرو بن العلاء المتقدم ذكره. ثم ظهر خلف الاحمر، والمفضل الضبي، وغيرهما.