الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
حمّاد الراوية (ت156هـ)
المؤلف:
جرجي زيدان
المصدر:
تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة:
ج1، ص410-411
22-03-2015
6939
هو حماد بن ميسرة، أصله ديلمي من موالي بني بكر بن وائل. نشأ في الكوفة، وكان في أول أمره يتشطر ويصحب الصعاليك واللصوص .. فنقب ليلة على رجل فاخذ ماله، وكان فيه جزء من شعر الانصار، فقرأه حماد فأعجب به وحفظه، ثم طلب الأدب والشعر وايام الناس ولغات العرب بعد ذلك بعد ذلك .. وترك ما كان عليه، فبلغ في العلم ما بلغ حتى عرف بحماد الراوية تمييزاً له عن نفر بهذا الاسم.
وكان قوي الحافظة الى درجة بعيدة، ومن أعلم الناس بأيام العرب واشعارها وأخبارها.. لكنه اختص بجمع الشعر، وكان ضعيفا في العربية يلحن في كلامه. وكان بنو أمية يقدمونه ويستزيرونه على البريد، وينال منهم الجوائز ويسألونه عن ايام العرب واشعارها وعلومها. وسأله الوليد بن يزيد يوماً: (بم استحققت ان تدعى الراوية؟) فقال: (باني اروي لكل شاعر تعرفه يا أمير المؤمنين او سمعت به ثم اروي لأكثر منهم ممن تعترف إنك لا تعرفه ولا سمعت به، ثم لا ينشدني أحد شعرا قديما ولا محدثا الا ميزت القديم من المحدث) فقال له: (فكم مقدار ما تحفظ من الشعر؟) قال: (كثير، ولكني انشدك على كل حرف من حروف المعجم مائة قصيدة كبيرة سوى المقطعات من شعر الجاهلية دون شعر الإسلام) قال: (سأمتحنك في هذا). ثم أمره بالإنشاد، فانشده حتى ضجر الوليد، فوكل به من استحلفه ان يصدقه عنه ويستوفي عليه، فانشده الفين وتسعمائة قصيدة للجاهلية، وأخبره الوليد بذلك فأمر له بمائة ألف درهم.
وكان حماد هذا وحماد عجرد الشاعر المتقدم ذكره وحماد بن الزبرقان يتنادمون على الشراب في الكوفة، وكانوا متهمين بالزندقة جميعاً. فلما آل الامر الى بني العباس (كان حماد هذا قد اشتهر بالراوية فسمع به المنصور كان حزينا على موت اخيه العباس، واراد ان يرثيه بأبيات كان يعلم ان هفان بن همام قالها في رثاء ابيه وقد ذهب عن خاطر المنصور، فبعث في طلب حماد ليرويها له فجاءه وانشده اياها فبكى وقال: (هكذا كان اخي رضي الله عنه). وظل حماد حيا الى ايام المهدي وكان يستدعيه اليه، ويستنشده كما يستنشد المفضل الضبي. وكان يؤثر المفضل عليه لأنه اصدق منه فيما يرويه. وكان حماد يزيد في اشعار الناس ما ليس منها وينسبه إليهم وسياتي خبر ذلك.
وهو الذي جمع المعلقات التي بين ايدينا وجمع اشعار أكثر القبائل وأكثر شعراء بني امية، وجعل شعر كل قبيلة او شاعر في كتاب .. فكان عنده كتاب لشعر قريش وآخر لشعر ثقيف وآخر لغيرهم (1)، لكنها ضاعت كلها ولم يذكر منها صاحب الفهرست شيئا وانما روى الناس عنه وصنفت الكتب بعده.
وتجد اخباره في الاغاني 164 ج5، وابن خلكان 164 ج1، وطبقات الادباء 43.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الاغاني ج5