1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : الأدب : الشعر : العصر الاسلامي :

شعراء قريش والتشبيب

المؤلف:  جرجي زيدان

المصدر:  تاريخ آداب اللغة العربية

الجزء والصفحة:  ج1، ص234-235

22-03-2015

8484

أول من تجرأ على التشبيب منهم ابن أبي عتيق، وهو ابن حفيد أبي بكر

الصديق. ويقولون انه كان طاهرا عفيفا يشبب عن غير ريبة، ثم عمر بن أبي ربيعة من قريش، والمرجى وهو من قريش أيضاً، وغيرهم، وكلهم من شعراء العصر الاموي. فتجرأ الشعراء من غير قريش على الاقتداء بهم حتى شاع التشبيب، وصاروا يعتقدون ان الشعر لا يحسن الا به لما فيه من عطف القلوب. فيبدأ الشاعر الحضري بذكر الحبيب والصدود والهجران، كما يبدأ البدوي بذكر الرحيل والانتقال ووصف الطلول

ولم يأت اخر عصر بني امية حتى صار الشاعر لا ينظم مديحا او فخرا الا صدره بأبيات في الغزل قد تكون أكثر من أبيات المديح. ذكروا شاعرا اتى نصر بن سيار عامل بني امية على خراسان بأرجوزة فيها مائة بيت نسيبة وعشرة أبيات مديحا، فقال له نصر: (والله ما أبقيت كلمة عذبة ولا معنى لطيفا الا وقد شغلته عن مديحي بنسيبك) (1). ولم يكن الاستهلال بالغزل خاصا بالشعر العربي، فان في شعر اليونان شيئا من ذلك(2)

على ان شعراء العرب كثيرا ما كانوا يشببون بالمرأة ليفضحوا ابنها او زوجها (3) وقد يكون التشبيب بالبنات وسيلة لزواجهن كما فعل نصيب مولى عبد العزيز بن مروان، وقد استسقى فتاة ماء فسقته لبناً وطلبت إليه ان يشبب بها، فقال: (ما اسمك؟) قالت: (هند) قال: (وما اسم هذا الجبل؟) قالت: (قنا) (4) فأنشأ يقول:

أحب قناً من حب هند ولم أكن      ابالي اقرباً زاده الله ام بعدا

الا ان بالقيعان من بطن ذي قنا       لنا حاجة مالت إليه بنا عمدا

أرواني قناً انظر إليه فاني       أحب قنا إني رأيت به هندا

وشاعت هذه الابيات وخطبت هذه الجارية من أجلها (5).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) العمدة ج2

(2) جويدي في المشرق

(3) الأغاني ج1

(4) قنا: جبل لبني فزارة

(5) الأغاني ج1

 

 

 

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي