الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
الهجاء الأدبي
المؤلف:
جرجي زيدان
المصدر:
تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة:
ج1، ص237-238
22-03-2015
2836
ان التهاجي السياسي جر الى التهاجي بين الشعراء بقطع النظر عن الأحزاب السياسية من قبيل المفاخرة، ويختلف سبب هذه المهاجاة باختلاف الأحوال. وقد يكون الغرض منها المقارعة لبيان المقدرة على الهجاء، ثم يتنافر المتهاجيان الى من يحكم بينهما .. كما تهاجي جميل الشاعر المتيم وجواس بن قطبة العذري وتنافسا في ايهما أفضل ابا وحسبا (1).
وأشهر ضروب المهاجاة في العصر الاموي المهاجاة بين جرير والفرزدق، وبين جرير والاخطل وغيره من الشعراء المعاصرين. والبادئ في ذل ككله هو جرير، وكان لمهاجاته مع الفرزدق والاخطل شهرة كبيرة حتى أصبح حديث القوم في مجالسهم وموضوع مناقشاتهم في أي الشاعري أفضل. وانقسم الناس في ذلك حزبين: نسب أحدهما الى جرير فسمي جريريا، والاخر الى الفرزدق فسمي فرزدقيا. وكثيرا ما احتدم الجدال بين الادباء في المجالس حتى آل الى الخصام. وسيأتي تفصيل ذلك في الكلام عن شعراء بني أمية. وقد يكون الباعث على الهجاء تخويف المهجو ليسترضي الهاجي بالمال او غيره، كما تفعل بعض الصحف اليوم.
واتصلت المهاجاة بين الشعراء الى العصر العباسي، فاشتهرت مهاجاة بشار بن برد وحماد (2)، ومهاجاة أبي العتاهية ووالبة (3).. على ان اشتغال الناس بالمناقشة في الشعراء وتفاضلهم طبيعي في كل عصر، وليس هو خاصا بالعرب.. فقط كان اليونان أيضاً يفعلون ذلك (4).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الأغاني ج19
(2) الأغاني ج13
(3) الأغاني ج16
(4) نكلسن