الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
الخلفاء الأمويون والتشبيب
المؤلف:
جرجي زيدان
المصدر:
تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة:
ج1، ص235-236
22-03-2015
2488
كان الامراء والكبراء يغضبون لنسائهم اذا شبب بهن احد لغلبة طبائع البدو عليهم. وينقمون على المشيب ويعيبونه حتى عدوا شعر ابن أبي ربيعة عصيانا لله (1).
وقد يكبر على الخليفة ان يظهر غضبه على الشاعر إذا شبب ببعض أهله فينتقم منه بالإهمال، كذلك كان يفعل معاوية (2) وهو اوسع الناس صدرا. واقتدى به عبد الملك بن مروان (3) اما ابنه الوليد بن عبد الملك فلم يسع صدره ذلك الكظم،
فأخذ يتوعد الشعراء إذا شببوا. وبلغه ان وضاح اليمن شبب بامرأته فقتله فيما يقال (4) وكذلك فعل عمر بن عبد العزيز فمنع ابن أبي ربيعة عن التشبيب. وكان العمال يقتدون بالخلفاء او يعملون بأوامرهم في ذلك، فان عامل المدينة نفى الاحوص الشاعر لأنه شبب ببعض نسائها (5).
ولكن المرأة كان يسرها ان يشبب بها شاعر مشهور وان كانت لا ترجو التزوج به، ولكن يسرها ما في التشبيب من الاعجاب بجمالها (والغواني يغرهن الثناء) سواء في ذلك الاميرة والحقيرة. ذكروا ان زوجة الوليد بن عبد الملك هي التي اقترحت على وضاح اليمن ان يشبب بها .. واقترحت ام محمد بن مروان ابن الحكم أخت عبد الملك على عمر بن أبي ربيعة ان يشهرها بشعره، وبعثت إليه الف دينار.. فأبى ان يؤجر على التشبيب، فابتاع بالجائزة حللاً وطيبا واهداه اليها فردته. فقال فيها ابياتا مطلعها:
أيها الراكبُ المُجِدُّ ابتكارا قد قضى من تِهامةَ الأوْطارا(6)
وبالجملة فان التشبيب على نحو ما هو عليه الآن نشأ في العصر الأموي.
1- المهاجاة بين الشعراء: كان الجاهليون يتنافسون ويتفاخرون فيذكر أحدهم ما في قبيلته من الشجاعة والنجدة وما أوتوه من النصر او الغلبة او ما هم عليه من هذه الفضائل. ويندر فيهم من يتخطى ذلك الى الهجو. وأكثر من تخطاه منهم المخضرمون كما تقدم. وقد كثر الهجو واتسعت دائرته في العصر الأموي واجاد الشعراء فيه. ولبعضهم مهاجاة ونقائض تدخل في كتاب ضخم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الاغاني ج1
(2) الأغاني ج13
(3) الأغاني 6
(4) الأغاني ج6
(5) الأغاني ج4
(6) الأغاني ج1